أخلى القضاء اللبناني أمس سبيل الممثل زياد عيتاني بعدما تبيّن أنه بريء من تهمة التعامل مع إسرائيل، وأصدر مذكّرة توقيف في حق ضابطة رفيعة المستوى بتهمة تلفيق التهمة له لدوافع انتقامية، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
وقال المصدر ــــ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ــــ إن قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا أصدر أمرا بإخلاء سبيل الممثل الشاب وأصدر مذكّرة توقيف في حق الضابطة برتبة مقدّم سوزان الحاج ومقرصن معلوماتية أقرّ بأنه قرصن حسابات عيتاني على مواقع التواصل بهدف تلفيق التهمة له بطلب منها.
وأضاف المصدر «يعتبر زياد عيتاني حرّاً طليقا».
وأوضح المصدر أن القاضي «أنهى استجواب سوزان الحاج وواجهها بالمقرصن إيلي غبش، الذي أكد أنها كلفته هذا الأمر، وهي نفت ذلك». وقد أصدر القاضي مذكّرة توقيف بحقهما.
وأكّدت زوجة قرصان المعلوماتية أنها تلقّت عرضا مالياً من الضابطة في مقابل إقناع زوجها بالتراجع عن أقواله بأنها هي من أوعزت اليه بالأمر، وفقا للمصدر.
واعلن المحامي رشيد درباس ان المقدم الحاج كانت واثقة من نفسها، متماسكة وأبقت على إنكارها التهم الموجهة اليها، كاشفا ان لا دليل ملموس ولا تسجيلات صوتية تدينها، وأكد أن التحقيق معها كان ممتازا، وأثناء مواجهتها مع المقرصِن قالت له «إنك تفتري عليّ».
أبشع التهم
وخرج الفنان عيتاني عصر أمس من السجن، وكان يبدو عليه التأثر الشديد، وقال: «اتُّهمت بأبشع تهمة، وأحيي الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون والوزير نهاد المشنوق»، مؤكّداً أنّ «فرع المعلومات أنقذ العهد من الفضيحة».
وأوضح عيتاني بعد إخلاء سبيله أنّ «التحقيقات كانت صعبة، وتوقفت عند كل فاصلة ونقطة»، مشيراً إلى أنّ «لا أحد ظُلم كما ظلمت».
واجاب عن سؤال حول تعرّضه للتعذيب، بتأكيد ذلك.
وقبل وصوله إلى منزله في منطقة الطريق الجديدة، زار عيتاني الرئيس الحريري في بيت الوسط الذي استقبله استقبالا حارّا. ونشر الحريري في حسابه عبر «تويتر» مقطع فيديو من اللقاء.
وتوجّه الحريري للممثل والمخرج المسرحي بالقول «اليوم هو يوم عدالة، على الرغم من الظلم الذي لحق بك».
وأضاف انه «حدثت بعض الأخطاء، وجلَّ مَن لا يُخطئ، ومن حقّك أن تعرف التفاصيل لاحقاً».
من جهته، غرّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، قائلاً: «خشبةُ المسرح تنتظرُكَ، كلُّنا سنشاهدُكَ هذه المرّة، كي تروي لنا رحلةَ الظلمِ والحريّة».
وكان جهاز أمن الدولة أوقف في 23 نوفمبر الفائت الممثل المسرحي للاشتباه بأنه قام بــ«التخابر والتواصل والتعامل» مع إسرائيل، وهو ما أثار صدمة بين اللبنانيين، لا سيما في الأوساط الفنيّة والصحافية.
وذكر بيان لجهاز أمن الدولة حينها أن الممثل (42 عاماً) «اعترف» خلال التحقيق معه «بما نُسب إليه»، مشيرا إلى أن من بين المهام التي طُلبت منه «رصد مجموعة من الشخصيات السياسية الرفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كمّ من التفاصيل المتعلّقة بحياتهم ووظائفهم، والتركيز على تحرّكاتهم».
كذلك، تحدث البيان عن عمل الموقوف على «تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين».
ونشرت وسائل الإعلام المحليّة خلال فترة توقيفه تفاصيل، نقلتها عن «مصادر أمنية وقضائية» تحدثت عن اعترافه بالتواصل مع فتاة جنّدته للاستخبارات الإسرائيلية بعد «علاقة» بينهما.
وعلى ضوء المعلومات التي تناقلتها الصحافة اللبنانية، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مهينة وجارحة لم توفّر أحيانا عائلته والمقرّبين منه.
ولكن أصدقاء وأقارب للممثل تحدثوا عن انتزاع هذه الاعترافات تحت التعذيب، وهو ما نفاه جهاز أمن الدولة.
وفي منتصف ديسمبر، أُحيل الممثل الشاب إلى القضاء العسكري.
وفي مطلع الشهر الجاري شهد لبنان صدمة جديدة مع الإعلان عن توقيف سوزان الحاج للاشتباه بأنها هي من لفّقت التهمة له، بالاستعانة بقرصان معلوماتية.
وأفاد مصدر مطّلع على التحقيق حينها بأن سوزان الحاج «أقدمت على ذلك انتقاماً من عيتاني» لاعتبارها انه لعب دورا في تسليط الضوء على إشارة إعجاب لها بتغريدة ساخرة من قرار السعودية السماح للنساء بقيادة السيارات، مما تسبّب في إحراجها ونقلها من منصبها.