البيت الأبيض.. تسريبات غير مسبوقة

544114_e (1)

تستعد إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكشف خطة تهدف إلى وضع حد من تسريب المعلومات الواسع والمتكرر من البيت الأبيض، الأمر الذي ينتقده «ترامب» باستمرار ويرى فيه نوعا من الخيانة.
وسيعقد وزير العدل، جيف سيشنز، ورئيس المخابرات، دان كوتس، مؤتمرا صحافيا للبحث في مسألة «تسريب مواد سرية تهدد الأمن القومي»، في إشارة إلى أن هذه التسريبات غير المسبوقة في التاريخ الحديث للرئاسة الأمريكية، في طبيعتها ومداها والسرعة التي تنتشر فيها.
وكشف وزير العدل ان بلاده تواجه “عددا مذهلا من التسريبات” المصنفة سرية مؤكدا توجيه الاتهام الى اربعة اشخاص ضمن اطار تحقيق واسع حول هذا الامر.
ويأتي ذلك بعد واحدة من التسريبات الملفتة جدا بالنظر إلى طبيعة الوثائق التي حصلت عليها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، وهي محاضر لاتصالات هاتفية لرئيس الولايات المتحدة مع نظيره المكسيكي، انريكي بينيا نييتو، ورئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم ترنبول.
وتكشف هذه الوثائق التي نشرت بعد مرور 6 أشهر فقط على المحادثات، الطبيعة الحقيقية للعلاقات بين الأطراف. وتظهر بعدا كبيرا عن اللهجة الدبلوماسية للمحاضر الرسمية التي نشرت عند حدوث هذه الاتصالات.
ويدعو «ترامب»، بحسب هذه المحاضر، نظيره المكسيكي إلى الكف عن التصريح علنا بأن مكسيكو لن تدفع نفقات بناء الجدار الحدودي الذي وعد به قطب الأعمال الثري خلال حملته الانتخابية.
ويبدو الرئيس الأمريكي وكأنه يتوسل نظيره المكسيكي خلال الحديث، قائلا «يجب أن أصل إلى أن تدفع المكسيك نفقات الجدار. يجب أن يتحقق ذلك». ويضيف «ترامب»، في 27 يناير، «أتحدث عن ذلك منذ سنتين».
وفي هذه المحادثة، يرفض الرئيس المكسيكي طلب «ترامب»، موضحا أنها مشكلة «مرتبطة بكرامة المكسيك والعزة الوطنية للبلاد».
أم المحادثة مع رئيس الوزراء الأسترالي، فإن الحوار يتخذ مسارا أكثر سوءا. ويقول «ترامب» بعد نقاش حاد «طفح الكيل»، مضيفا «أجريت اتصالات مثل هذا طوال النهار، وهذا أسوأها». ويتابع أنه أجرى مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، «اتصالا لطيفا».
ولم يصدر أي رد فعل عن الرئيس حول التسريبات الأخيرة، لكنه انتقد بحدة مرارا «التسريبات غير القانونية»، ووصل به الأمر إلى انتقاد وزير العدل علنا، معتبرا أنه «ضعيف جدا» في هذا الملف.
وعين «ترامب» الجنرال المتقاعد من سلاح مشاة البحرية الأمريكية، جون كيلي، في منصب الأمين العام للبيت الأبيض الاستراتيجي، لترتيب إدارة تكشف الصحف بشكل شبه يومي الخلافات في داخلها.
والتسريبات شائعة في واشنطن، تعيش عليها الصحف ويستفيد منها السياسيون والجميع يجد فيها ما يبحث عنه. لكن التسريب غير المسبوق لمحاضر الاتصالات مع مسؤولين أجانب كبار يعتبر بمثابة جرس إنذار، حتى بالنسبة إلى أشد معارضي «ترامب»، الذين باتوا يرون في الأمر مبالغة.
من ناحية أخرى، أفادت تقارير أن المستشار الخاص الذي يحقق في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، روبرت مولر، بدأ في استخدام هيئة محلفين كبرى للنظر في القضية.
وتشير هذه الخطوة إلى أن مولر قد يتخذ مدخلا أكثر تشددا في جمع المعلومات عن وجود تواطؤ مع الروس من جانب أعضاء في فريق حملة دونالد ترامب الانتخابية.
من ناحية أخرى، فرض الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة عقوبات على ثلاثة روس آخرين بينهم نائب وزير الطاقة الروسي أندري تشيريزوف وثلاث شركات روسية بشأن تسليم توربينات من إنتاج سيمنس لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
كما شملت العقوبات حظر سفر يفجيني جرابتشاك، وهو رئيس قسم أيضا في الوزارة الروسية، إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أي أصول قد يكون
يملكها في الاتحاد.
وقال الاتحاد الأوروبي إن الشركات المدرجة على القائمة السوداء تشمل أيضا شركتين متعاقدتين مع سيمنس نقلتا توربينات الغاز لشبه
من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، إن العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا، والتي وقعها الرئيس دونالد ترامب مشروع الأربعاء “أكثر من شائكة”.
وانتقد غابرييل في تصريحات بمدينة فولفسبورغ في شمال ألمانيا، الجمعة، الولايات المتحدة لابتعادها عن التعاون مع الاتحاد الأوروبي فيما يخص روسيا قائلا إن هذا كان شيئا أساسيا في الرد بقوة على موسكو في الماضي.
وأضاف: “يوضح مشروع القانون أنهم يسعون وراء المصالح الاقتصادية ونعتقد أن ذلك غير مقبول”.
وتابع: “لا يمكننا قطعا قبول ربط قضايا السياسة الخارجية بالمصالح الاقتصادية الأميركية وقول: نريد إخراج الغاز الروسي من السوق الأوروبية حتى يمكننا بيع الغاز الأميركي هناك”.

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.