في ظل استمرار التظاهرات التي تحوّلت حدثاً يومياً في ليالي طهران وعشرات المدن الأخرى، لوّحت السلطات أمس باللجوء إلى الإعدامات، بعد محاكمات سريعة لمئات الموقوفين، في محاولة لإخماد الانتفاضة التي بلغ عدد ضحاياها 21 قتيلاً على الأقل. وللمرة الأولى منذ خروج أولى التظاهرات الأسبوع الماضي على خلفية الضائقة الاقتصادية وتفشي الفساد، خرج المرشد الأعلى علي خامنئي، أمس، عن صمته ليتهم «أعداء» إيران بالتآمر ضدها.
ولليلة الخامسة على التوالي، خرجت تظاهرات ليل أول من أمس، في مدن عدة، سقط خلالها تسعة قتلى على الأقل في وسط إيران، حيث حاول متظاهرون مهاجمة مركز شرطة، حسب الاعلام الرسمي.
وفي حصيلة إجمالية، قتل 21 شخصاً بينهم 16 متظاهراً منذ أن انطلقت التظاهرات الخميس الماضي في مشهد (شمال شرق)، ثاني اكبر مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعاً وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد.
وفي حين نشرت السلطات قوات أمنية إضافية للتصدي للحركة الاحتجاجية، أعلن مسؤولون عن توقيف نحو 400 شخص في طهران خلال أيام السبت والأحد والاثنين، فيما أوقف مئات آخرون في مدن أخرى.
وفي موقف اعتبره ناشطون معارضون «ترهيباً» للمحتجين، قال رئيس المحكمة الثورية في طهران موسى غضنفر آبادي «مع كل يوم جديد تزداد جريمة الموقوفين خطورة وتشتد عقوبتهم. لم نعد نعتبرهم محتجين يطالبون بحقوقهم بل أشخاص يستهدفون النظام» (في إقرار بأن الاحتجاجات التي بدأت على خلفية اقتصادية بدأت ترفع شعارات تطالب بإسقاط النظام)، معلناً أن السلطات ستُقدّم المعتقلين لمحاكمات عاجلة، و«من الواضح أن إحدى التهم الموجهة إليهم يمكن أن تكون الحرابة أو شن حرب ضد الله»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام في إيران.
وفي أول موقف لها، نددت مجموعة الاصلاحيين برئاسة الرئيس الاسبق محمد خاتمي بأعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات، وبـ«الخداع الكبير» الذي تمارسه الولايات المتحدة عبر إعلان تأييدها التظاهرات.
وفي حين برزت مواقف أوروبية تدعو إيران إلى احترام حرية شعبها وحقه بالتظاهر، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، مواقفه المؤيدة للتظاهرات، واصفاً النظام الإيراني بـ «الوحشي والفاسد».
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …