كويت تايمز: بعد جهود ماراثونية استمرت لأيام، نجح مباحثيو الفروانية في إحكام قبضتهم على تشكيل عصابي يتكون من أربعة غير كويتيين وهندي، يحترفون سرقة المارة بالإكراه والعنف، وتجريدهم من أموالهم ومتعلقاتهم الغالية، مستخدمين في جرائمهم الأسلحة البيضاء، واتخذوا من منطقة جليب الشيوخ مسرحا لأغلب جرائمهم، التي كانت آخرها إقدامهم على قتل ضحية هندي، عندما حاول مقاومتهم، فطعنوه في صدره، وتركوه ينزف دماءه مطلقين سيقانهم باتجاه الفرار!
رحلة القبض الماراثونية التي خاضها رجال المباحث في محافظة الفروانية، بدأت بجريمة قتل وقعت قبل ثلاثة أيام راح ضحيتها هندي على إثر تلقيه طعنةً نافذة في صدره، بينما هرب الجاني، وحينما استجوب الأمنيون شهود العيان لحظة انتقالهم إلى موقع الحادث، نسبوا جميعاً الطعنة القاتلة إلى مجهول، وقالوا إنهم عثروا على الضحية ملقى على الأرض يسبح في بركة من الدماء، ولا يبدي حراكاً، وبعد معاينة خبراء الأدلة الجنائية للجثة، رُفعت وأُحيلت إلى الطبيب الشرعي… لتأخذ الجريمة طريقها إلى أولويات الأمنيين.
وأزاح مصدر أمني النقاب لـ «الراي» عن «أن القضية التي سُجلت في دفتر الأحوال بمخفر جليب الشيوخ بوصفها (قتلاً عمداً) أُحيلت إلى مدير مباحث الفروانية، الذي بادر بإصدار تعليمات مشددة لرجاله بتعقب خيوط الجريمة وفك أسرارها ودوافعها، تمهيداً للتوصل إلى القاتل في أقصر وقت ممكن، وعلى الفور تشكلت فرق عدة من المباحثيين، أطلقوا آلات تحرياتهم في دائرة واسعة النطاق أخضعوا خلالها عشرات من الأشخاص لتحقيقات مكثفة».
المصدر أكمل «أن ضوء التحريات بدأ يبدد الظلمة التي اكتنفت دوافع الجريمة وفاعليها، شيئاً فشيئاً، عندما أمسك رجال التقصي بخيط استدلوا من خلاله على أن هناك تشكيلاً عصابياً قوامه خمسة أفراد، أربعة غير كويتيين بينما يحمل خامسهم الجنسية الهندية، واتخذوا من جرائم السرقة تحت التهديد والعنف نشاطاً لهم يتكسبون منه ما ينفقونه على مطالبهم ورغباتهم، وتبين أنهم يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، إذ يعكف الهندي على اصطياد وتحديد الضحايا المحتملين، ممن يحملون مبالغ مالية، وساعات ثمينة وهواتف ذكية غالية الثمن، ويدل عليهم رفاقه في العصابة الذين يبادرون بالتنفيذ، مستعينين بكثرتهم، وبما يحملونه من أسلحة بيضاء، يرهبون بها الضحية».
وتابع المصدر «إن المعلومات التي توصل إليها المباحثيون كانت بمنزلة الجسر الذي تسللوا عبْره لتعقب أعضاء العصابة، فأطلقوا أذرعهم الطويلة باتجاه كل الأماكن التي يُحتمل وجودهم فيها، لتنتهي العملية بالقبض على خمستهم، وبإخضاعهم للتحقيق، ومواجهتهم بالتحريات، اعترفوا جميعاً بصحتها، مقرين بأنهم ارتكبوا جرائم عدة تندرج في قائمة السرقة بالإكراه، وبتضييق الخناق عليهم اعترفوا بمسؤوليتهم عن جريمة قتل الهندي، كاشفين الغطاء عن أنه أبدى محاولة لمقاومتهم أثناء سلبهم إياه، فلم يكن في وسعهم إلا أن أقدموا على طعنه، كي يتمكنوا من إنجاز مهمتهم، ثم تواروا عن الأنظار».
المصدر ذكر «أن المباحث سجلوا اعترافات المتهمين، وأحالوهم إلى النيابة، تمهيداً لإلقائهم في ساحة العدالة».