كويت تايمز: أدى عشرات الاف الفلسطينيين صلاة العصر، أمس، في المسجد الأقصى المبارك بعد 13 يوماً من الإغلاق، وذلك بعد ساعات من إزالة السلطات الإسرائيلية كل البوابات والممرات الحديدية التي نصبتها منذ 14 يوليو الجاري.
لكن القوات الاسرائيلية، أعادت مساء، إغلاق المسجد وسمحت فقط بخروج المصلين، إثر تجدد المواجهات بين المصلين والأمن الإسرائيلي في باحات المسجد.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى وهاجمت المصلين، كما أغلقت باب حطة في أعقاب مواجهات في المكان.
وأنزلت الشرطة الأعلام الفلسطينية التي وضعها المصلون فوق الأقصى.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الإسرائلية قررت السماح للنساء وكبار السن فقط بالدخول إلى الأقصى، متذرعة بالمواجهات التي حدثت في المسجد.
وأصيب العشرات من المصلين في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية اندلعت خارج المسجد وداخل باحاته بعد أداء صلاة العصر فيه للمرة الاولى منذ أسبوعين.
وأعلن الهلال الأحمر إصابة 96 مواطنا برصاص الاسرائيليين الذي استهدف المصلين في محيط باب الأسباط والمسجد المبارك.وكان آلاف المسلمين يتقدمهم مشايخ القدس دخوا الأقصى، حيث أدوا صلاة العصر.وهلل الداخلون بتكبيرات العيد «لبيك اللهم لبيك» ثم ركعوا على الأرض. وبكت بعض النساء تأثراً، فيما قال أحد حراس الأقصى «هذه ليلة قدر»، مقارناً الأعداد الهائلة بالأعداد الكبيرة للمصلين الذين يشاركون في صلاة «ليلة القدر» في شهر رمضان كل سنة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن نحو 100 ألف أدوا الصلاة في «الأقصى» ومحيطه.
وكان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أعلن عودة الصلاة في المسجد الأقصى، بعد أن أكدت اللجنة الفنية بالأوقاف إزالة سلطات الاحتلال جميع العراقيل الإسرائيلية التي وضعتها على مداخل الحرم الشريف.
ومع إعلان إزالة السلطات الإسرائيلية الإجراءات عن بوابات المسجد وعودة الصلاة فيه، أفاد بيان للديوان الملكي السعودي، بأن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واتصالاته مع عدد من زعماء العالم «تكللت بالنجاح».
وأوضح البيان أن الملك سلمان أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء العالم، خصوصاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبذل مساعيهم لعدم إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين وعدم منعهم من أداء فرائضهم وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد، مضيفاً «وقد تكللت هذه الجهود ولله الحمد بالنجاح اليوم (أمس)، وبالشكل الذي يُسهم ـ إن شاء الله ـ في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين، والحفاظ على كرامتهم وأمنهم».
ووسط ترحيب عربي وإسلامي بانتصار المقدسيين، أشاد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجهود خادم الحرمين التي تكللت بالنجاح، مشيراً إلى أن «هذه الجهود تؤكد المسؤولية التاريخية والدور المركزي للمملكة العربية السعودية وعملها الدؤوب في خدمة الاسلام والمسلمين وحرصها الدائم والمستمر على الحفاظ على مكانة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين».
من جهته، أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اتصالات مكثفة أجريت مع خادم الحرمين والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتمت متابعة الأمور معهم بالتفصيل، كما ستتم المتابعة مع الجامعة العربية والقمة الإسلامية والأمم المتحدة.
وكانت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري أعلنت في بيان عودة التدابير الأمنية إلى ما قبل 14 يوليو الجاري، في إشارة إلى إلغاء كل الإجراءات الأمنية التي اتخذت بعد هذا التاريخ على خلفية العملية التي قتل فيها جنديان إسرائيليان.
وأزالت القوات الاسرائيلية فجراً المسارات الحديدية وأعمدة الكاميرات التي كانت نصبتها عند مدخل الحرم القدسي.
وما إن أزالت القوات الاسرائيلية هذه التجهيزات حتى بدأ الفلسطينيون بالتقاطر الى محيط باحة الأقصى مطلقين أبواق السيارات احتفالاً بهذا «الانتصار» على اسرائيل.
من جهة أخرى، صوّتت الكنيست، مساء أول من أمس، في قراءة أولى على مشروع قانون هدفه تعقيد عملية انتقال مناطق معينة في القدس، كجزء من اتفاق سلام في المستقبل الى السيادة الفلسطينية.
وأقر مشروع القانون الذي قدمه حزب «البيت اليهودي» القومي الديني بغالبية 51 صوتا مقابل 41. وينص على أن تخضع كل عملية بيع داخل ما تعتبره اسرائيل ضمن بلدية القدس، للتصويت بغالبية الثلثين، أي 80 نائباً من أصل 120 في الكنيست.
وفي القاهرة، رحب وزراء الخارجية العرب الذين أجروا اجتماعا طارئا، امس، بتراجع إسرائيل عن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها في محيط ألأقصى لكنهم حذروا من أن «إسرائيل تواصل تثبيت احتلالها للأراضي الفلسطينية».
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في الجلسة الافتتاحية: «نبارك لشعبنا عامة ولأهلنا المرابطين في القدس خاصة هذا الإنجاز».
وفي عمّان، انتقد الملك عبدالله الثاني، موقف رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو «الاستعراضي» تجاه مطلق النار بسفارة اسرائيل في عمّان الذي قتل أردنيين الأحد الماضي.
وطالب خلال اجتماع مع كبار المسؤولين ، نتنياهو بـ «الالتزام بمسؤولياته واتخاذ إجراءات قانونية تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية».
وفي وقت سابق، أكدت مصادر أردنية أن عمّان قررت عدم السماح بعودة طاقم السفارة الإسرائيلية والسفيرة عينات شلاين، قبل محاكمة ضابط الأمن الإسرائيلي الذي قتل المواطنَيْن الأردنيين.