كويت تايمز 
كويت تايمز: حذر مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام اليوم الثلاثاء من خطورة تنامي ظاهرة الارهاب والتطرف في العالم نتيجة اصدار الفتاوى المضللة والمنحرفة.
وقال الدكتور علام لدى ترؤسه جلسة افتتاحية لمؤتمر دار الافتاء المصرية بعنوان (دور الفتوى في استقرار المجتمعات) بمشاركة وفود وعلماء ومفتين من عدة دول منها الكويت ان الأثر السلبي للفتاوي المضللة تهدد بانتشار العنف والفوضى وتدمير الأمن والسلم والاستقرار والطمأنينة في المجتمعات.
واكد دور أهل الفتوى والاجتهاد في تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة لافتا الى أن الارهاب يسعى على الصعيد الدولي والعالمي لفرض سيطرته وبسط نفوذه على عقول العامة والشباب.
واضاف ان ذلك يتم عن طريق نشر الفتاوى المضللة والأفكار المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاعلام المسموعة والمرئية “مما كان له الأثر السيء في نشر العنف والفوضى وتهديد السلم والأمن في كثير من البلاد”.
وحث علام المعنيين بشأن الفتوى والاجتهاد على “أن تتوحد كلمتهم بشأن مكافحة الارهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المهددة لاستقرار وأمن المجتمعات” واصفا المؤتمر بانه يعد “فرصة كبيرة” لتحقيق هذا الغرض.
واعتبر إن وظيفة المفتي تتمثل في ايجاد الحلول الناجحة لمشكلات الناس “وفق مقاصد الشرع الشريف وعدم تشتيت أذهانهم بما لا يعود عليهم بنفع في دينهم أو دنياهم”.
وأوضح أن كثيرا من المتصدرين للفتوى “بغير حق” لم يفرقوا بين الفتوى التي تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والشخص وبين الحكم الذي هو أمر ثابت بناء على فهم معين للدليل الشرعي وفق مذهب المجتهد.
واكد علام في كلمته أن آمالا كبيرة تنعقد على المؤتمر في “القيام بحركة تصحيحية تنير الطريق وتزرع معالم الهدى والرشاد للفتوى الرشدية العصرية من أجل القضاء على الفكر التطرفي والارهابي” .
بدوره أكد شيخ الأزهر الشريف الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن دور الافتاء تعد الجهات الوحيدة التي يتعين “ان تتولى مهمة البحث عن حكم الله فيما يطرأ للناس من شؤون الدنيا والدين”.
ولفت الطيب في كلمته الى “تصدر بعض أدعياء العلم حلقات تشويه الاسلام والجرأة على القرآن والحديث وتراث المسلمين وجلوسهم على مقاعد العلماء في حملة موزعة الأدوار وفى جرأة ممقوتة “.
واشار في هذا السياق الى “الهجوم على تراث المسلمين والتشويش عليه من غير مؤهلين لمعرفته ولا فهمه” وذلك بدعاوى التنوير وحرية الابداع وحق التعبير معتبرا أنه “أصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذة منكرة” .
واقترح الطيب في كلمته انشاء أقسام علمية متخصصة في كليات الشـريعة أو كليات العلوم الاسلامية باسم “قسم الفتوى وعلومها” على ان تصمم له مناهج ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر على علوم الفقه فقط الى جانب العناية بدراسة مقاصد الشـريعة “خاصة في أبعادها المعاصرة” .
ويمثل دولة الكويت بالمؤتمر عضو هيئة الفتوى وممثل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في الامانة العامة لدور وهيئات الافتاء في العالم الدكتور مبارك الحربي ومحمد الدبيخي من وزارة الاوقاف .
ويبحث المؤتمر على مدى ثلاثة ايام ما يتعلق باشكاليات الفتوى ودورها في استقرار المجتمعات من خلال عدة جلسات وورش عمل منها ما يتناول الافتاء وتحقيق السلم الاجتماعي والفتاوى المتشددة والفضاء الالكتروني وغيرها من الموضوعات.
