أعربت إحدى أبرز علماء مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا» الفضائية زينب ناغي كوكس عن إعجابها بتزايد اهتمام الكويتيين يوما بعد آخر بالنظر الى النجوم عبر أجهزة التلسكوب في محاولة لاستكشاف الفضاء، هذا المسعى الصعب الذي يتطلب مساعدة من دول أكثر خبرة في هذا المجال.
وقالت كوكس في مقابلة صحفية عقب لقائها عددا من الباحثين والشباب الكويتيين على هامش زيارتها للبلاد إنها شهدت اهتماما من قبل الكويتيين بتكنولوجيا وبحوث الفضاء الأميركية.
وأضافت إنه من الممكن مساعدة الشباب الكويتيين على التعرف على الأقمار الصناعية المكعبة او الصواريخ، موضحة ان الأقمار الصناعية المكعبة تعد أقمارا صناعية صغيرة جدا تساعد الجامعات الأميركية الطلاب على بنائها من أجل منحهم خلفية عن كيفية عمل الأقمار الصناعية ووظائفها.
وأوضحت كوكس أنه عندما تفكر الدول في خطط لاستكشاف الفضاء فإن هذه الخطط عادة ما تكون الخطوات الأولى نحو تحقيق هذا الهدف، مشيرة الى أن «ناسا» تقدم العديد من التدريبات للطلاب الدوليين ذوي التوجه العلمي.
وأكدت أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تمتلك برنامجا فضائيا، مشيرة الى خطط دولة الإمارات العربية المتحدة لإرسال مركبتها الفضائية الخاصة الى المريخ في عام 2021 والتي سوف ترصد الظروف على الكوكب الأحمر.
ولفتت الى التعاون الحالي بين وكالة «ناسا» ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي على مراقبة سطح الأرض من خلال الأقمار الصناعية.
وبينت أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تقوم بقييم البيانات والتحقق منها من خلال القمر الصناعي التابع لـ«ناسا» «سماب» او مرصد رطوبة التربة النشيط السلبي وهو مرصد تم وضعه في مدار قطبي حول الأرض مصمم لقياس رطوبة التربة على كوكب الأرض.
وأعربت كوكس عن أملها في أن تلهم زيارتها المزيد من الطلاب للانخراط في العلوم والهندسة التكنولوجية والرياضيات.
كما عبرت عن إعجابها بأعداد النساء المشاركات في البحث العلمي بالكويت، مشيرة الى أنها التقت العديد من ممثلي المؤسسات البحثية والأكاديمية العامة والخاصة مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت وكلية العلوم والتكنولوجيا الكويتية وكلية تكنولوجيا الطيران على هامش زيارتها لدولة الكويت.
من جانبه، قال السفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان إنه يتم حاليا الإعداد للتعاون على الخرائط الأرضية لدولة الكويت بين وكالة حماية البيئة الكويتية وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وأضاف إن هذا التعاون سيشمل إرسال عدة باحثين من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الى دولة الكويت خلال شهرين لمساعدة العلماء الكويتيين على فهم بيئتهم بشكل أفضل بما في ذلك كيفية التعامل مع الظروف المناخية الصعبة مثل العواصف الرملية والجفاف.
وأعرب عن أمل الحكومة الأميركية في أن تساهم زيارة كوكس في تشجيع التعاون مع دولة الكويت في مجال البحث العلمي والتكنولوجي خاصة بعد توقيع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مذكرة تفاهم مع المسؤولين الأميركيين شملت التعاون في مجالات البحث والتعليم خلال زيارته لواشنطن في سبتمبر من العام الماضي.
وأوضح أن التواصل مع الناس والباحثين الآخرين المهتمين بالفضاء جزء مما تقوم به كوكس.
بدوره، قال نائب عميد كلية تكنولوجيا الطيران في الكويت مرزوق الشريفي إن الشباب الكويتيين لديهم رغبة قوية في التعرف على علوم الطيران.
وأضاف: زيارة كوكس للكويت تعود بالنفع علينا في قطاع الطيران إذ أجرت في وقت سابق جولة بالمعهد الأكاديمي وأعربت عن وجود فرصة جيدة للتعاون مع «ناسا».
وبين أن كلية تكنولوجيا الطيران التي تمتلك ثلاث طائرات صغيرة من طراز (سيسنا) وطائرة (غلف ستريم) الأميركية الصنع يمكن ان تستفيد من الخبرات الأكاديمية الأميركية من خلال محاضرات من قبل الخبراء او شراء المعدات.