دخلت المعارك ضمن «إدارة المركبات» في حرستا يومها السادس، مع استمرار المواجهات ضمن المرحلة الثانية من معركة «بأنهم ظلموا». ورفض الناطق باسم «أحرار الشام» في الغوطة، منذر فارس، الحديث عن تطورات العملية العسكرية في المنطقة، وسط تكتم على مجريات الأحداث.
بدورها، ذكرت وسائل إعلام النظام السوري أن قوات النظام تستهدف من تصفهم بـ «المسلحين» داخل حرستا وفي محيط «إدارة المركبات» بكثافة نارية مركزة، مستخدمة عشرات الصواريخ وقذائف المدفعية. وتحدثت بعض الصفحات الموالية للنظام عن «فك الحصار عن إدارة المركبات والسيطرة على كتل أبنية شرق مبنى المحافظة في حرستا»، إلا أن مصادر عسكرية من منطقة المواجهات قالت إن المعارضة هي التي تتقدم. وأكدت المصادر أن مساحات «واسعة» من «الإدارة» ما زالت بيد المعارضة التي تحاصر «الرحبة 446» والمعهد الفني، بعد سيطرتها على كراجات الحجز. وكانت المعارضة سيطرت على كل من مستشفى «البشر التخصصي» قرب حرستا وحي العجمي والفرن الآلي وطريق حرستا – عربين، وتقدمت نحو «الإدارة» قاطعة طريق إمدادها.
وذكر تقرير لموقع «عنب بلدي» ان أكثر من 400 قذيفة هاون سقطت على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وعلى رأسها حرستا، إضافة إلى ما يقارب عشر غارات من الطيران الحربي، و15 صاروخ أرض – أرض. وارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف على الغوطة الشرقية الى 30 مدنياً على الأقل، بينهم سبعة أطفال و11 امرأة، قضى 19 منهم جراء غارات روسية استهدفت بلدة مسرابا وعربين وبيت سوا. وداخل مستشفى في مدينة دوما، شاهد مراسل وكالة فرانس برس الطاقم الطبي يحاول إنعاش رضيع تم سحبه من تحت الأنقاض، لكنه فارق الحياة. والتقط المراسل صوراً لطبيب يضمد رأس طفل رضيع ممدد على السرير وهو يبكي وآثار الدماء على وجهه.
وحمّل محمد علوش، القيادي البارز في «جيش الاسلام»، روسيا «المسؤولية عن المجزرة البشعة في مسرابا». وقال سكان إن مقاتلات روسية قتلت 20 مدنياً على الأقل حينما قصفت مبنيين سكنيين بأربع قنابل على الأقل سوت المبنيين بالأرض في بلدة مسرابا.
إدلب والمخاوف
في سياق منفصل، حذرت الأمم المتحدة من أن عشرات الآلاف من المدنيين في محافظتي حماة وإدلب السوريتين يتعرضون حالياً لأخطار متزايدة نتيجة تزايد العنف والأعمال العدائية التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، ونزوح آخرين. وقتل 5 مدنيين في قصف جوي متواصل، منذ ليل الأربعاء، على مدن بلدات محافظة إدلب، شمل مدينتي خان شيخون وسراقب، وبلدة صهيان وقرية تل طوقان، في المنطقة الواقعة ضمن مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها خلال مباحثات أستانة. وبذلك ارتفع عدد ضحايا القصف الروسي وقصف النظام على منطقة خفص التوتر، شمالي سوريا، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى 65 قتيلاً، حسب أرقام الدفاع المدني.
واقتربت قوات الأسد من بلدة سنجار جنوب شرق إدلب في إطار المعارك المستمرة، وسيطرت على عدة قرى، وتتوغل من المحاور الضعيفة التي لا تضم ثقلاً عسكرياً من قبل الفصائل، وتتبع سياسة الأرض المحروقة، مستعينة بغارات الطيران الروسي.
ووفق «الإعلام الحربي» فإن قوات النظام سيطرت على كل من: المشيرفة، الرويبدة، الفحيل، ورسم العبيد، شمال شرقي قرية أم الخلاخيل، وفي حال سيطرت على تلة أم الرجيم، ستكشف كامل المنطقة نحو سنجار التي تفصلها عنها أقل من ستة كيلومترات.
وتتجهز فصائل من «الجيش الوطني السوري» المشكل حديثاً شمالي حلب، للمشاركة في معارك ريفي حماة وإدلب. وقال العقيد هيثم العفيسي، نائب رئيس هيئة الأركان، التي يتبع لها «الجيش» في منطقة «درع الفرات» شمالي حلب إن العمل المقبل يتمحور حول إمكانية تخفيف الضغط عن فصائل إدلب وحماة. وتشارك في معارك جنوب إدلب، انطلاقاً من ريف حماة الشرقي، فصائل على رأسها «تحرير الشام»، «أحرار الشام»، «جيش العزة»، «جيش إدلب الحر» و«جيش النصر».