جدّدت دراسة أمريكية حديثة، التأكيد على أن ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة يوميًّا في منتصف العمر يمكن أن تقى من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأزمة منتصف العمر هي المرحلة الانتقالية التي تبدأ من سن الأربعين إلى خمس وستين سنة.
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Circulation) التابعة لجمعية القلب الأمريكية.
وتأتي هذه الدراسة استكمالًا لدراسات سابقة أجريت من قبل حول فوائد الرياضة في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكانت دراسة سويدية قد كشفت في يونيو 2014، أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة ساعة يوميًّا أو ممارسة التمارين القاسية لمدة 30 دقيقة يوميًّا تحد من خطر الإصابة بمرض قصور القلب بنسبة 46٪.
وفي الدراسة الجديدة، أجرى الباحثون أبحاثهم لرصد فوائد الرياضة في منتصف العمر، حيث راقب الباحثون 53 شخصًا جميعهم أصحاء تتراوح أعمارهم بين 45 و64 سنة، إلا أنهم لا يمارسون الرياضة بانتظام.
وقسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين؛ الأولى مارست تمارين رياضية تزداد صعوبتها بمرور الوقت على مدار عامين، بينما انخرط أعضاء المجموعة الثانية في ممارسة تمارين التأمل وتمارين التوازن وإنقاص الوزن 3 مرات أسبوعيًّا لعامين أيضًا.
وكان أعضاء المجموعة الأولى يمارسون التمرينات الرياضية العادية لمدة 30 دقيقة يوميًّا، من 4 إلى 5 أيام في الأسبوع، إضافة إلى عمليات الإحماء والاسترخاء عقب الانتهاء من التمرينات.
وكانت البداية بالنسبة لهم تدريجية من 30 دقيقة من التمرينات الرياضية على مدار 3 أشهر لتزداد حدة التمارين مع الوقت وتتضمن تمرينات شاقة فيما بعد.
ووجد الباحثون، أن أثر التمارين الرياضية لا يعود على القلب فقط، بل يحسن وظائف المخ أيضًا، ما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض والاضطرابات العقلية، وذلك لأن التمرينات تحسن عملية ضخ الدم إلى المخ.
ورجحت نتائج البحث أن من يمارسون التمرينات الرياضية حققوا تقدمًا ملحوظًا بالوصول إلى الحد الأقصى من الحصول على الأكسجين أثناء التمرينات الرياضية، علاوة على تحسن في مرونة في عضلة البطين الأيسر للقلب، وكلاهما من أنماط التحسن المفيدة للقلب.
في المقابل، لم يرصد البحث أي تقدم مشابه للمجموعة الثانية التي مارست تمارين التأمل وتمارين التوازن وإنقاص الوزن.
وقال الباحثون إن قلة الحركة والجلوس والتمدد لفترات طويلة خاصة في منتصف العمر تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وفشل القلب.
وأضافوا أن نتائج الدراسة تتسق مع نتائج دراسات سابقة أثبتت أن الرياضيين المحترفين الذين أمضوا حياتهم في ممارسة تمارين عالية الكثافة، انعكست أثارها على صحتهم، وكانت قلوبهم أقل تأثرا بالشيخوخة.
وتأتي أمراض القلب والأوعية الدموية في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حيث أن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى.
وأضافت المنظمة أن نحو 17.3 مليون نسمة يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويًا، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًّا.