قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية فريد عمادي اليوم الاثنين ان دولة الكويت مستعدة للمساهمة والتعاون في أي جهد يعمل على ترسيخ “وسطية الاسلام” وابراز صورته الحضارية.
جاء ذلك في كلمة القاها عمادي أمام المؤتمر الدولي ال28 للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية تحت عنوان (صناعة الارهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها) برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .
وأضاف عمادي الذي يترأس وفد الكويت الى المؤتمر أن “الوقت حان للانتقال من مرحلة تنظير صناعة الارهاب الى العمل المتقن والتنفيذ الدقيق وتحمل المسؤوليات تجاه أعمال وتطبيقات خاطئة لمفهوم واجتهادات مغلوطة لا تنتج سوى مزيد من الدماء والأشلاء”.
وأشار الى أن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت شرعت في اتخاذ هذا “المنحى الايجابي العملي” بالبدء برسم خطتها الاستراتيجية في صورة “وثيقة وطنية لتعزيز الوسطية والاعتدال” تتكون من أربعة محاور.
وأوضح أن هذه المحاور تتضمن التوجيه الديني والأخلاقي والاجتماعي والنفسي “وفق أساليب ومنهجيات مبتكرة” وصياغة منظومة اعلامية لدعم التواصل الفعال مع الفئات كافة .
وأشاد في هذا السياق بالمحور التقني بقصد تطوير وتصميم منظومة الكترونية تلبي متطلبات الفكر الوسطي المعتدل الى جانب محور الأمن المجتمعي بقصد تعزيزه بأساليب متطورة ومبتكرة.
وبين عمادي أن الوزارة عقدت مؤتمرا بعنوان (مواجهة الفكر المتطرف.. الواقع والمأمول) جرى خلاله استعراض المشروعات التي بذلتها وزارات الأوقاف والهيئات والمؤسسات الاسلامية من جهود ومبادرات وتجارب والتعرف عليها والتعاون البناء بين تلك التجارب حتى تحقق هدفها المأمول.
وأثنى كذلك على توجه المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بمصر بعقده المؤتمر في تناول منهجية العلاج وسبل المواجهة في ظل وسطية الاسلام بحضور علماء الأمة واستعراض التجارب الناجعة في مواجهة هذه الظاهرة التي تشوه الاسلام.
وأعرب عن أمله أن يكون المؤتمر وبقية الجهود “وثبة على طريق هداية هؤلاء الشباب وصرخة مدوية لفهم حقيقة الاسلام الذي في أصله رحمة للناس والشعوب”.
وأكد أهمية المؤتمر ودقة مضمونه وعظيم أثره في هذه “الحقبة المهمة من تاريخ الأمة” مبينا أن ظاهرة الارهاب “ليست عابرة كبقية الظواهر الاجتماعية التي اعترت البشرية ثم تلاشت واندثرت”.
وقال عمادي “انما نحن أمام داء فتاك ومنهجية حانقة وفكر ضيق منحرف في منطلقاته مشوه في تصوراته معوج في تفكيره وهو فكر التطرف والارهاب والكراهية والاقصاء”.
وأضاف أن هذا الفكر “اتخذ من اشكاليات الأمة ومعاناتها في قضايا الاقتصاد والوحدة وتناقضاتها السياسية مطية لتنفيذ أجندته الخبيثة المشبوهة وسبيلا للعيش والتمدد والانتشار عبر بوابة العولمة وأدواتها من شبكة المعلومات وفضائيات”.
وأشار الى أن “هذا الفكر لا يقدم الاسلام للناس على النحو الذي أراده الله الأمر الذي دفع كثيرا من الشباب الى المحرقة باسم الدفاع عن الاسلام وحراسة حياضه وشوه صورة الاسلام ومنح المغرضين الذريعة للانقضاض على الفكرة الاسلامية غير مفرقين بين المبدأ والممارسة”.
وبين عمادي أن “هذا الفكر صبغ عمليات القتل والاغتيال لمن عصمت الشريعة دماءهم بثوب الجهاد في سبيل الله تحت مسميات عدة” كما جعل الجهاد غاية “مع أنه لم يكن يوما هدفا في ذاته ولا غاية مستقلة”.
ولفت الى ان الجهاد في الاسلام يعد وسيلة من ضمن وسائل عديدة لتحقيق الأهداف العظمى والآمال السامية ” لأن هداية الخلائق هي الأصل والجهاد فرع عليها “.
كما اكد وجود أمور تمثل أركانا للتطرف مازالت باقية وبحاجة الى تضافر أممي وتعاون جمعي لكي يتم القضاء عليه وذلك “رغم القضاء على تمدده الجغرافي وحضوره الميداني في كثير من البلدان كالعراق وسوريا”.
وأوضح في هذا الاطار “البنية الفكرية القائمة على تكفير الناس واقصاء المخالف ومعاداة الأوطان والديار واغتيال الحكام والمسؤولين واستحلال أموال الناس واعراضهم وبث روح الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد والحض على الكراهية وتأليب الشعوب على حكامها”.
وأشار الى ما وصفه ب”المنهجية اللقيطة المبتسرة” التي لم تعرفها الأمة عبر علمائها المعتبرين “كالنظر الى الشريعة باجتزاء منقوص واستلاب مهام ائمة الاسلام واجتزاء أحكام الاسلام بدون ضوابط والتلفيق بين النصوص وفهم الشريعة فهما ظاهريا دون اعتبار المقاصد واهمال النظر في المآلات والعواقب”.
ولفت عمادي كذلك الى استغلال الفضاء المعلوماتي “لبث أفكار هؤلاء الضالة والدعوة الى مبادئهم المنحرفة وللتعبئة الفكرية والتجنيد العسكري” مؤكدا ضرورة مواجهة هذه الأمور “بأسلوب عملي وجاد”.
وقال إن تجارب امتنا مع التطرف تقطع بأنه “كالورم السرطاني” ما يلبث أن يجتث أو يبتر الا يعود مرة أخرى.
وأعرب عمادي في كلمته عن الشكر للمسؤولين المصريين على الدعوة وحسن الضيافة.