وثائق جديدة من مخبأ بن لادن: الإيرانيون عرضوا تدريب عناصر من «القاعدة» في معسكرات «حزب الله»

631137_498106_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS1260x775-_RD727x447-

كويت تايمز: نشرت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي)، ليل أول من أمس، وثائق مهمة محفوظة في الأرشيف تعود لأسامة بن لادن، ضُبطت أثناء الهجوم الأميركي في باكستان في 2011، العام الذي قُتل فيه زعيم تنظيم «القاعدة»، ومن شأن هذه الوثائق إلقاء ضوء جديد على التنظيم المتطرف.

وبين الوثائق صور ليوميات كتبها مؤسس التنظيم المتطرف المسؤول عن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وتسجيل فيديو لحفل زفاف نجله حمزة في إيران.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو إن نشر هذه المستندات «يتيح الفرصة للأميركيين لمعرفة المزيد حول مشاريع وكيفية عمل هذه المنظمة الارهابية».

ونشرت الوكالة 470 ألف ملف اضافي ضبطت في مايو 2011 عندما اقتحم الجيش الأميركي مجمعاً في أبوت أباد وقتل زعيم التنظيم المتطرف الذي كان فاراً منذ عشر سنوات، بعد الهجوم الاميركي على افغانستان.

ويؤكد باحثون في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات التي حصلت على المستندات قبل رفع السرية عنها أنها تتضمن معلومات خصوصاً حول العلاقات المضطربة بين التنظيم وايران.

واعتبر أحد الباحثين بيل روجيو ان «هذه المستندات ستساعد بشكل كبير في الرد على مئات الأسئلة التي لا تزال مطروحة حول قيادة (القاعدة)». وكان بومبيو تعهد خلال مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات في أكتوبر الماضي بنشر وثائق تكشف الروابط بين تنظيم «القاعدة» وايران وذلك في الوقت الذي تندد فيه واشنطن باستمرار بـ «التأثير السيئ» لطهران في الشرق الاوسط.

ويشكل تسجيل الفيديو لزفاف حمزة بن لادن الذي تم تصويره على ما يبدو في إيران، مثالاً على ذلك.

وتظهر وثائق تم الكشف عنها سابقاً من بينها رسائل نشرتها وكالة «فرانس برس» في مايو 2015 أن بن لادن كان يعدّ حمزة لخلافته على رأس التنظيم، وان هذا الاخير موجود حالياً في ايران على ما يبدو وهو في الـ27 أو الـ28 من العمر.

ويقول الباحثون ان احدى الوثائق التي تم نشرها حالياً، هي دراسة من 19 صفحة حول الروابط بين «القاعدة» وايران أعدها أحد أعوان بن لادن تحمل تاريخ العام 1428 هجرية، الذي يوافق العام 2008 للميلاد، وأكد فيها أن الإيرانيين أبدوا استعدادهم لدعم كل من يريد ضرب أميركا لكنهم يخافون من وقوع أدلة على ذلك بيد واشنطن، مضيفاً أنهم عرضوا على «الأشقاء السعوديين» من «القاعدة» دعمهم بالمال والسلاح و«تدريبهم في معسكرات (حزب الله) في لبنان، مقابل ضرب مصالح أميركا في السعودية والخليج».

وقال كاتب الوثيقة، الذي لم تتضح هويته، إن الهدف من كتابتها هو شرح كيفية تعامل من وصفهم بـ«المجاهدين» مع «النظام الرافضي الإيراني، وكيف ينظرون إليه في الحال والاستقبال» على حد تعبيره.

وبدأ الكاتب بمقدمة كشف فيها أن قيادات التنظيم لم تكن تتوقع مستوى الرد الأميركي على هجوم 11 سبتمبر وأنهم كانوا يترقبون ضربات محدودة، مع تأكيده على أنه لم يتوصل إلى معرفة طبيعة ما كان بن لادن نفسه يتصوره.

وتحدث الكاتب أيضاً عن تدارس عدد من كبار قادة «القاعدة» لما يمكن عمله تحت ضغط القصف الأميركي الشديد، فكشف أن البعض طرح «محاولة الاتصال بـ(حزب الله) في لبنان، وذكر بعضهم أن الحزب أرسل مندوباً… وعرض أي مساعدة لإيواء الإخوة» وفق تعبيره، في حين اقترح «أبو مصعب السوري» الاتصال بنظام صدام حسين في العراق، لكن الاقتراحين قوبلا بالرفض من المجتمعين.

وذكر أن دخول عناصر «القاعدة» إلى إيران كان بموافقة السلطات الإيرانية وتجمع الكثير منهم بمدينة زاهدان، لكنه اتهم العناصر بخرق الاتفاقيات مع الجانب الإيراني من خلال الظهور والتجمع علناً ومحاولة الاتصال بالخارج عبر الانترنت، ما كشف وجودهم للأميركيين ودفع السلطات الإيرانية لتنفيذ حملة توقيفات في صفوفهم.

ووفقاً للكاتب، كان تعامل الإيرانيين جيداً مع عناصر «القاعدة» بعد القبض عليهم، وظل الوضع كذلك حتى دخول القوات الأميركية إلى العراق وسقوط نظام صدام حسين وبروز دور «القاعدة» في العراق وزعيمها «أبومصعب الزرقاوي»، عندها بات الإيرانيون يحتفظون بالعناصر المتطرفة «ورقة عندهم».

وتكشف الوثائق أيضاً عن خلافات حادة بين الايرانيين والتنظيم، من بينها رسالة وجهها بن لادن الى المرشد الاعلى في إيران علي خامنئي طالبه فيها بالإفراج عن مقربين منه.

ويوضح الباحث توماس جوسلين ان «وثائق أخرى تظهر ان التنظيم خطف ديبلوماسياً إيرانياً لمبادلته» بأسرى، مضيفا ان «رسائل بن لادن تظهر قلقه مع أعوانه من إمكان تعرّض حمزة أو أفراد آخرين من أسرته للتتبع من السلطات الايرانية بعد الافراج عن الديبلوماسي».

وقال الباحثون ان «بن لادن نفسه كان يدرس خططاً لمواجهة النفوذ الايراني في الشرق الاوسط والذي كان يعتبره مسيئاً»، لكنهم اشاروا الى ان تحليل الوثائق يمكن أن يحمل على الاعتقاد بأن التنظيم حافظ على «قناة تسهيل مهمة» في ايران.

وأثار نشر هذه الوثائق وتحليلها من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، وهي مجموعة ضغط معروفة بمواقفها المعادية جداً لايران، شكوك العديد من المراقبين في واشنطن.

وقال نيد برايس، المستشار السابق للرئيس السابق باراك اوباما، ان هذه الوثائق «لا تتضمن أموراً لا نعلمها من قبل»، معرباً عن شكوكه بأن بومبيو نشرها على الارجح لدعم حجج الجهات الساعية الى نزاع مع إيران.

وأضاف برايس «هذه الافعال توحي بأنه يعود الى نهج إدارة جورج بوش: التركيز على روابط مع إرهابيين لتبرير تغيير في النظام».

مذكرات زعيم «القاعدة»: كنت مُلتزماً مع «الإخوان»

أظهرت إحدى الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) أن زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن كان ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين».

وفي إحدى صفحات مذكراته، يتكلم بن لادن عن تأثره الديني قائلاً: «لقد كنت ملتزماً مع جماعة (الإخوان المسلمين)، على الرغم من مناهجهم المحدودة».

ويضيف تحت عنوان «أول مرة فكرت بالجهاد، في أي مرحلة من عمرك»، إن ذلك كان في «الثانوية».

ويتابع: «كنت متديناً منذ الصغر. أحافظ على الصلاة وأمي ترعاني من جوانب أخرى… لم تكن ثمة جهة معينة ترشدني كما يفعل (الإخوان). كنت على الطبيعة»، على ما ورد حرفياً بخط يده في المذكرات.

بن لادن كان يحب «كابتن ماجد»

كشفت إحدى الوثائق المنشورة عن زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن أنه كان مولعاً بالأفلام الوثائقية والمقاطع المضحكة، إلى جانب لقطات لبرامج تلفزيونية وأفلام كرتونية.

وضمن الملفات المرئية التي وجدت في مخبأ بن لادن، مقطع مرئي تحت عنوان «كابتن ماجد الحقيقي»، يوثق كواليس من عملية إنتاج المسلسل الكرتوني الياباني الشهير، فضلاً عن مقطع آخر تحت عنوان: «أسامة المولد يشوط المصور» عن لاعب نادي الاتحاد السعودي السابق أسامة المولد عندما بدا منفعلاً ومهاجماً أحد المصورين التلفزيونيين أثناء إحدى مباريات ناديه.

واحتوى جهاز كمبيوتر صادرته القوات الأميركية الخاصة خلال عمليتها التي أسفرت عن قتل أسامة بن لادن العام 2011 على مجموعة شرائط مصورة تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود وثلاثة أفلام وثائقية عن بن لادن نفسه.

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.