وجّه عدد من المنظمات المعنية بحقوق الحيوانات في روسيا وأوروبا، اليوم الخميس، اتهامًا صريحًا لموسكو بالتحايل لإعدام نحو 2 مليون كلب ضال وقطة مشردة تنتشر في المدن التي تستضيف فاعليات كأس العالم الصيف المقبل.
وكانت روسيا قد كشفت قبل أيام، عن خطة لنشر فرق أمنية بغرض ملاحقة كلاب وقطط الشوارع، قبل إعدامها رميًا بالرصاص أو بالسم، وفقًا لصحيفة “بيلد” الألمانية اليومية.
وسبق للبرلمان الروسي، الدوما، أن نشر تقريرًا رسميًّا حصر أعداد الكلاب الضالة والقطط في شوارع المدن التي ستحتضن فعاليات البطولة بمئات الآلاف، بينما تشعر موسكو بحرج من المظهر العامّ للبلاد في ظل توقعات باستقبالها نحو 21 مليون سائح (بينهم مليون مشجع على الأقل) من مختلف دول العالم أثناء مباريات البطولة.
وتحتضن روسيا العرس الكروي الأبرز في غضون 5 أشهر فقط، وتحديدًا في الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو 2018، وذلك في 11 مدينة.
ومنذ يوليو 2017، بدأت -وفق معلومات موثقة وصلت للاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا- عمليات قتل لحيوانات الشارع بروسيا، وفي ما بعد نُقل عن الرئيس، فلاديمير بوتين، تأكيده أن ذلك سيتوقف تمامًا.
غير أن المنظمات المختصة برعاية الحيوانات والرفق بهم، لا تطمئن للتعهدات الرسمية الروسية في هذا الشأن، وكان آخرها إعلان موسكو تخصيص معسكرات إقامة للكلاب والقطط الضالة بدلًا من تركها في الشوارع.
وقالت إكاترينا ديمترييفا، مديرية مؤسسة مدينة حماية الحيوان العالمية لـ”بيلد”: إن روسيا تريد تحقيق أكبر قدر من الأمان والمظهر الجيد في البلاد عبر التخلص من الحيوانات، وهو “ما يجب أن يتوقف فورًا”.
المثير أن المنظمات الروسية المعنية تخشى الجهر صراحة في مهاجمة الحكومة أو فضح كذبها في قضية قتل حيوانات وطيور الشوارع، ما أجبرها على اللجوء للتنسيق مع المؤسسات الأوروبية المناظرة وكذا مع الصحافة العالمية، وبخاصة البريطانية، ما يفسر سر تفجير صحيفة “الديلي ميل” للقضية مجددًا قبل أيام.
وعبرت آنجيلا ألينا سايبود، من اتحاد حماية الحيوان في روسيا، عن تشككها من إجراءات موسكو الحمائية تجاه كلاب وقطط الشوارع، وقالت إنه لا توجد حتى الآن أي ملاجئ معروفة ليقيموا فيها. وتابعت: “العكس هو الصحيح، فمخصصات المحليات لرعاية الحيوانات تتقلص يومًا بعد آخر ليصبح الوضع كارثيًّا”.