لليوم التاسع على التوالي، تستمر عملية غصن الزيتون، التي أطلقها الجيش التركي في 20 الجاري، مستهدفة المواقع العسكرية لتنظيم داعش، و«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي (بي واي دي) شمال سوريا.
وتأسس «بي واي دي» الكردي بتعليمات من زعيم تنظيم «بي كا كا» في تركيا عبدالله أوجلان، وله ذراع عسكرية في سوريا هي «وحدات حماية الشعب».
وسيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر، أمس، على جبل برصايا الإستراتيجي في منطقة عفرين التابعة لريف محافظة حلب السورية.
وبدأت قوات الجيش التركي و«الحر» عملية عسكرية برية على الجبل، بعد استهدافه بقصف جوي ومدفعي كثيف، مما أسفر عن السيطرة عليه.
وتعود أهمية الجبل، إلى إطلالته على مدينتي أعزاز السورية وكليس التركية، ومنه كان الأكراد يستهدفون المدنيين في المدينتين بالقصف المدفعي والصاروخي وقذائف الهاون.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان»، رامي عبدالرحمن، ان «الاشتباكات عنيفة في جبل برصايا (…) الإستراتيجي لأنه يرصد اعزاز وكيليس، ويعطي إمكانية التقدم في مناطق واقعة في شمال شرق عفرين». وأكد ان «الاشتباكات توسعت، وأكثر حدة اليوم (أمس)».
تلة القازقلي
كما تقدمت فصائل «الحر» على محورَي راجو وجنديرس، وسيطرت على مواقع، بينها تلة القازقلي المطلة على جنديرس، موضحة أن الطائرات المروحيات التركية من نوع «ياك» كان لها الدور الأبرز في التقدم.
وقال القيادي العسكري في «الحر»، أبو مريم العفريني، إن «التقدم يتركز على جميع المحاور. إلا أن السيطرة جاءت على محورين»، مشيراً إلى أن تلة القازقلي التي سيطر عليها «الحر» تطل على كامل منطقة جنديرس.
وخلال الأيام الثمانية الماضية، سيطرت القوات التركية و«الحر» على 18 نقطة، وهي 14 قرية ومزرعة و3 تلال.
معضلة منبج
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمة في ولاية جوروم وسط البلاد، إن «عملية غصن الزيتون ستشمل مدينة منبج شرق عفرين، وسيدفع الإرهابيون ثمنا باهظا نتيجة اعتدائهم على الحدود التركية». كما أشار أن بلاده تعمل على «استعادة عسكري أسير بيد الإرهابيين؛ مقابل أسرى من الإرهابيين بيد القوات التركية».
وينتشر مئات من الجنود الأميركيين في منبج، التي تسيطر عليها «وحدات الحماية»، التي تعتبرها أنقرة امتدادا في سوريا لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا مسلحا في تركيا منذ 1984.
وكان أردوغان هدّد بتوسيع العملية العسكرية في سوريا إلى منبج، وأبعد شرقا حتى الحدود مع العراق، مما يحمل خطر اندلاع مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية.
إجراءات فعلية
من جانبه، قال بكير بوزداغ، الناطق باسم الحكومة التركية، إن بلاده ستُلحق التصريحات السياسية بإجراءات فعلية على الأرض، في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مردفا أن الولايات المتحدة لم تفِ بوعودها لتركيا، وأن تصريحاتها لا تتوافق مع الإجراءات التي تتخذها على الأرض.
وكان بوزداغ قال، الخميس، إن على الولايات المتحدة أن «تكف عن دعم الإرهابيين»، إذا أرادت تجنّب مواجهة محتملة مع تركيا في سوريا.
بدورها، دعت القيادة السياسية والعسكرية لقوات الحماية قوات النظام السوري إلى التدخل في عفرين لمواجهة العملية التركية شمال سوريا.
وذكر بيان لقوات الحماية أنها طالبت قوات النظام وقيادتها بالتدخل في عفرين لحماية الأكراد، الذين يعتبرون جزءاً من النسيج السوري، مشيرة إلى أنها ستعمل مع النظام للتصدي للقوات التركية.