من الواجب على الأمهات الاهتمام الدائم بأبنائهن وحسن تربيتهم، لكن هذا الاهتمام والتأديب والحفاظ عليهم يجب أن يصل للدرجة القصوى في بلاد الغربة، وذلك لأن تربية النشأ على أسس وقواعد متينة هو الحل الأنجح لمشكلة الاندماج في بلد الاغتراب.
فعيش الأطفال والمراهقين في المجتمعات الغربية له الأثر الكبير على نفسياتهم مالم يُهيئوا لهذا الحدث. فهناك الكثير من المشاكل التي من الممكن أن يتعرضوا لها؛ كاختلاطهم بأصحاب الديانات المختلفة في المدارس، إلا أن أهم مشكلة قد تواجههم وتدفع بهم الى الخجل أو الانطواء والعزلة هي مشكلة اللغة، فإن لم يكونوا مهيئين مسبقاً لتعلم لغة البلد الذي سيعيشون فيه فقد يتعرضون لمشاكل نفسية كبيرة.
كيف يمكن تهيئة الأبناء للعيش في الغربة؟
يجب على الآباء والأمهات تهيئة وإعداد أبنائهم قبل السفر للخارج، وذلك لن يتم إذا اقتصر الأمر فقط على توضيح الصواب وما يناسبهم وما لا يناسبهم كـ مُسلمين، وقالت “إنما يجب القيام بتعزيز الذات لديهم، لأنه حتى لو تم تعليم الأطفال والمراهقين أهم مبادئ المسلمين والعرب فأنهم لن يصمدوا أمام ما يرونه أمامهم مالم تكن لديهم ثقة عالية بأنفسهم وتقدير لذاتهم، وبالتالي يتعودون على عدم تقليد كل ما يرونه وإنما يكتفون بالنظر إليه نظرة عدم الرغبة فيه لأنه أمر لا يناسبهم”.
كيف نعزز الذات عند أبنائنا؟
– جعل الأبناء يعتمدون على أنفسهم في أمور حياتهم المختلفة من الأكل والشرب، الاستذكار، الملبس واللعب.
– إعطاء الإبن المزيد من الاهتمام والحب واشعاره بأنه مرغوب والانصات إليه عندما يتكلم.
– تنمية مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار لديهم، فإذا حدثت مشكلة ما للطفل مع أحد أصدقائه ينبغي عدم تقديم الحلول له فوراً، وإنما نتركه يوجد الحل بنفسه بعد النقاش معه، وحتى إن فشل في إيجاد الحل فإن مجرد المحاولة ترفع وتقوي إحترامه لذاته.
– استخدام أساليب وعبارات إيجابية لتوجيه الطفل.
– ترك المساحة واتاحة الفرصة له ليقوم بمساعدة الكبار في انجاز بعض الأعمال، الأمر الذي يرفع من معنوياته ويعزز تقديره لذاته.
– مدح الطفل أمام الآخرين، فهو من أكبر الأمور التي تجعله يشعر بقيمة نفسه ويعطيه الثقة.
واستخدام هذه الأساليب التربوية في تعزيز الذات لدى الأبناء هو بمثابة الوقاية لهم عند معايشة أوضاع لم يعتادوا عليها في بلادهم، فيرفضون الأخطاء في تلك البلاد برغبتهم وليس بالإجبار والإكراه.