تعتزم المغرب في الفترة المقبلة، تخصيص حافلات وردية للنساء فقط لتفادي التحرش بهن داخل وسائل النقل العمومي، في مبادرة لم تلقى ترحيبا من كل المغاربة الذين انقسموا بين مؤيدين يرون أنها ستقلص من التحرش، ورافضين اعتبروها تكرّس للتمييز بين الجنسين وتمّهد للفصل بينهما.
وأكدت جماعة الرباط في بيان لها أمس السبت، عزمها تخصيص حافلات وردية للنساء لتفادي التحرش، من خلال عصرنة قطاع النقل بالرباط، إقتداءا بتجربة بعض الدول المتقدمة في هذا المجال.
وأوضحت أنه “على إثر اللقاء الذي انعقد في العاصمة الرباط والمنظم من طرف وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية، بالموازاة مع الحملة الوطنية الخامسة عشر لوقف العنف ضد النساء، تدخل رئيس الجماعة الحضرية للرباط وقام بعرض تجربة طوكيو عاصمة اليابان في مجال الإهتمام بالمرأة، حيث تخصص بلدية طوكيو في وقت الذروة عربات خاصة للنساء فقط في الميترو، وذلك من أجل تفادي التحرش بهن والرقي بالتعامل الإنساني للجنس اللطيف وإعطائهن نظرة للتعامل التي تريد الإدارة الترابية اليابانية أن تتكون لدى المرأة”.
وكان عمدة مدينة الرباط، محمد صديقي، كشف قبل أسبوعين عن عزمه تخصيص حافلات للنساء مستقبلا، بهدف الحدّ من مظاهر العنف والتحرش ضد المرأة في الحافلات، لكن مقترحه أثار ردود فعل متباينة، ولقي معارضة شديدة من طرف فعاليات يسارية وليبرالية حداثية رأت فيه تمييزا بين الجنسين سيفتح الطريق أمام الفصل بين الرجل والمرأة في الفضاءات العمومية الأخرى ، فيما اعتبرت تيارات ذات توجه إسلامي ومحافظ أن الفكرة إيجابية ومن شأنها حماية النساء من التحرش في وسائل النقل العمومي، التي تعدّ أكثر فضاء تتعرض فيه المرأة إلى التحرش والمضايقات.