كويت تايمز: بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان أحمد شهاب الدين كلمة هذا نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظه الله معالي السيد مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة الموقر أصحاب السمو والمعالي الشيوخ الموقرين سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله معالي الوزراء المحترمين.. الفائزون بجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته برعاية سامية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه نحتفي اليوم بتكريم كوكبة من الشباب الكويتي المبدع في مجال تكنولوجيا المعلومات الفائزين بجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني.
سمو الأمير يشمل برعايته وحضوره تكريم الفائزين بجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني
يا صاحب السمو لكل عصر من العصور سمات حضارته الخاصة به والتي تعبر عن تقدم هذه الحضارات وإسهاماتها للبشرية ففي حين كانت ترجمة علوم الاولين فاتحة النهضة العربية الإسلامية والتي عم ثمار خيرها آفاق الخافقين ترتكز حضارة وتقدم الأمم اليوم على المعرفة التكنولوجية حتى أصبح تعريف الأمية اليوم مرادفا للجهل بمجتمع المعلوماتية.
وضمن إطار هذه الرؤية تبنت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي خطتها الاستراتيجية لأداء رسالتها المتمثلة في تحفيز ودعم الاستثمار في تنمية القدرات البشرية وفي مبادرات تسهم في بناء قاعدة صلبة للعلم والتكنولوجيا تشكل قواعد المعلومات والعلوم التكنولوجية مكونا أساسيا لها.
وتعمل المؤسسة حاليا على إعداد خطتها الاستراتيجية الجديدة للأعوام 2017 – 2021 بعد أن استكملت في العام الماضي تقييما ذاتيا وآخر خارجيا مستقلا لضمان استجابة أفضل لمتطلبات التنمية في الكويت ومواجهة تحديات المستقبل بسلاح العلم والتكنولوجيا والابتكار وبالاستثمار في الشباب الذين هم المستقبل.
وكما كان لصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه دور القيادة والريادة في إنشاء المؤسسة التي كانت ومازالت تحصل على تمويل مقدر ومشكور من شركات القطاع الخاص المساهمة كجزء من مسؤوليتها المجتمعية يتواصل يا صاحب السمو عطاؤكم ودعمكم ورعايتكم للمؤسسة منيرا طريق المستقبل واستشفاف آفاقه الرحبة من خلال التأكيد على الاستثمار في البشر قبل الاستثمار في الحجر والمدر.
إن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي يا صاحب السمو وتحت رعايتكم السامية واصلت تقديم جوائزها التي تهدف إلى تشجيع المبدعين والعلماء الكويتيين ولتوفي كذلك حق الذين أسهموا بشكل متواصل ومتميز في الإضافة إلى المعرفة البشرية على امتداد وطننا العربي فأصبحت جائزةالكويت محط أنظار العالم العربي ومثار إعجاب العلماء والمفكرين على المستوى العالمي كما أخذت جائزة الإنتاج العلمي مكانتها بين الشباب يتنافسون في حلبة العلم والإبداع ويسعون إلى نيل قصب السبق العلمي.
ومن حسن الطالع يا صاحب السمو أن تدشن المؤسسة هذاالعام جائزتين مهمتين يتوقع أن يكون لهما أبلغ الأثر على النطاقين الإقليمي والعالمي فجائزة الدكتور عبدالرحمن السميط للتنمية الإفريقية والتي تأسست بمبادرة كريمة سامية من قبلكم تعبر عن تقدير المجتمع للدور الإنساني الكبير الذي لعبه أحد أبنائه البررة في التخفيف من آلام البشرية في القارة الإفريقية وفي الوقت نفسه تعبر عن توجه الكويت الحضاري والإنساني في المساهمة بحل المعضلات التي تواجه البشرية وخصوصا المجتمعات الفقيرة في الدول النامية.
كما أن جائزة انور النوري لأفضل أطروحة دكتوراه في التربية في العالم العربي تمثل إضافة جديدة نبيلة من الخيرين من هذا الوطن الذين دأبوا عبر مراحل تاريخ الكويت على فعل الخير.
وجميع هذه الجوائز يا صاحب السمو هي في مضمونها وجوهرها توجه استثماري يقصد به تحفيز الناشئة على الإبداع والابتكار والتميز في مجالات الحياة تأكيدا لتوجه ديننا الحنيف بخلافة الإنسان على الأرض من خلال إعمارها والمساهمة الخلاقة في الحضارة الإنسانية والفائزون يا صاحب السمو من جانبهم لا يهدفون إلى مردود مادي بقدر تطلعهم إلى مرضاة الله في المقام الأول وإلى توفير متطلبات الإبداع لهم وتهيئة البيئة المناسبة لازدهار مواهبهم.
إن رعايتكم السامية يا صاحب السمو للمبدعين من أبناء الوطن في شتى المجالات ليست حدثا منفردا معزولا في بحر عطائكم المستمر بل إنها سجية متأصلة في نفسكم الكريمة وفطرة لأسلافكم الكرام ونبراس لجيل الشباب من آل الصباح الكرام هل يكفي التدليل على هذه المقولة أن يتوج هذا الوطن الصغير مركزا إنسانيا ويقلد أميره وسام قيادة الإنسانية؟ هل ندلل على ذلك بنهج الكويت الدؤوب بإطفاء حرائق الشحناء والبغضاء بين الدول وبين شعوب الأوطان المختلفة وآخرها ما يجري اليوم على أرض الكويت لتآلف أشقائنا في اليمن وسد هوة الجفوة بين أبناء ذلك الوطن العزيز علينا؟ وهل يمكن أن نغفل عن دوركم اليوم في تضميد جراح الأخوة الأشقاء في سوريا وتنامي الدور الإنساني للكويت في هذه المعاناة البشرية من خلال مؤتمر المانحين بما في ذلك توجهكم السامي بأن تساهم المؤسسة في دعم تعليم وتأهيل أطفال وشباب اللاجئين السوريين في بعض دول الجوار؟ إن الأعباء الثقيلة التي تتحملونها في قيادة سفينة الكويت في هذا البحر المتلاطم موجه على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي هذه الاعباء لم تنسكم يوما أن شكر نعم الله سبحانه وتعالى علينا يتمثل في العطاء المتواصل والمستمر.
وأخيرا يا صاحب السمو لا نملك من هدية نقدمها لكم أغلى وأثمن من هذه الكوكبة من المبدعين الذين يحظون اليوم بشرف لقائكم فهنيئا لهم فوزهم والشكر والعرفان لسموكم على رعايتكم ودعمكم المتواصلين للشباب والمبدعين وللعلم والعلماء.
والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته”.