اكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله اليوم الجمعة، ان فلسفة الكويت بمساندة لبنان عبر التنمية المجتمعية والاقتصادية التي تجفف منابع التوتر تصب في دعم الجيش وقوات الامن للتركيز على حماية استقرار لبنان وامن شعبه الشقيق.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة حضوره على رأس وفد رسمي رفيع ممثلا لدولة الكويت في مؤتمر (روما 2) الوزاري الدولي لدعم الجيش وقوات الأمن اللبنانية، الذي اختتم أعماله مساء امس الخميس في العاصمة الايطالية بحضور ممثلي 40 دولة والامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية والممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية.
وقال الجارالله ان الاجتماع ناقش الاوضاع في لبنان والسبل الكفيلة بتعزيز قدرات الجيش وقوات الامن اللبنانيين بعد ان استشعر المجتمع الدولي الوضع والظروف الامنية الصعبة وانعدام الاستقرار في هذا البلد الشقيق.
واضاف ان هذا التحرك الدولي يأتي استمرارا لما بدأه في اجتماع اول عقد في روما عام 2014 حول امكانية تعزيز قدرات الجيش وقوات الامن في لبنان ادراكا للظروف الامنية سواء الداخلية او تلك المحيطة وتعقيداتها ما يتطلب وجود جيش متماسك وقوي وقادر على بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.
واشار نائب وزير الخارجية الى ان ذلك يتطلب ايضا تعزيز القوات الامنية اللبنانية لتمارس دورها الطبيعي في الحفاظ على الامن والاستقرار الداخلي لاسيما ان لبنان مقبل في شهر مايو على انتخابات عامة في كافة مناطق البلاد.
وذكر ان دولة الكويت شاركت في هذا العمل الدولي ومنذ اجتماع روما الاول ادراكا منها للوضع الامني في لبنان والمخاطر المحيطة وحرصا على دعم الجيش وقوات الامن من خلال التنمية الشاملة لما لها من اثر كبير في ترسيخ السلم المجتمعي باعتباره اساس دعائم الامن العام.
وفي هذا الصدد اشار ممثل الكويت في الاجتماع الوزاري الدولي الى ما تقوم به الكويت من جهد تنموي كبير وواسع في كافة مناطق وارجاء الجمهورية اللبنانية من خلال العمل النشط للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في مختلف مرافق الحياة في لبنان.
وقال ان دولة الكويت بهذا العمل التنموي الذي يساعد الاخوة في لبنان على النهوض بالأوضاع الاقتصادية تسعى بشكل غير مباشر الى تخفيف العبء الامني عن الجيش اللبناني وقوات الامن عبر دعم مسار التنمية والبناء والمساعدة في توفير فرص العمل والحياة الكريمة التي تجنب كثيرا من الصعوبات والمشكلات التي تنجم عن الاحباط والبطالة وتعطل العمل التنموي.
واضاف ان تفشي البطالة وصعوبة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية يهيئان بيئة خصبة وحاضنة للفكر المتطرف والارهاب الذي يشكل في نهاية الامر عبئا امنيا ثقيلا على قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني لذا يشكل المسار التنموي الكويتي في البنية التحتية والتعليم والصحة والاسكان في لبنان دعما غير مباشر لأمنه واستقراره.
الفلسفة الكويتية
واوضح نائب وزير الخارجية ان تلك هي الفلسفة الكويتية لدعم لبنان ولتخليصه من براثن الارهاب الذي يكون بؤر توتر وبثور تخريبية تضرب لحمة نسيج المجتمع اللبناني وامنه متمنيا في الوقت ذاته للجيش اللبناني التماسك والقدرة على مواجهة التحديات الماثلة داخليا او خارجيا من اجل استقرار وامن الشعب اللبناني الشقيق.
واشاد الجار الله بمستوى النقاشات التي شارك بها رؤساء الوفود في المؤتمر ونتائجه التي تمثل دعما غير محدود للجيش اللبناني وقوات الأمن تجسدت في الالتزامات التي قطعتها الدول المشاركة لدعم لبنان وبنيته العسكرية سواء بالسلاح أو بالأفراد أو التأهيل والمساعدة في تلبية مطالب لبنان لسد احتياجاته في كافة المجالات العسكرية.
ورحب نائب وزير الخارجية الكويتي بنجاح المؤتمر الذي كان بمنزلة مظاهرة تأييد دولية للبنان ودعم قدراته وقواته الامنية وجيشه تجاوبا مع خطاب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وندائه الواضح والصريح للمجتمع الدولي من اجل دعم ومساندة بلاده واستقراره الذي ينعكس على استقرار المنطقة بأسرها.
واعتبر رئيس وفد الكويت في ختام تصريحه ان مؤتمر روما الثاني حقق اهدافا كثيرة وكبيرة جسدت الحرص الدولي الواضح على دعم الجيش وقوات الامن مستكملا ما بدأه في المؤتمر الاول وفي سياق المبادرات الدولية التي ستتواصل في المؤتمر القادم بباريس والمخصص لدعم العمل التنموي في لبنان.
وضم وفد دولة الكويت الى مؤتمر روما الثاني برئاسة نائب وزير الخارجية خالد الجارالله كلا من سفير الكويت في ايطاليا الشيخ علي الخالد الصباح وسفير الكويت في لبنان عبدالعال القناعي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب وزير الخارجية السفير أيهم العمر ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر الهين.