كويت تايمز: أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن قافلة مقاتلي تنظيم «داعش» وأسرهم لا تزال في الصحراء السورية الخاضعة لسيطرة دمشق، بعدما عادت أدراجها أثناء توجهها من الحدود السورية – اللبنانية إلى دير الزور على الحدود السورية – العراقية، إثر قصف التحالف طريقها.
وأفاد التحالف، في بيان، أنه طلب من روسيا إبلاغ الحكومة السورية بأنه لن يسمح للقافلة التي تتألف من 17 حافلة بمواصلة التحرك شرقاً صوب الحدود العراقية.
وقال الناطق باسمه العقيد ريان ديلون إن القافلة لم تستطع التواصل مع عناصر أخرى من التنظيم شرق سورية، وان التحالف سيستمر في مراقبتها ومنع تحركها شرقا، وسيقصف أي مسلحين للتنظيم يحاولون التحرك باتجاهها.
وكان التحالف أعلن قبل يومين أنه أحدث فجوة في طريق عبور بين منطقة حميمة بريف حمص والبوكمال بريف دير الزور، مشيراً إلى أن طائراته دمرت جسراً صغيراً لمنع القافلة من التقدم شرقاً، كما قصف عربات ومقاتلين من التنظيم كانوا في طريقهم لاستقبال المقاتلين المُرحّلين.
وتضم القافلة قرابة 300 مقاتل ومثلهم من المدنيين، وضمن النظام السوري و«حزب الله» اللبناني عبورها بسلام بموجب اتفاق أبرم قبل أيام بين التنظيم والحزب، قضى بانسحاب مسلحي «داعش» وعائلاتهم من القلمون الغربي إلى محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق.
وفي بيان لافت أصدره بعد ظهر أمس، أعلن «حزب الله« أن «الطائرات الاميركية تمنع الباصات التي تنقل مسلحي (داعش) وعائلاتهم والتي غادرت منطقة سلطة الدولة السورية من التحرك وتحاصرها في وسط الصحراء، وتمنع أيضاً من أن يصل إليهم أحد ولو لتقديم المساعدة الانسانية للعائلات والمرضى والجرحى وكبار السن»، محذراً من أنه «إذا ما استمرت هذه الحال فإن الموت المحتم ينتظر هذه العائلات وفيهم بعض النساء الحوامل».
وأعلن أنه ودمشق أوفيا بالتزامهما «القاضي بعبور الباصات من منطقة سلطة الحكومة السورية دون التعرض لهم، وأما الجزء المتبقي من الباصات وعددهم ستة والذي مازال داخل مناطق سلطة الحكومة، هو يبقى في دائرة العهدة والالتزام».
وحذر الحزب من أنه «في حال تعرضت هذه الباصات للقصف مما سيؤدي قطعاً الى قتل المدنيين فيها من نساء والاطفال وكبار السن أو تعرضهم للموت المحتم نتيجة الحصار المفروض عليهم ومنع وصول المساعدة إليهم، فإن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الأميركيين وحدهم»، مشيراً الى أنه «أمام هذه الاحتمالات فإن على ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التدخل لمنع حصول مجزرة بشعة».
وانتقد حجة الأميركيين بأنهم لا يريدون السماح لعناصر التنظيم بالوصول إلى دير الزور وأنهم جديون في محاربته، متهماً إياهم بأنهم سمحوا لأكثر من ألف مقاتل من «داعش» بالهروب من مدينة تلعفر واللجوء الى المناطق الكردية في شمال العراق.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي، يتقدم بنجاح باتجاه دير الزور لفك الحصار عنها، مؤكدة أن تحريرها سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية لتنظيم «داعش».
وحسب الوزارة، دمر سلاح الجوي الروسي خلال الـ48 ساعة الأخيرة، أهدافاً لـ«داعش» في دير الزور، منها مستودعات ذخيرة، ومدرعات وسيارات وأسلحة، كما استهدف موكباً للتنظيم على طريق دير الزور – الرصافة، مؤلفاً من 12 شاحنة محملة بالذخائر والأسلحة، فضلا عن تدمير سيارات محملة برشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات وقذائف الهاون.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري وحلفاءه باتوا يقاتلون في آخر جيب خاضع لـ«داعش»، في وسط سورية، بعدما سيطروا أول من أمس على قرية عقيربات التي دافع عنها التنظيم باستماتة.
من جهة أخرى، رحبت فصائل سورية معارضة عدة، بينها حركة «أحرار الشام» الاسلامية، بمبادرة لتشكيل «جيش موحد» ينضوي فيه مقاتلوها وينهي حالة انقسامها.
ودعا كل من «المجلس الاسلامي السوري»، الذي تشكل في تركيا العام 2014 من علماء مسلمين معارضين، و«الحكومة الموقتة»، المنبثقة عن المعارضة السورية، الفصائل الى التوحد في اطار «جيش» جامع.
وحض «المجلس الاسلامي السوري» الفصائل على «تشكيل جيش ثوري واحد يشمل أرجاء سورية المحررة» لـ«انهاء حالة التشرذم وتوحيد الصف».
بدورها، طالبت «الحكومة الموقتة» بـ«تشكيل جيش وطني موحد يشمل جميع الفصائل الثورية» لقتال قوات النظام.
وتوالت من بعدها بيانات الفصائل المعارضة، وغالبيتها ينشط في شمال سورية، المرحبة بالمبادرة وابرزها «أحرار الشام» و«الجبهة الشامية» و«فيلق الشام» و«السلطان مراد» و«لواء المعتصم».
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن النظام تمكن من الإفراج عن الطيار الأسير لدى المعارضة علي الحلو، مع ثلاثين آخرين من الضباط والجنود، أسروا في معارك البادية ضد المعارضة المسلحة.
وقال مصدر مطلع لقناة «الجزيرة»، أمس، إن المعارضة سلمت الطيار وبقية الأسرى إلى الجانب الأردني لبدء مفاوضات مع روسيا كدولة ضامنة للاتفاق، لكنها تفاجأت من تسليمهم إلى النظام قبل تنفيذ المطالب.
وحسب الاتفاق، تضمنت مطالب المعارضة للإفراج عن الطيار، تحرير مئة من المعتقلات في سجون النظام، وإخراج عوائل تم اعتقالها من دمشق على خلفية أسر الطيار، إضافة إلى فتح طريق القلمون الشرقي لمرة واحدة لإخراج مقاتلين وعتاد إلى البادية، وانسحاب الميليشيات إلى عمق أربعين كيلومتراً من ريف السويداء، وعدم قصف مخيمات اللاجئين من قبل طيران النظام.
وذكرت وكالة «سمارت» للأنباء أن فصيل «جيش أسود الشرقية» التابع لـ«الجيش الحر» أوضح أن الطيار الأسير لديه سُلم إلى النظام السوري، بعد عقد اتفاق بضمانة الجانبين الأردني والروسي.