كويت تايمز: أكد سمو الشيخ ناصر المحمد، اليوم الاثنين، عمق العلاقات بين الشعبين الكويتي والسويسري، مثمنا مواقف الاتحاد السويسري «التي لا تنسى» إبان العدوان العراقي على الكويت عام 1990.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه على هامش مأدبة تكريمية أقامها في قصر الشويخ على شرف رئيس مجلس نواب الاتحاد السويسري يورغ شتال والوفد المرافق له.
ورحب سمو الشيخ ناصر المحمد في كلمته بالوفد السويسري الصديق الذي يزور الكويت بدعوة رسمية من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، قائلا ان هذه الزيارة تأتي عقب الاحتفال بمرور 50 عاما على العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وسويسرا العام الماضي.
وأشار سموه إلى أن تلك المناسبة شهدت العديد من الفعاليات كان من أهمها الزيارة الرسمية للكويت التي قام بها الرئيس السابق للمجلس الفيدرالي السويسري يوهان شنايدر آمان في نوفمبر 2016.
وأكد ان تلك الزيارة مثلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، كما أن الزيارة الحالية تعكس تناميا مطردا للعلاقات الثنائية بين الكويت والاتحاد السويسري والتي تأسست على قاعدة متينة منذ عام 1966.
واضاف ان هذه الزيارة تؤكد ايضا حرص الطرفين على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات وبحث أفضل السبل لتطويرها.
وأعرب سموه عن اعتزازه بزيارته الرسمية التي قام بها إلى الاتحاد السويسري في سبتمبر 2011 وزيارة البرلمان السويسري، حيث التقى رئيس البرلمان في ذلك الوقت جان-رينيه جرمنييه وعددا من النواب.
وشدد سموه على أن الكويت لا تنسى مواقف سويسرا «إبان اعتداء صدام حسين على بلدي عام 1990 والتي دعمت الكويت أثناء أزمتها وتفاعلت مع محنة شعبها من خلال مطالبتكم المستمرة بضرورة تطبيق القوانين والمواثيق الدولية وانهاء العدوان».
واضاف «ولا ننسى كيف تفاعلت الحكومة السويسرية مع معاناتنا إبان الغزو العراقي عندما فتحت مدارسها لأبنائنا وقدمت خدماتها لكل الكويتيين المقيمين على أراضيها بالمجان كما لا ننسى كذلك موقف الحكومة السويسرية من قضية الأسرى والمفقودين من خلال جهودها التي بذلتها داخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأعرب عن بالغ تقدير وامتنان الشعب الكويتي للاتحاد السويسري على دعمه للكويت في ترشيحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2018 – 2019، مؤكدا أن الكويت ستبذل قصارى جهدها من هذا الموقع لدعم قضايا السلام والاستقرار ومحاربة الإرهاب والفقر في العالم.
ولفت الى أن الكويت تنوي استضافة ثلاثة مؤتمرات خلال العام المقبل وهي مؤتمر لدعم الطفل الفلسطيني ومؤتمر خاص بدعم التعليم في الصومال ومؤتمر آخر خاص بإعادة الاعمار بالعراق.
وقال سمو الشيخ ناصر المحمد ان «علاقتنا المشتركة آخذة بالنمو والازدهار» ويدل على ذلك عدد الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين والتي بلغت 13 اتفاقية وحجم استثمارات الهيئة العامة للاستثمارات الكويتية في سويسرا في عام 2016 والذي بلغ 7 مليارات فرنك سويسري، مضيفا ان عدد السائحين الكويتيين في سويسرا يبلغ نحو 33 ألفا سنويا.
وتابع «نحن نسعى وبشكل حثيث لمواصلة العمل المشترك معكم في المرحلة المقبلة بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية التي تربط بين سويسرا والنرويج وايسلندا وليختنشتاين، وذلك عبر آليات تضمن تفعيل الاتفاقية بين دولنا وتعزز الروابط الاقتصادية والتجارية بين كافة الأطراف».
واضاف «كما نأمل أن يحظى طلب الكويت للترشح للانضمام إلى بنك التنمية الآسيوي بدعمكم وتأييدكم»، معربا عن بالغ الاعتزاز بهذه الزيارة التي «تعكس عمق أواصر الصداقة بين شعبينا وحرصنا المتبادل على دعم جسور التواصل والتقارب والحوار».
من جانبه، عبر يورغ شتال عن شكره لهذا الاستقبال من سمو الشيخ ناصر المحمد والمشاعر التي يحملها سموه تجاه الاتحاد السويسري كونه «أول من افتتح الوجود الكويتي في جنيف».
كما عبر عن سعادته بمرور 50 عاما على العلاقات الكويتية السويسرية وتشرفه بلقاء سمو امير البلاد «الذي منح لقب قائد العمل الانساني العظيم من الامم المتحدة وذلك لمساعدته المنكوبين في كل مكان» داعيا الى توحيد الجهود سعيا لتحقيق مجتمع عادل للجميع.