كويت تايمز: عقــد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي بعد ظهر أمس في قاعـــة مجلس الوزراء بقصر السيــــف، برئاسة سمو الشيخ جابـر المبـارك رئيس مجلــس الوزراء، وبعد الاجتماع صرح وزير الدولـة لشؤون مجلس الوزراء الشيـخ محمد العبد اللـه بما يلي:
اطلع مجلس الوزراء في مستهل اجتماعه على الرسالة التي تلقاها سمو الأمير من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، المتضمنة التعبير عن التقدير والامتنان على ما تقدمه دولة الكويت من جهود مشهودة لخدمة اليمن وشعبه، التي تستهدف تعزيز تلك الجهود والتوصل إلى كل ما من شأنه حقن دماء الأشقاء في اليمن واستعادة استقراره.
كما اطلع مجلس الوزراء على الرسالة التي تلقاها سموه من د.حيدر العبادي رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، التي تأتي في إطار العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين الشقيقين، وأوجه تنميتها وتطويرها في جميع المجالات.
ثم أحاط النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مجلس الوزراء علماً بنتائج المباحثات التي أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية د.نبيل العربي خلال الزيارة التي قام بها للبلاد، التي تم خلالها بحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربية.
كما أحاط الخالد المجلس بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التي منحه خلالها سمو الأمير وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة، تقديراً لجهوده المبذولة والمميزة في مجال العمل السياسي والخدمات الجليلة التي قدمها سعياً لنشر السلام الدولي.
وأحاط الخالد مجلس الوزراء بفحوى نتائج لقائه معه، الذي تناول دور الأمم المتحدة في إحلال السلام، وكذلك الجهود المبذولة لإنجاح مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت لعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن وحقن دماء شعبه الشقيق، بالإضافة إلى بحث المستجدات في ملف الأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
كما استمع مجلس الوزراء إلى شرح قدمه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس الصالح، حول الانعكاسات المترتبة على خروج المملكة المتحدة من كيان الاتحاد الأوروبي إثر نتائج الاستفتاء، وتأييد الشعب البريطاني للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن الاستثمارات الكويتية في بريطانيا تعتبر أصولاً ملموسة تتمثل في العقار والبنى التحتية والسندات الحكومية والأسهم، مما يعتبر استثمارات عالية الجودة وطويلة الأجل، وأوضح أن ثمة آثارا مباشرة لا يمكن استبعادها خلال الفترة الحالية، تتمثل في سعر صرف الجنيه الإسترليني واليورو وأسعار الفائدة.
ونوه الصالح بأن بنك الكويت المركزي يتابع جميع التطورات والتداعيات المتعلقة بهذا الأمر لدراسة آثارها محلياً، مؤكداً استعداده لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار النقدي والمالي في البلاد.
وضمن إطار حرص الحكومة واهتمامها لتعزيز وإعادة الروح الوطنية لفئة الشباب بدولة الكويت، استعرض المجلس الدراسة التي أعدها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بشأن تعزيز الهوية الوطنية في دولة الكويت (دراسة الواقع واستشراف المستقبل)، واستمع المجلس بهذا الصدد إلى عرض قدمه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، وأعضاء اللجنة المكلفة إعداد الدراسة، تضمن شرحاً لأبرز ما جاء بالدراسة من بحث في قضية الهوية الوطنية وتحليل مقومات وجودها في الوعي العام، والتعرف على أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الهوية والانتماء الوطني في دولة الكويت، وتقديم تصور يمكن الاعتماد عليه في تأصيل الهوية الوطنية ومواجهة الأخطار التي تواجهها وتعزيز مسارها في المجتمع.
كما ركزت الدراسة على أهم السلبيات التي تحتاج إلى معالجة سريعة في مجالات التعليم والشباب والإعلام والأمن والتحزبات.
ودار الجزء الثاني من الدراسة حول أثر التواصل الاجتماعي في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب الكويتي للحيلولة دون تأثرهم السلبي بالفوضى المعلوماتية، في حين ركز الجزء الثالث من الدراسة على البرامج والمشاريع التنفيذية التي تسهم بتحقيق الهوية الوطنية وهي المشاريع التربوية والثقافية والإعلامية.
وقد عبّر المجلس عن شكره وتقديره للجهود المبذولة في إعداد هذه الدراسة الشاملة، التي من شأنها تعزيز الروح الوطنية لدى الشباب الكويتي، بما يحقق رؤية ورسالة وأهداف تعزيز الهوية الوطنية في دولة الكويت.
ثم بحث مجلس الوزراء شؤون مجلس الأمة، واطلع بهذا الصدد على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الأمة.
كما بحث مجلس الوزراء الشؤون السياسية في ضوء التقارير المتعلقة بمجمل التطورات الراهنة في الساحة السياسية على الصعيدين العربي والدولي، وبهذا الصدد دان المجلس العمل الإرهابي الذي وقع في مخيم الركبان بالمملكة الأردنية الهاشمية يوم الثلاثاء الماضي بالقرب من الحدود السورية، الذي أسفر عن مقتل العديد من منتسبي القوات المسلحة وجرح آخرين، مؤكداً موقف دولة الكويت الرافض لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتنافى مع جميع الأديان والقيم والأعراف الإنسانية، ويتقدم بخالص التعازي والمواساة لجلالة الملك عبدالله بن الحسين ولحكومة المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ولأسر الضحايا، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، مجدداً دعوته للمجتمع الدولي لتجسيد التضامن العالمي لمحاربة الإرهاب في جميع صوره وأشكاله، مؤكداً مساندة دولة الكويت لكل جهد يسهم في مواجهة آفة الإرهاب والقضاء عليه.