في حياة كل شخص منا الكثير من الامور التي تسبب لنا التوتر والقلق، وهذا بالطبع له تأثيرات نفسية وبدنية، وقد يصل الامر إلى مشكلات جلدية؛ مثل حب الشباب وتساقط الشعر وتقصف الاظفار، فالتوتر قد يثير الجلد، ولذلك من المهم جدا أن نقلل من التوتر وألا نسمح بزيادته حتى لا نتعرض للعديد من المشكلات.
عندما نتعرض للتوتر فإن الكورتيزول، الذي هو هرمون التوتر في الجسم يرتفع، ما يسبب زيادة انتاج الدهون التي قد تؤدي إلى ظهور حبوب بشرة مؤقتة نتيجة زيادة الإفرازات أو حدوث بشرة دهنية، فالتوتر يؤثر سلبا في وظيفة الحاجز الموجود على الجلد ما يؤدي لفقدان الماء وايقاف قدرة الجلد على إعادة إصلاح نفسه.
يحتاج الجلد إلى بعض الوقت للشفاء بسبب الاصابة بالتوتر، وهذا يعتمد على وقت التوتر وفترته، فكلما قل التوتر وانخفض كانت النتائج أفضل، فحالات التوتر الشديد قد تصيبنا بالاكزيما او الصدفية.
أما تأثيرات التوتر في الشعر، فقد تكون نتيجته سقوط الشعر عند الرجال والنساء، فالتساقط بغزارة هو مشكلة شائعة الحدوث يمكن ان تحدث لمدة تصل إلى ثلاثة اشهر، بعد التعرض لحادث يسبب ضغطاً وتوتراً، وبعد سقوطه الأولى للمرة يمكن ان يعود الشعر للنمو بعد مدة ما بين 6 و9 اشهر.
ومن اسباب سقوط الشعر أيضا الولادة او الجراح، فخلال هذه الاوقات يأخذ الجسم فترة راحة من نمو الشعر، ويكون التركيز منصبا في الشفاء، وقد تكون النتيجة ألا ينمو الشعر من جديد.
لا يمكن لأحد التنبؤ بتأثيرات التوتر في الشعر وسقوطه، ولذلك علينا عندما نجد تساقطا للشعر التوجه للطبيب لتقدير الموقف، والتعرف على ما إذا كانت الاسباب طبية ام لا، فالسقوط قد يكون بسبب الولادة أو الجراحة، أو تناول انظمة غذائية غريبة تشتمل على نوع أو نوعين من الغذاء فقط، أو ربما بعد القيام بحمية شديدة قد تسقط الشعر.
الأظفار ايضا وقضمنا لها وحكها وتشققها وتقصفها هي من النتائج الطبيعية لارتفاع مستوى التوتر لدينا، فالواحد منا يصاب بحالة عصبية تدفعه احيانا إلى قضم الاظفار وظهور حواف لها، ما يجعلها بصورة مشوهة، إلى جانب أن التوتر العاطفي او البدني يمكن ان يسبب خطوطا بيضاء افقية على الاظفار.
من المفيد تعريف المرضى بأن التوتر قد يكون سببا وراء الحالة التي يعيشونها والامراض التي يتعرضون لها، ومن الواجب تقديم الوسائل التي تساعدهم ليكونوا قادرين على التكيف مع مشكلات الجلد المرتبطة بالتوتر، وخصوصاً مرضى الاكزيما وحب الشباب والصدفية والامراض الجلدية المرتبطة بزيادة إفراز الدهون، حيث تكون الاعراض الخارجية واضحة جداً عليهم، وتكون ربما بسبب التوتر.
إن اتباع بعض الامور التي تساعدنا على التغلب على التوتر امر بالغ الاهمية، كأن نتعرف على المشكلة التي تقف وراء ظهور الاعراض ومحاولة الحد من التوتر وتقليله، مع ممارسة التمارين الرياضية، وتجنب الاستحمام بالماء الحار جداً واستخدام صابون خال من المنظفات، ووضع واق من اشعة الشمس.