كويت تايمز: طلب المرجع الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني من حكومة بغداد، أمس، حماية السكان الأكراد في كركوك، فيما أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بانطلاق قيادة «سرايا السلام» الخاضعة له إلى المدينة.
وجاءت دعوة السيستاني خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أحد ممثليه نيابة عنه في كربلاء، وسط تقارير عن انتهاكات ضد الأكراد في كركوك ومناطق أخرى سيطرت عليها القوات العراقية منذ الاثنين الماضي.
وقال ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي: «نناشد الجميع ولاسيما القيادات والنخب السياسية للعمل على تقوية اللحمة الوطنية على أسس دستورية، وتعزيز أواصر المحبة بين مكونات الشعب العراقي لتأمين مصالح الكل من دون استثناء».
وأكد ضرورة، «الابتعاد عن التعاطي الانتقامي بين المكونات والتخفيف من التوتر وملاحقة مثيري الفتن في المناطق المشتركة، المساهمة في إعادة النازحين ومنع التعدي عليهم»، منتقداً «العنصرية والطائفية ومظاهر حرق صور الإعلام أو انتشار مقاطع الفيديو التي تثير ذلك».
من ناحيته، أمر مقتدى الصدر بانطلاق قيادة «سرايا السلام» الخاضعة له إلى مدينة كركوك.وجاء في بيان صدر عن «السرايا» أمس، أنه بتوجيه من الصدر «وبإشراف مباشر من قبل المعاون أبو دعاء العيساوي انطلقت قيادة سرايا السلام متمثلة بالهيئة الجهادية وكل اختصاصاتها إلى مدينة التعايش السلمي كركوك».
ميدانياً، استعادت القوات العراقية، أمس، السيطرة على بلدة التون كوبري، آخر البلدات التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية في محافظة كركوك والتي تبعد 50 كيلومتراً عن مدينة أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان العراق.
وقال مسؤول أمني عراقي إن «وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب دخلت إلى وسط ناحية التون كوبري وسط اشتباكات لكنها تمكنت من اقتحامها ورفع العلم العراقي على مبنى الناحية»، في حين أعلنت قيادة العمليات المشتركة أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تعيد انتشارها وتفرض الأمن والنظام في ناحية التون كبري التابعة لمحافظة كركوك، والمدينة تحت سيطرة قواتنا الاتحادية».
وقال مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر حمادة «بدأت عملية فرض الأمن وإعادة انتشار قواتنا البطلة في ناحية التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك ومستمرون في فرض السلطة الاتحادية».
وأكد المسؤول الأمني أن «السكان استقبلوا القوات العراقية بالفرح والزغاريد» بعد أن «اقتحمت القوات العراقية الناحية من محورين وبُثت صور للقوات العراقية المشتركة وهي تجوب شوارع البلدة الواقعة شمال مدينة كركوك وعلى الطريق الرئيسية باتجاه أربيل»، التي انسحبت القوات الكردية باتجاهها، لكنها فجرت بشكل جزئي الجسر الرئيسي الذي يربط المدينة بمحافظة كركوك لإعاقة تقدم القوات العراقية لوقف تقدمها ومنعها من الوصول إلى حاجز التفتيش الرئيسي الذي أقامته سلطات أربيل في يونيو 2014 داخل حدود مدينة كركوك الإدارية.
من جهتها، ذكرت خلية الإعلام الحربي في الجيش أن قوات «البيشمركة» استخدمت أسلحة ألمانية ضد عناصر الجيش العراقي كركوك، مضيفة أنها استخدمت الأسلحة والصواريخ الألمانية التي زودت بها لمقاتلة تنظيم «داعش» حصراً ضد القوات الاتحادية في التون كبري شمالي كركوك «وسببت أضراراً وتضحيات».
وكانت اشتباكات مسلحة وقعت مساء أول من أمس، بين متظاهرين ومسلحين أكراد وقوات عراقية في كركوك، أسفرت عن سقوط قتيلين من المهاجمين، وآخر من مكافحة الإرهاب.
سياسياً، أعلن عضو في اللجنة التنسيقية العليا للتركمان (هيئة تتولى تنظيم القضايا السياسية) فوزي أكرم أمس، أن لجنته قدمت مرشحاً لشغل منصب محافظ كركوك شمالي العراق، خلفا للمحافظ المقال، مشيراً إلى أن «التركمان لم يشغلوا منصب المحافظ منذ العام 2003».