كويت تايمز: نعى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح علما من أعلام الكويت البارزين وأحد روادها في مجال التراث والفن والعلم والأدب وأول مدير لدار الاثار والمتاحف بالبلاد المغفور له بإذن الله تعالى طارق السيد رجب.
وقال الشيخ سلمان الحمود في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان رحيل رجب الذي غيبه الموت عن عمر ناهز 80 عاما يمثل خسارة كبيرة للأسرة الثقافية والفنية الكويتية والخليجية والعربية والإسلامية على حد سواء.
وبين ان دولة الكويت وهي تحتفل بإعلانها عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 يعز عليها أن يترجل أحد أعمدة ورواد ومؤسسي المتاحف الخاصة وفارس الاثار والثقافة الكويتية والإسلامية الذي كان له قصب السبق في تعريف القاصي والداني بتاريخ الكويت وحضارتها بإنشائه متحفه الخاص بمنطقة الجابرية عام 1980.
واضاف ان الفقيد يعد بحق صاحب أشهر متحف للمقتنيات الاثرية والمخطوطات العربية والاسلامية والمصاحف والمجوهرات والأزياء والمنمنمات التي تعود الى عصور الحضارة الاسلامية والتي يزيد عددها على 30 ألف قطعة ثمينة.
واشار الى ان الراحل فتح باب متحفه لاستقبال الزوار من عرب وأجانب لإيمانه بأن للثقافة مشارب متعددة ومنها متعة البصر لإمتاع العين وتغذيتها بالجمال لتأثيرها الإيجابي على سلوك الإنسان وفي تعامل الناس بعضهم مع بعض بمحبة وتسامح بغض النظر عن الاعتبارات الدينية أو العرقية.
وأكد الشيخ سلمان أن للمغفور له بإذن الله تعالى قيمة تراثية وفنية كويتية وخليجية وعربية وإسلامية كبيرة بما مثله من ثراء التجربة والموهبة بدأت علاماتها مبكرة ويعد مثالا للجد والاجتهاد والمثابرة.
واضاف ان الفقيد أثبت بجلاء كيف يمكن للانسان الكويتي أن يطور نفسه وأدواته الحياتية من خلال اتصاله وتأثره بحضارات الأمم الأخرى وهو أول كويتي يتم ابتعاثه للخارج الى المملكة المتحدة لدراسة الفن وعلم والآثار حيث عين بعد عودته مديرا لإدارة الآثار والمتاحف بالكويت عام 1958 إلى أن استقال منها عام 1969.
وذكر ان الفقيد كان علما أصيلا معطاء في حقول تربوية وفنية وإنسانية عديدة واتسم بطبعه الهادئ الرزين والمثقف كما انه عميق المعرفة والاهتمام بالشؤون الفنية والثقافية والأثرية ومنفتح على كل التيارات الثقافية المحلية والعالمية ما وضعه في مقدمة رجالات الثقافة والآثار العربية والإسلامية.
ووصف الشيخ سلمان متحف طارق السيد رجب بأنه نافذة كويتية على الثقافة والتاريخ العربي والإسلامي بما يضم بين جدرانه من مقتنيات وآثار من العديد من دول العالم التي قام بزيارتها.
وثمن مسيرة حياة الفقيد رجب كونه من الشخصيات الوطنية المهمة والأساسية والفاعلة في دعم الحركة الثقافية والفنية في البلاد ومن الأوائل إن لم يكن الأول ممن دعوا إلى الحفاظ على بيوت الكويت الحجرية العريقة بما ترسخ في فكره من حب للكويت والحفاظ على تراثها المادي من خلال عمله في مقتبل عمره في جزيرة (فيلكا) منقبا عن آثارها.
وتقدم الشيخ سلمان الحمود بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة فقيد الثقافة والآثار الكويتية والعربية والإسلامية وإلى محبيه ومريديه في الوطن العربي والإسلامي داعيا المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله جميل الصبر والسلوان.