الغانم يدعو إلى ضرورة أن يتحول الاتحاد البرلماني الدولي الى سلطة أخلاقية

628352_2017-10-16-PHOTO-00000585_-_Qu65_RT728x0-_OS1600x1055-_RD728x480-

كويت تايمز: دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في كلمة له اليوم أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في دورته الـ١٣٧ والمنعقد في سانت بيترسبيرغ في روسيا، الى ضرورة أن يتحول الاتحاد الى سلطة أخلاقية لها حق في اتخاذ الإجراءات المختلفة إزاء البرلمانات التي لا تلتزم بمبادىء النظام الأساسي.

وأشار الى أننا “نتفهم رغبة البعض بعدم تحويل الاتحاد البرلماني الى محمكة .. لكننا لا نتفهم في المقابل أن يكون البديل هو تحولنا الى منتدى للكلام والفضفضة”.

وأضاف الغانم: نحن لا نطالب باتخاذ إجراءات انفعالية بل بممارسة سلطتنا الأخلاقية إزاء كل انتهاك لقرارات الشرعية الدولية.

وأشار الى أنه في فلسطين تتجسد كلمة «احتلال» ليس بوصفها مناقضة لكل مفاهيم التعددية بل بوصفها إلغاء تاما ونهائيا للآخر من جذوره

وأضاف: نحن لا نتحدث عن احتلال يمارس تفرقة وتمييزا عنصريا ودينيا فحسب بل عن كيان يلغي هذا الآخر من الأساس ويعتبره بلا حق ويرفض حتى الاعتراف بوجوده كحقيقة ديموغرافية.

وذكر إن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات ليست قضايا ملتبسة ومحل خلاف بل هي ممارسات شديدة الوضوح وتنطوي على قدر كبير من التوحش.

ودعا الغانم الى ممارسة كل أنواع الضغط السياسي والأخلاقي على الكنيست الإسرائيلي والى تفعيل سلطة الاتحاد ككيان يمثل الشعوب الحرة

من جهة ثانية، لفت الغانم الى أنه برغم النداءات والاستنكارات المتتالية من قبل الأمم المتحدة بشأن أزمة الروهينغا لا تزال الأزمة تتصاعد والعالم يتفرج.

وإذ ثمن عاليا التصويت الكاسح لأعضاء الاتحاد على البند الطارىء بشأن الروهينغا والذي تقدم به البرلمان الكويتي، أكد الرئيس الغانم أن أزمة الروهينغا تمثل آخر حلقات السقوط والمثال الصارخ لرفض الآخر لمجرد أنه مختلف عرقيا أو دينيا أو ثقافيا.

وفي مايلي النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم:

«..بداية، أحيي الجمعية العامة للاتحاد على اختيار موضوع التعددية الثقافية والسلام من خلال حوار الأديان والأعراق، موضوعا للمناقشة العامة في هذه الدورة.

ان أهمية هذا الموضوع محل النقاش، تزايدت في السنوات الأخيرة، خاصة مع صعود ظاهرتي الإرهاب والتعصب دينيا ، والتطرف اليميني سياسيا ، وهما ظاهرتان ، شكلتا نكوصا وتراجعا في الوعي الإنساني العالمي ، قياسا بما تحقق من نجاحات وتقدم مع نهايات القرن العشرين .

لكن برغم التقدم الذي أحرزه الانسان خلال العقود الماضية ، لا زالت هناك بؤر تتجسد فيها كل البدائيات والغرائزيات والنزعات المتوحشة.

ولعل آخر حلقات السقوط، تمثلت في الأزمة الإنسانية المروعة لأقلية الروهينغا في ميانمار ، تلك الكارثة التي جسدت المثال الصارخ لرفض الأخر ، لمجرد انه مختلف عرقيا او دينيا او ثقافيا.

وبرغم النداءات والاستنكارات المتتالية من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، لا تزال تلك الأزمة تتصاعد والعالم يتفرج.

وان كنا مدينين بالشكر لاعضاء الاتحاد على الموقف الرائع الذي اتخذوه امس بالتصويت بشكل كاسح للبند الطارئ المتعلق بالروهينغا.

السيدات والسادة

اذا ما ذكرت كلمة ( احتلال ) على سبيل المثال ، فما هو النموذج الذي سيتم استدعائه تلقائيا عند كل انسان يسكن هذا الكوكب ؟ من الذي لا يزال يمارس هذه الكلمة القميئة القديمة عمليا ؟ أنا متأكد بأن نقطة جغرافية واحدة هي التي سيتم التفكير بها لأول وهلة ، انها فلسطين ، ليس غيرها فلسطين ، الأرض العتيقة فلسطين ، أرض الديانات والأنبياء فلسطين ، الجرح المفتوح ، القاتل والمقتول

هناك تتجسد كلمة ( احتلال ) ، ليس بوصفها مناقضة لكل مفاهيم التعددية الثقافية والدينية والعرقية ، والذي هو محل نقاشنا اليوم ، بل بوصفها إلغاء تاما ونهائيا للآخر من جذوره.

إذا ، نحن لا نتحدث عن كيان يمارس تفرقة وتمييزا عنصريا ودينيا فحسب ، بل عن كيان يلغي هذا الآخر من الأساس يعتبره بلا حق ويرفض حتى الاعتراف بوجوده كحقيقة ديمغرافية

السيدات ، السادة الحضور …

تصف ورقتكم التعريفية التي وزعت قبل أشهر والمتعلقة بنقاشنا اليوم ، برلمانيي العالم بانهم ( حراس السلام ) ،

وانا أتساءل هنا ، كيف لحارس أن يمارس مهامه ، وهو مجرد من سلاحه ، بل ومن قدرته حتى على تسجيل مخالفة إزاء أي خرق

هنا يتحول الحارس الى متفرج ، وبالتبعية الى متواطئ بالصمت ، وشاهد زور ، وهذا ما لا نريده لإتحادكم الموقر.

نحن نتفهم ايمان البعض ورغبته بعدم تحويل الاتحاد البرلماني الدولي الى محكمة ، لكنني ، ولتعذروني ، لا أتفهم في المقابل أن يكون البديل ، هو تحولنا الى منتدى للكلام والفضفضة والتنظير.

أليس هناك طريق آخر؟
أن يتحول كياننا مثلا ، الى سلطة أخلاقية ، لها حق الانتقاد المباشر والتنبيه والتحذير والانذار والتجميد، إزاء كل من لا يلتزم بمباديء اتحادنا.

أين نحن من كل تلك الاجراءات، التي تشكل ضغطا حقيقيا على كل من يتجرأ على خرق الاجماع العالمي ؟

وعندما أقول الاجماع العالمي ، فأنا أتحدث عما اتفقنا عليه جميعنا منذ عام 1945 ، أتحدث عن ميثاق الأمم المتحدة ، واتفاقيات جنيف الحقوقية ، ومواثيق القانون الدولى ، وأخيرا مبادئ نظامنا الأساسي في الاتحاد البرلماني الدولي.

نحن لا نطالب باجراءات انفعالية بل نطالب بممارسة سلطتنا الأخلاقية ، إزاء ملف صارخ وواضح وقديم ومزمن ، اتفقت كل قرارات الشرعية الدولية على انها تمثل انتهاكا واضحا لمبادئها الإنسانية الجامعة.

أن تحتل اراض ليست لك
وتمارس الاستيطان في مدن وقرى مملوكة لغيرك وان تمارس القتل والاغتصاب ضد شعب اعزل طيلة 70 عاما وان تمنع أصحاب الديانات الأخرى من ممارسة شعائرهم في مقدساتهم

هذه ليست قضايا ملتبسة ومحل خلاف ، بل هي ممارسات شديدة الوضوح ، وتنطوي على قدر كبير من التوحش ، وتناقض كل ما يدعو اليه الانسان المتطلع الى السكن في كوكب ، يسوده العدل والكرامة الإنسانية.

أتحدث عن كيان ، يقوم في عصر الفضاءات المفتوحة ، ببناء جدار عازل ، جدار عالي من الاسمنت والخرسانة أي جنون هذا ؟ هل يوجد عاقل او سوي في العالم الان ، يفكر ببناء الاسوار والقلاع والحصون ؟؟ في أي عصر يعيش هذا الكيان ؟؟؟

السيدات والسادة …

أحتاج الى ساعات وساعات ، لأسرد الشواهد العملية على استمرار الكيان الإسرائيلي الغاصب في انتهاك كل قرارات الشرعية الدولية.

ولكن لا بأس من مثال واحد قريب

مجلس الامن الدولي ، وبتركيبته المتنوعة ، قام في ديسمبر من العام الماضي وباجماع أعضائه ، بإصدار القرار رقم 2334 والقاضي بضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

وبدلا من انصياع إسرائيل لهذا القرار قام الكنيست ، الذي هو عضو بيننا الان ، في السادس من فبراير هذا العام بالمصادقة على قانون تنظيم الاستيطان والذي يشرعن وبأثر رجعي بناء على يقارب أربعة الاف مسكن استيطاني في 16 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية.

اذا لم يكن هذا هو العبث ، والاستهتار ، والتجاهل المطلق لقرارات الشرعية الدولية فكيف يكون شكل العبث اذا ؟.

ومن هنا أجدد الدعوة – وسنظل نجددها في كل مناسبة دون كلل او ملل – الى ضرورة ممارسة كل أنواع الضغط السياسي والأخلاقي على الكنيست الإسرائيلي ، والى تفعيل سلطة اتحادنا ككيان يضم ممثلي شعوب العالم المتطلعة الى الحرية والكرامة والعدل لإتخاذ الإجراءات التي تحفظ لهذا الاتحاد هيبته وعدالته وسمعته وتحافظ على مبادئه.

وفي الختام ، لا يسعني إلا ان اتقدم بالشكر الجزيل للسيد صابر تشودري على حسن إدارته للاتحاد طيلة فترة رئاسته وعلى ما أظهره من حكمة وخبرة في تولي مقاليد الاتحاد ، واقول له ( أتعبت من بعدك )».

شاهد أيضاً

غياب الحكومة «يُطيّر» جلسات الثلاثاء والأربعاء والخميس

غابت الحكومة، فرفع رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون جلسة مجلس الأمة العادية أمس الثلاثاء. وقال …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.