تواصلت المظاهرات في العديد من المدن الإيرانية ومن بينها العاصمة طهران، اليوم السبت، لليوم الثالث، احتجاجا على غلاء المعيشة، وسلوك النظام الإقليمي، ما دفع الحكومة إلى اعتبار الاحتجاجات «مخالفة للقانون» ومطالبة المواطنين بعدم المشاركة فيها.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في ساحة الثورة، وسط العاصمة الإيرانية طهران.
وانطلقت المظاهرات من ساحة الانقلاب بوسط طهران بحسب ناشطين، فيما نقل موقع «آمد نيوز» عن مصادر من المعارضة إن السلطات الإيرانية «تتجه لقطع خدمة الإنترنت».
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لجناحي النظام في إيران، ومن بينها «إصلاحيون وأصوليون.. انتهت الحكاية». وفي محيط جامعة طهران، هتف متظاهرون «استغلال الدين لإذلال الشعب» و«سيد علي.. اخجل واترك البلد»، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، فيما ردد طلاب أمام مدخل الجامعة في شارع انقلاب بـ«الموت للديكتاتور»، وهو أحد أكثر الهتافات انتشارا منذ اليوم الأول للتظاهرات في مشهد، ثاني مدن إيران.
ورد قوات الأمن على المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
ونقلت قناة «خبر» الإيرانية عن مصدر مطلع في هيئة الإذاعة والتلفزيون أن عدم تغطية أحداث اليومين الماضيين سببه «أوامر أجهزة مسؤولة طالبت بعدم تغطية الحدث في هيئة الإذاعة والتلفزيون».
وفي رد فعل على اتساع التظاهرات في يومها الثالث، طلب وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي من المواطنين عدم المشاركة في «تجمعات مخالفة للقانون» على حد وصفه.
وصرح رحماني فضلي «نطلب من السكان عدم المشاركة في التجمعات المخالفة للقانون. حتى الآن حاولت قوات الأمن والسلطات القضائية التعامل مع التجمعات المخالفة للقانون لتفادي حصول مشاكل»، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايسنا.
من جانبه، جدد إبراهيم رئيسي منافس الرئيس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية، اتهاماته لأطراف بـ«السعي لانقسام الشعب إلى قطبين»، و«إثارة فتنة جديدة». ونقلت وكالة «تسنيم» عن رئيسي قوله «على الإیرانیین طرح مطالبهم وقطع الطریق علی استغلال الاحتجاجات».
إلى ذلك، ارتفع سعر العملات والذهب السبت في إيران، وبلغ سعر الدولار في أسواق طهران 4203 تومان، بحسب وكالة رويترز.
وفيما بدا أنه رد على المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام، تظاهر مؤيدو الحكومة، السبت، في طهران ومشهد مدن عراقية أخرى، في ذكرى إنهاء الانتفاضة التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009. وحمل المتظاهرون، بحسب الصور التي بثها التلفزيون الرسمي، لافتات كتب عليها «الموت للعصيان»، في إشارة إلى حركة 2009.
«جرس إنذار للجميع»
وعنونت صحيفة «آرمان» الإصلاحية، السبت، صفحتها الأولى «جرس إنذار للجميع»، فيما برزت دعوات إلى الحكومة لاتخاذ تدابير من أجل حل المشاكل الاقتصادية في البلاد. وتحدثت صحيفة «جوان» المحافظة عن «حركة اجتماعية»، مستعيدة عبارة للرئيس حسن روحاني الذي أكد أن «الأعداء كانوا يستهدفون الدعم الشعبي للنظام».
ولم يكن في الإمكان تحديد عدد المتظاهرين، لكنه بالتأكيد الأكبر منذ حركة الاحتجاج في 2009.
فتنة جديدة
إلى ذلك، دعا مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الثقافية، حسام الدين آشنا، اليوم السبت، القوات الأمنية والشرطة إلى التعامل «برحابة صدر» مع التجمعات الاحتجاجية التي تشهدها بعض المدن الإيرانية.
وقال آشنا إن «من حق الشعب ان يسمع صوته بوضوح ويتوجب على مسؤولي الأمن والشرطة التعامل مع الاحتجاجات برحابة صدر، لكن علينا التنبه إلى أن أيا من هذه الأزمات في أي دولة كانت لم تحل في الشارع وعلى أرضية العنف».
من جانبه اعتبر عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني أكبر رنجبرزادة التجمعات الاحتجاجية «فتنة جديدة»، مضيفا أن «إثارة الفوضى ومشاركة المواطنين في مثل هذه التظاهرات الفاقدة لتصاريح قانونية هو مطلب الأعداء».
تدخلات الأمريكيين
من جهة أخرى، نددت طهران بتصريحات المسؤولين الأمريكيين بخصوص الاحتجاجات التي تشهدها إيران، واعتبرتها تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد.
ووصفت الخارجية الإيرانية، على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي، التصريحات التي أعرب فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وغيرها من المسؤولين الأمريكيين عن دعمهم للمتظاهرين بأنها سخيفة، وتمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لإيران.
وشدد المتحدث على أن «الشعب الإيراني الرشيد لا يكترث بالشعارات الأمريكية المنافقة» التي تبحث عن فرصة للنيل من طهران»، مضيفا أن «تصريحات ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين لا تستحق اهتماما ولا قيمة لها».