تحتفل دولة الامارات اليوم السبت بعيدها الوطني ال46 في ظل انجازات حضارية وفكرية وانسانية متقدمة منذ قيام اتحادها الذي جمع ست امارات قبل ان تنضم اليه امارة رأس الخيمة في العاشر من فبراير عام 1972 ليكتمل بذلك عقد اتحاد الامارات السبع.
وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة الازدهار والنمو على كافة الاصعدة والمجالات التي بدأتها منذ 46 عاما وشهدت العديد من الانجازات على المستويين الوطني والعالمي.
وساهمت الرؤية الثاقبة والدعم المستمر من قبل القيادات الاماراتية ممثلة برئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وحكام الامارات أعضاء المجلس الأعلى في تحقيق مستقبل افضل للامارات.
وبفضل جهودها المستمرة لتحقيق اعلى مراكز التنافسية العالمية تصدرت الإمارات دول المنطقة في عدة مؤشرات تنموية رئيسية كمؤشر البنية التحتية وجودة الطرق وجودة البنية التحتية للنقل الجوي والبحري ومعدلات الأمن والأمان ومعدلات التحاق الإناث بالتعليم الجامعي وكفاءة الحكومة والثقة بالحكومة وغيرها وكذلك مؤشرات الاستدامة في الاقتصاد الوطني.
واستطاعت دولة الامارات العربية المتحدة تحقيق التنوع المطلوب باقتصادها والذي يضمن فرصا وظيفية وتجارية واقتصادية للمواطنين والمقيمين كافة بعيدا عن الأزمات المالية.
وارتفعت صادرات الدولة غير النفطية لتصل إلى 164 مليار دولار أمريكي في عام 2016 وارتفعت نسبة مساهمة القطاع غير النفطي في إجمالي الناتج المحلي لتصل إلى 77 بالمئة في نفس العام مما يحمي الدولة من تأثير تراجع أسعار النفط في الفترة الأخيرة.
وترتبط الإمارات بعلاقات أخوية وثيقة مع شقيقتها دولة الكويت تعود إلى أكثر من ستة عقود مضت وتحظى بدعم ورعاية من القادة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث تمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وتعكس العلاقات بين البلدين إصرارا من القيادتين السياسيتين الاماراتية والكويتية على الدفع بها لمستويات أكثر تقاربا وتكاملا بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأخذت العلاقات الإماراتية – الكويتية زخمها منذ خمسينيات القرن الماضي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات في عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة قبل إعلان الاتحاد فيما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات عام 1962 وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات.
وساهمت دولة الكويت ماليا وإداريا في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها وعملت على إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي بدأ العمل بها عام 1969 اطلق عليها (تلفزيون الكويت من دبي).
وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة الى روابط الدم والإرث والتاريخ والمصير المشترك وازدادت قوة ورسوخا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح.
وشهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات والكويت محطات بارزة أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدما سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين.
وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتعميقها بذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر على ذات النهج والمضمون والزخم.
وترجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حجم العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفه المشرف أثناء احتلال الكويت واستضافة دولة الإمارات عشرات آلاف من الأسر الكويتية على أرضها إضافة إلى قراره بمشاركة القوات الإماراتية في حرب تحرير دولة الكويت ابان الغزو العراقي عام 1990.
وعلى الصعيد السياسي تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات تطورا ملحوظا يعكسه التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشكل توقيع اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في عام 2006 تحولا مهما في حجم العلاقات الدبلوماسية السياسية بين البلدين.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت ارتبط البلدان الشقيقان بعلاقات متينة مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمعهما وشعبيهما الشقيقين وتمتد جذورها إلى ما قبل ظهور النفط وتطورت بعد اكتشافه. وتعكس العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين متانة التكامل والشراكة ووحدة الهدف والمصير وتعمل الدولتان على زيادة التبادل التجاري وتعزيز تلك العلاقات في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية في القطاعين الخاص والعام ما ينبئ بمستقبل زاهر ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.
وترتبط الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة.
وبمناسبة العيد الوطني الإماراتي تفاعلت الكويت مع هذا الحدث باقامة العديد من الفعاليات داخل دولة الإمارات كان أهمها تدشين الاسبوع الكويتي – الإماراتي الذي أشرفت عليه ونظمته القنصلية الكويتية في دبي والإمارات الشمالية مؤخرا والذي شاركت فيه عدة جهات كويتية حكومية وخاصة لتشارك شعب الإمارات افراحه في هذه المناسبة السعيدة من خلال معرض مصاحب ولوحات جدارية واعمال فنية حرفيه مختلفة.
ومن جانبها قامت وزارة الاعلام الكويتية بتدشين جناح خاص بها في احتفالية العيد الوطني الإماراتي داخل منطقة (سيتي ووك) السياحية في امارة دبي واستعرضت عدة كتيبات تحكي قصة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتوزيع اعلام البلدين على زوار المنطقة الذين قدموا من شتى أنحاء العالم لمشاهدة فعاليات العيد الوطني.
وتدل كل تلك الانشطة على مدى حرص البلدين على تعزيز روابط الاخوة والتعاون الى ابعد مدى مدعومة بقيادة الحكومتين الكويتية والاماراتية.