على الرغم من امتلاء قاعات المحاكم في الدول العربية بدعاوى الطلاق والخلع، إلا أنَّ من بين ملايين حالات النشوز والعصيان الزوجي، أو تخلي الرجل عن مهامه، تبرز على الساحة العربية بين الحين والآخر حالات طلاق وخلع غريبة، يسوق خلال الأزواج مبررات غير مقنعة للانفصال.
وتقول الإحصائيات إن البلدان العربية متقاربة في معدلات الطلاق والخلع المرتفعة بشكل كبير، ففي السعودية أعلنت وزارة العدل عام 2015، 7.8 حالات طلاق تحدث في المملكة كل ساعة، أي نحو 188 حالة يوميًا، وتقول تقارير صحفية: إن المحاكم نظرت 53675 خلال 2017، بمعدل 149 حالة طلاق يوميًا، إضافة إلى 6163 حالة طلاق صادرة من مكتب الطلاق الخاص بمفتي المملكة، بمعدل (125 إلى 130) قضية أسبوعية، وبزيادة 846 قضية عن عام 2016.
الأمر نفسه في مصر التي ارتفع فيها معدلات الطلاق من 7% إلى 40% خلال الخمسين عامًا الأخيرة؛ حيث وصل الإجمالي العام الآن إلى 3 ملايين مطلقة، لتحتل بذلك مصر المرتبة الأولى عالميًا في حالات الطلاق.
ورصدت صحيفة “سبوتنيك الروسية” 10 حالات شاذة وغريبة طلب فيها أحد طرفي الأسرة الانفصال لسبب غير مقنع.
أول هذه الحالات وقع قبل أيام بالإمارات، حيث أقامت موظفة دعوى قضائية تطلب الطلاق من زوجها؛ لأنه “يريد منها 500 درهم عن كل مرة تخرج معه من البيت، أو ينقلها بسيارته لحاجة لها”.
وسردت صحيفة البيان المحلية تفاصيل الواقعة والتي تقول فيها الزوجة: إن زوجها تحجج لها بأنه يطلب هذه الأموال لأن “هذه الخدمة على حساب وقته مع أصدقائه… وأن على الزوجة الموظفة مساعدة زوجها الذي ليس له عمل”.
مصر.. البخل وغيره
قبلها بأيام رفعت سيدة مصرية دعوى خلع من زوجها، بعد زواجهما مدة 40 يوما فقط، بسبب أنها “اكتشفت أنه بخيل جدا”، وقالت المرأة “..من أول يوم زواج قال لي أنا لا أحب الخروج للتنزه ولا الفسح، الخروج يكلفنا مصاريف وهذا تبذير، رغم أنه ميسور الحال ماديًا”.
أضافت: “زوجي بخيل جدا حتى في الكلام، فعندما أطلب منه يتكلم معي يكون رده: كتر الكلام بيجوع وبالتالي نحتاج نأكل وجبة زيادة”.
وتابعت الزوجة أنها توسلت لزوجها بعد 40 يومًا من الزواج أن يخرجها، بسبب مللها من البقاء في المنزل، وقالت: “طلبت منه أن يشتري لي “ساندوتش شاورما” فرفض، وقال: إحنا خارجين نشرب عصير فقط”.
وقال لها الزوج: “هذا خطأي أني أركبتك سيارتي لأنها من شقايا وتعبي”، بحسب قول الزوجة، كما أقسم عليها أن تنزل من السيارة وتعود للمنزل بسيارة أجرة.
وفي مصر أيضًا لا تغيب الحالات الغريبة عن أروقة محاكم الأسرة المختصة بالفصل في القضايا الزوجية، فأقمت سيدة أخرى دعوى خلع لاعتراض زوجها على حبها للكلاب.
وقالت الزوجة: إنها تزوجت منذ ثلاث سنوات تقريبًا، ولديها من زوجها طفلة، وتمتلك ثلاثة كلاب، وأنها معتادة على اصطحاب الكلاب الثلاثة كل يوم لخارج المنزل لتعرضها للشمس.
غير أن الزوج بدأ يعترض على اصطحابها الكلاب الثلاثة معًا، وطلب منها الخروج بكل كلب على حدة، مدعيًا أن خروجها بالكلاب الثلاثة يعرضها للمعاكسات، ورفضت الزوجة طلب زوجها، وأقامت دعوى الخلع.
السعودية.. أسباب غير مقنعة
لم تكن المملكة العربية السعودية بعيدًا عن وقائع الطلاق الغريبة، حيث أقدم رجل على الانفصال عن زوجته؛ لأنها كانت تسير أمامه وليس إلى جانبه.
وفي واقعة أخرى بحسب الصحيفة قام سعودي بتطليق زوجته؛ لأنها نسيت أن تضع رأس الخروف في قلب المائدة، خلال دعوته عددًا من أصدقائه على العشاء، وهي الواقعة التي أثارت جدلًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.
قال المحامي السعودي، عاصم الملا، في تصريحات صحفية وقتها “قضايا الخلع كثرت في محاكم الأحوال الشخصية، وأسباب طلب الزوجات الخلع حاليًا غير مقنعة، على سبيل المثال طلبت المرأة الخلع بعد رفض زوجها الخضوع لعملية تجميل، وأخرى طلبت الخلع لأن مظهر زوجها الخارجي لا يليق بها”.
ومن الحالات التي مرت علي كمحامٍ، مهندس يعمل في أحد أكبر الشركات؛ إذ طلبت زوجته الخلع لأنه لا يسمح لها بالسفر خارج المملكة مع صديقاتها”.
وذكر محامٍ سعودي، واقعة طريفة طلق فيها سعودي زوجته لأنها أمسكت يده برومانسية.
الجزائر.. طلقها لأنها منحوسة
ومن الجزائر ذكر التقرير أن أغرب وقائع الطلاق والخلع واقعة أقدم فيها الزوج على تطليق زوجته، لأن زوجته “عينها قاسحة” أي امرأة حسودة، ومنحوسة، بحسب التبرير الذي قدمه، وروى الزوج أنّه اكتشف ذلك منذ يوم زفافه على زوجته.
وقال “يوم الزواج تعطلت العروس في وسط الطريق لمدة تزيد عن الساعتين، وكعكة الزفاف انقلبت على الأرض بمجرد أن حاولت تقطيعها، وماتت جدتي البالغة من العمر 98 عامًا بعد أسبوع من الزواج، ثم شبّ حريق بالمنزل”.
ومن بين قضايا الخلع الغريبة في الجزائر، دعوى قضائية أقامتها فتاة لم تتجاوز العشرين من العمر، طلبت من المحكمة الخلع موضحة أنها تصرّ على طلب الطلاق من زوجها بسبب نسيانه المتكرر لعيد ميلادها ويوم زواجهما.
ومن بين الأسباب التي ساقتها الزوجة أمام القاضي أن زوجها رائحة فمه كريهة ولا تطيقها، وكذلك رائحة قدميه منفرة.
أما في تونس، فبحسب الباحث في الجنسانية البشرية هشام الشريف، بوصفه خبيرًا لدى المحاكم التونسية في الصحة الجنسية والعلاقات الأسرية، فقال إنَّ 40 % من حالات الطلاق في تونس سببها مشاكل جنسية.
وبحسب ما نقلت صحيفة الشروق التونسية، في 2015، قال الشريف إنَّ فشل العديد من حالات الزواج في تونس تعود إلى غياب التربية والثقافة الجنسية.