تحول الاعتصام الذي بدأت به جماعة «لبيك يا رسول الله» الدينية في باكستان مطلع الشهر الجاري، بدعم عدد من الأحزاب السياسية الأخرى، في منطقة فيض اباد، الرابطة بين مدخلَي العاصمة إسلام أباد، ومدينة روالبندي، إلى احتجاجات واسعة وأعمال عنف.
وأعلن الجيش، أمس، جاهزيته التامة لمساعدة الحكومة الفدرالية في عملية ضبط الأمن في العاصمة، عقب مقتل 6 أشخاص وجرح العشرات، أمس الاول، في اشتباكات المتظاهرين مع قوات الامن.
وبينما كانت السلطات تعزز إجراءاتها في إسلام اباد، بدأت تجمعات في مدن أخرى دعماً للمتظاهرين في العاصمة. ففي كراتشي العاصمة الاقتصادية وأكبر مدن البلاد، نصب نحو مئتي متظاهر حواجز في أحد الشوارع الرئيسة المؤدية إلى المرفأ.
وفي لاهور، أغلق محور الطرق الذي يطلق عليه اسم «المول» في المدينة التي تضم ستة ملايين نسمة. وقالت السلطات انها استدعت القوات الخاصة «لتجنب أي حادث».
سبب الاعتصام
واشتعل فتيل الاعتصام، بعد مطالبة وزير العدل الباكستاني زاهد حامد، الشهر الماضي، بتعديل الفقرات الأولى والثانية والثالثة من قانون الانتخابات، وتغيير صياغة فقرة تشير إلى أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، باستخدام كلمة «أعتقد» عوضا عن عبارة «أقسم رسميا».
ورغم أنّ الحكومة قالت في وقت سابق إنّ التعديل الذي شهده نص القسم البرلماني كان خطأ كتابيا، إلّا أنّ الحشود واصلت اعتصامها بداعي الإساءة إلى الدين.
وتتهم الجماعة وزير العدل الحالي بالتجديف عمدا، والإدلاء بعبارات تخالف حقيقة أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، وتقديم مشروع قانون يتيح تعديل نصوص قسم خاتم النبوات، المتعلق بتنظيم القسم البرلماني للمرشحين.
وبينما أعادت الغرفة الثانية من البرلمان الباكستاني، الأسبوع الماضي، قسم النواب إلى سابق عهده، وقدّم وزير العدل اعتذاره الرسمي للمواطنين، استمر أنصار الجماعة الدينية في اعتصامهم مطالبين بعزل حامد.
عملية فاشلة
وعلق إعجاز أشرفي الناطق باسم «لبيك»، قائلاً: «نحن آلاف. لن نرحل. سنقاتل حتى النهاية». وتعد الحركة، التي يقودها رجل الدين كاظم حسين رضوي، إحدى حركتين سياسيتين متشددتين صعد نجمهما على الساحة في الأشهر القليلة الماضية.
وحققت الحركة، التي تدافع عن قوانين التجديف الصارمة في البلاد، نتيجة قوية مفاجئة، إذ حصلت على ستة في المئة و7.6 في المئة من الأصوات في عمليتين انتخابيتين فرعيتين أجريتا في الآونة الأخيرة.
وعلى الرغم من أن فوز الأحزاب الإسلامية بالأغلبية غير مرجح فإنها قد تلعب دورا بارزا في انتخابات يجب أن تجرى بحلول صيف العام المقبل. وولدت الحركة من رحم حركة احتجاجية مؤيدة لممتاز قدري، وهو حارس شخصي لحاكم إقليم البنجاب، قام بقتل الحاكم عام 2011 بسبب دعوته لإصلاح القوانين الصارمة ضد التجديف. ووصف رضوي زعيم الحركة قدري الذي أعدم العام الماضي بأنه «بطل».