تواصل الجهات والهيئات الحكومية الكويتية عملها الدؤوب لإنجاز العديد من المشروعات التي تسهم في تنفيذ خطط الدولة الإنمائية لاسيما لجهة تنشيط قطاع السياحة المحلي ولعل أبرزها «حديقة الحيوان الكبرى» المتوقع لها أن تكون مشروعا سياحيا واعدا.
ويعد المشروع الذي ستنفذه الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية إضافة حقيقية للجهود الحكومية الرامية إلى توفير عوامل الجذب للقطاع السياحي إذ سيقدم حزمة من الخدمات الترفيهية والترويحية للزائرين.
ومن المتوقع أن تسهم «الحديقة» التي ستنفذ وفق نظام بيئي متكامل في جذب المزيد من السياح من خارج الكويت إذ ستوفر ميزة عرض الحيوانات وفق نظام العرض المفتوح ليشعر الزائر وكأنها في مواطنها الحقيقية.
ومن المنتظر أن يسهم المشروع المقدر تكلفته الاجمالية ب112 مليون دينار كويتي «نحو 336 مليون دولار أمريكي» في توفير الكثير من فرص العمل للكادر الوطني في المجالات الادارية والفنية والمتخصصة فضلا عن توفير فرص لتنمية موارد الدولة البيولوجية عبر مركز إكثار الأنواع البرية المهددة بالانقراض.
وقال المدير العام لهيئة الزراعة المهندس فيصل الحساوي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الجمعة إن فكرة المشروع التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي وأحيتها مبادرة الهيئة عام 2008 تستهدف إنشاء حديقة حيوان كبرى وفق نظام بيئي متكامل يتمثل في عرض حيوانات تنحدر من كل قارات العالم ليشعر الزائر وكأنها في مواقعها الطبيعية.
وأضاف الحساوي أن الحديقة المقدرة مساحتها الإجمالية بنحو 400ر1 مليون متر مربع والمزمع تنفيذها غرب طريق الجهراء «الدائري السادس» ستستقطب نحو نصف مليون زائر سنويا ما يؤهلها لأن تكون مشروعا سياحيا واعدا.
وأوضح أن هيئة الزراعة ممثلة في قطاع الثروة الحيوانية شكلت فريق عمل ضم في عضويته ممثلين عن الهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت ووزارة الداخلية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ووزارة الكهرباء والماء لوضع متطلبات المشروع واقتراح المكونات الأساسية له ومراحل تنفيذه ووضع تقدير التكلفة الإجمالية للمشروع قياسا على تكلفة حدائق حيوان مشابهة في المنطقة العربية ومناطق أخرى.
وأشار إلى أن “العمل لايزال جاريا لاستيفاء متطلبات هيئة الزراعة لاسيما إجراء دراسات الجدوى الاقتصادية والمردود البيئي للمشروع ليتسنى طرحه وفق نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
وبين أنه في عام 2013 تم إعداد الشروط المرجعية للمشروع باللغتين العربية والإنجليزية ثم أدرج ضمن الخطة الإنمائية للدولة بموافقة الأمانة العامة للتخطيط والتنمية.
وفيما يتعلق بحديقة الحيوان الحالية الكائنة في منطقة العمرية بمحافظة الفروانية قال الحساوي إنه “سيتم نقل مجموعة الحيوانات المفترسة التي تضمها إلى حديقة أخرى لتقتصر مستقبلا على الطيور”.
بدوره قال نائب المدير العام لشؤون الثروة الحيوانية في الهيئة الدكتور علي القطان في تصريح مماثل ل«كونا» إنه بعد ظهور فكرة المشروع في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي قامت وزارة الأشغال آنذاك باختيار مكتب استشاري بريطاني لوضع تصور للمخطط الهيكلي للمشروع الذي توقف بسبب الغزو الغاشم عام 1990.
وأضاف القطان أن المشروع سيشكل متنفسا طبيعيا كونه خارج نطاق الكتلة السكنية ويتوقع له أن يكون مركزا للأنشطة الاجتماعية والترفيهية والتعليمية والبيئية.
وأوضح أن هذا المشروع يعد مركزا بحثيا يوفر فرصة لتنمية موارد الدولة البيولوجية من خلال مركز «إكثار الأنواع البرية المهددة بالانقراض» كما سيوفر فرص عمل للكادر الوطني في مجالات الزراعة والطب البيطري والهندسة الإنشائية وعلم الحيوان والبحث العلمي والإدارة.
وذكر أن المشروع سيقسم إلى خمس مناطق هي الدخول والخروج والمواقف على مساحة إجمالية تقدر بنحو 174 ألف متر مربع فيما ستخصص المنطقة الوسطى والمظللة للعرض بمساحة إجمالية تبلغ 206 آلاف متر مربع.
وأشار إلى أن منطقة عرض الحيوانات الكبيرة ستكون على مساحة إجمالية تقدر ب465 ألف متر مربع في حين تبلغ مساحة منطقة الخدمات والصيانة 202 ألف متر مربع.
ولفت القطان إلى أن المشروع يحتوي على شوارع وطرق داخلية ومناطق ترفيه ومساحات خضراء بمساحة تبلغ نحو 130 ألف متر مربع فضلا عن منطقة التوسعة المستقبلية التي تقدر مساحتها الإجمالية بنحو 223 ألف متر مربع.
من جهتها قالت مديرة حديقة الحيوان زهرة الوزان في تصريح مماثل ل «كونا» إن المشروع يستهدف إنشاء حديقة وفق أحدث النظم العالمية بما يوفر فرصة الاستمتاع بمرافقها فضلا عن رفع مستوى الرفاهية للحيوانات وفق القواعد العامة المتعارف عليها دوليا وبما يتماشى مع قانون الرفق بالحيوان في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضحت الوزان أن حديقة الحيوان الحالية التي تأسست عام 1968 وتقع على مساحة 180 ألف متر مربع مرت بالكثير من مراحل النمو والتطور اذ ضمت في البداية بقايا حديقة سلوى المملوكة آنذاك للمغفور له الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح.
وأضافت أنها تضم حاليا نحو 200 نوع من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل «النمر البنغالي» و«الفيل الإفريقي» و«المها العربي» و«مها السميتار» مبينة أن عدد القطعان من الثدييات والطيور والزواحف يبلغ حاليا أكثر من ألفي نوع من الذكور والإناث.
وذكرت أن الحديقة التي يزورها نحو 180 ألف زائر سنويا تضم أيضا عدة أنواع من الببغاوات وطيورا أخرى و«التم الأبيض والأسود» والكثير من الزواحف والثعابين السامة وفرس النهر والكباش الجبلية والشمبانزي و«قرود الليمور» و«التمساح النيلي».