كويت تايمز: دان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس، الولايات المتحدة بسبب دعمها للمقاتلين الاكراد في سورية، بعد ان اظهرت صور كوماندوس اميركيين يرتدون شارات «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها انقرة «مجموعة ارهابية» واتهمها بـ»عدم الصدق».
وأعلن اردوغان في خطاب القاه في دياربكر كبرى مدن جنوب شرقي تركيا حيث غالبية السكان من الاكراد «ادين الدعم الذي يقدمونه لوحدات حماية الشعب الكردية»، مضيفا «يجب على هؤلاء الذين هم اصدقاؤنا ومعنا في حلف شمال الاطلسي الا يرسلوا جنودهم الى سورية وهم يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية… هذا أمر مرفوض».
واتهم اردوغان الولايات المتحدة بـ «عدم الصدق» بسبب دعمها لتلك المليشيا الكردية.
وقال: «اعتقد ان السياسة يجب ان تمارس بصدق».
في المقابل، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر أي ازمة مع حليفها التركي.
وعما اذا كان هذا الامر قد تسبب بـ«ازمة» ديبلوماسية بين الولايات المتحدة وتركيا، اجاب: «كلا».
من ناحيته، أعلن الناطق باسم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، العقيد الأميركي ستيف وارن، إنه «من غير المسموح وغير المناسب للقوات الأميركية ارتداء شعارات (وحدات حماية الشعب) الكردية في سورية.
أضاف في مؤتمر صحافي، أن التحالف الدولي «تواصل مع الحلفاء وأخبرهم أنه تم اتخاذ إجراءات تصحيحية»، وذلك ردا على سؤال حول قلق تركيا التي تصنف «وحدات حماية الشعب الكردي» بأنها «منظمة إرهابية»، من واقعة ارتداء الجنود الأميركيين لشارات.
في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الاركان التركية امس، ان 104 مسلحين تابعين لتنظيم «داعش» قتلوا بقصف مدفعي تركي وغارات جوية لقوات التحالف الدولي شمال سورية.
في المقابل، دارت، أمس، اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة وتنظيم «داعش» في مدينة مارع، ثاني ابرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بعد تمكن «الدواعش» من قطع اخر طريق امداد الى المدينة، وفق ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» وناشط.
واشار مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن الى «اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشرق مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي».
وشن تنظيم «الدولة الاسلامية» فجر أول من أمس، هجوما مفاجئا في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ما اتاح له قطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة اعزاز، اكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب. واوضح الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية للأنباء مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود في اعزاز، ان «تنظيم الدولة الاسلامية هاجم اليوم (أمس) مارع من محاور عدة وتحديدا من الشرق والشمال، مستخدما الدبابات ومفخختين». وتتواجد في مارع وفق الخطيب، فصائل مقاتلة واسلامية تضم غالبيتها الساحقة مقاتلين من ابناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ خمسين الف شخص قبل نزوحهم تدريجيا.
ولا يزال نحو 15 الف مدني وفق الخطيب معظمهم من النساء والاطفال محاصرين داخل المدينة بعد هجوم «الدواعش».
وفي محافظة الرقة، واصلت طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعما لهجوم بدأته «قوات سورية الديمقراطية» الثلاثاء الماضي، وفق «المرصد».
وأكد «المرصد»، إن «قوات سورية الديموقراطية» لا تزال مستمرة في محاولات التقدم في ريف الرقة الشمالي. أضاف: «لا تزال الاشتباكات متواصلة في يومها الخامس على التوالي، بين (قوات سورية الديموقراطية) من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، في ريف تل أبيض الجنوبي وريف عين عيسى، والذي تحاول (قوات سورية الديموقراطية) السيطرة عليه وطرد التنظيم منه، للوصول إلى الأطراف الشمالية لمدينة الرقة».
ولفت إلى أن «الاشتباكات ترافقت مع ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وكان ما لا يقل عن 39 عنصراً من التنظيم بينهم قيادي فرنسي الجنسية قتلوا جراء إصابتهم في اشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية وقصف طائرات التحالف على ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي».
وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة عاملة في مجال الإغاثة إن آلاف المدنيين ومئات من عمال الإغاثة يتعرضون لـ»خطر فوري» في منطقة أعزاز التي يسيطر عليها المتمردون في شمال سورية تتعرض لهجوم من «داعش».
وقال الناطق باسم «مجلس اللاجئين النرويجي في الشرق الأوسط»، كارل شمبري: «أعزاز بأكملها غير آمنة والمدنيون في حاجة إلى فتح ممر إنساني لنقلهم إلى الأمان».