فرنسا «تُعوِّم» الأسد من بغداد ومعركة تلعفر… حُسمت عسكرياً

619731_012101_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS1260x1417-_RD727x818-

كويت تايمز: شهد العراق، أمس، حدثان بارزان تمثل الأول بإعلان قرب تحرير قضاء تلعفر بشكل كامل من قبضة تنظيم «داعش»، بعد إنجاز نحو 95 في المئة من المهمة، والثاني بزيارة وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين جان إيف لودريان وفلورانس بارلي إلى بغداد، التي اختارها الأول لـ«تعويم» رئيس النظام السوري بشار الأسد، عبر إعلان أن رحيله ليس شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات سلام.

ففي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، عقب محادثاتهما في بغداد، تطرق وزير الخارجية الفرنسي إلى الملف السوري قائلاً: «لا يجب إغفال البحث عن حل سياسي في سورية بالتزامن مع استمرار الحرب ضد (داعش)». وأعلن أن «فرنسا تدعم أربعة مبادئ لحل الازمة السورية، الأول التأكيد على عدم استخدام الاسلحة الكيماوية، والثاني يتعلق بضمان وصول المساعدات الانسانية والثالث وقف اطلاق النار على جميع الاراضي السورية».

وأضاف ان «المبدأ الرابع هو ان العملية السياسية ليس فيها شرط مسبق لرحيل بشار الاسد، بل هناك عملية انتقالية يتم فيها اختيار دستور جديد للبلاد وانتخابات»، في موقف اعتبره مراقبون استكمالاً للموقف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب انتخابه في مايو الماضي، وأكد فيه أولوية الحرب على «داعش» على ما عداها.

وفي الشأن العراقي، أشاد لودريان بالتقدم المحرز ضد تنظيم «داعش»، معتبراً أن العراق حالياً بين مرحلتي الحرب والسلام، وأنه قادر على تخطي هذه المرحلة بفضل عزيمة قواته الأمنية، على حد قوله.

وقال «نحن موجودون في الحرب وسنكون موجودين في السلم»، وهو ما أكدته أيضاً وزيرة الدفاع الفرنسية، في المؤتمر الصحافي، مشيرة إلى أن «القوات الفرنسية عبر التحالف الدولي قدمت الغطاء الجوي وكذلك المدفعية في معارك تلعفر، وجئنا للعراق للتأكيد على بقاء الدعم الفرنسي في المرحلة المقبلة».

من جانبه، دعا الجعفري فرنسا إلى التعاون مع حكومة بغداد في إعادة إعمار المناطق المحررة.

وفي إطار دعم باريس لبغداد، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستمنح العراق في 2017 قرضاً بقيمة 430 مليون يورو، بعدما تأثرت موازنته في شكل كبير بمكافحة الإرهاب وتراجع أسعار النفط. وأبلغ لودريان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال اجتماع بينهما في بغداد، ظهر أمس، أنه سيتم صرف الأموال قبل نهاية العام الحالي.

وخلال الزيارة، سلم لودريان العبادي دعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون لزيارة فرنسا.

وأفاد بيان صادر عن مكتب العبادي أن الوزيرين الفرنسيين اعتبرا خلال اللقاء أن «العراقيين يحققون نجاحات لبلدهم والعالم بأسره»، وأكدا تمسك فرنسا بوحدة العراق ورفضها إثارة أي مشكلات تؤثر على الاوضاع فيه.

وفي الميدان، سجلت القوات العراقية، أمس، تقدماً كبيراً في إطار معركة تحرير قضاء تلعفر، آخر معاقل «داعش» بمحافظة نينوى شمال العراق، في إطار العملية العسكرية التي بدأت الأحد الماضي. وفي مؤشر على أن المعركة حُسمت عسكرياً رغم الحاجة لبعض الوقت لإعلان النصر الكامل، قال ناطق عسكري لوكالة «رويترز»، بعد ظهر أمس، إن «تلعفر على وشك أن تسقط بأيدي القوات العراقية ولم يبق منها إلا خمسة في المئة ما زالت بيد تنظيم (داعش) الإرهابي».

من جهته، قال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في تصريح صحافي، إن القطعات المشتركة تفرض السيطرة على 60 في المئة من ساحة العمليات بشكل عام و90 في المئة من مركز قضاء تلعفر.

وأوضح أن الاحياء المتبقية في القضاء تحت سيطرة «داعش» تشمل حي المثنى الاول والحي العسكري والصناعة الشمالية والجزء الشمالي من المدينة، مؤكداً ان العمليات مستمرة الى ان تتم السيطرة وتحرير قضاء تلعفر بشكل كامل.

وفي اليوم السابع للهجوم، نجحت القوات العراقية بتحرير المزيد من الأحياء والمناطق والسيطرة على مركز مدينة تلعفر وقلعتها التاريخية الواقعة وسط المدينة، التي تبعد 80 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل، وتقع على طريق إمداد بين سورية والموصل.

وسيطرت القوات العراقية على أحياء القادسية الأولى والقادسية الثانية والربيع في قضاء تلعفر إضافة إلى حي القلعة وبساتين تلعفر.

ويعزو مراقبون انهيار «داعش» السريع في تلعفر، إلى افتقاره للقيادة وهياكل السيطرة في المناطق الواقعة إلى الغرب من الموصل.

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.