تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أقيم صباح اليوم حفل ختام جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته بدورتها التاسعة وذلك على مسرح قصر بيان.
هذا وقد وصل سموه رعاه الله مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل كل من وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور فهد محمد العفاسي وأعضاء لجنة مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويد تلاوته.
وشهد الحفل سمو الشيخ جابرالمبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس محكمة التمييز ورئيس المحكمة الدستورية المستشار يوسف جاسم المطاوعة وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية كلمة بهذه المناسبة هذا نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أصحاب السمو والمعالي الشيوخ الموقرين سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله معالي الوزراء المحترمين الضيوف الكرام الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدأ كلمتي بحمد الله الذي من علينا بالإسلام دينا وديانة وأنعم علينا بالقرآن منهجا ودستورا وهيأ له من يستظهره ويحفظه جيلا بعد جيل وتفضل علينا بمن أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ويسعدني أن أكرر ترحيبي بالمشاركين من المشايخ والحافظين على ثرى الكويت الطيبة وفي مناسبة من أظهر المناسبات يتوق القلب إليها ويخشع عند حضورها مناسبة تحيط بها الملائكة يشهدونها ويبلغون رب العزة أن ثمة رجالا ظلوا يذكرونك ويتسابقون في حفظ كتابك ويتنافسون فيه يبتغون مرضاتك ويرجون رحمتك ويخافون عذابك.
الحفل الكريم وتمضي السنون وينمو الزرع ويكبر الغرس ويؤتي ثماره جنية ممتعة للناظر ومبهجة للمستظل بظله ذلكم الغرس الذي يرعاه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه برعاية هذه الجائزة المباركة كل عام رعاية أبوية شخصية والتي غدت تاجا في منظومة المسابقات ودرة في عقد الجوائز ومازال يوليها سموه عظيم عنايته وفائق رعايته حتى أضحت بحمد الله شجرة باسقة تطاول عنان السماء أصلها ثابت وفرعها في السماء تعنى بأهل القرآن ولدانا وشيبا حفاظا ومبتدئين تؤتي كل عام أكلها وتزداد بهجة ونضارة وتتطور عاما بعد عام بفضل الله وكرمه ثم بما توليه سيدي صاحب السمو من العناية والاهتمام بها مع حرصك البالغ على حضور الحفل الختامي كل عام مع كثرة المهام وتعدد المسؤوليات فشكر الله سعيكم وجعل ذلك في صحيفة حسناتكم ورفع قدركم في الدارين وحفظكم بحفظكم للقرآن ورعاية أهله.
أيها الحفل الكريم انقضت تسع دورات من هذه الجائزة وهي تزداد تألقا وبهاء وزيادة في إقبال المشاركين عليها من فئات مختلفة صغارا وكبارا حتى شهدنا زيادة ملحوظة في عدد المتقدمين لهذه المسابقة في هذا العام وتنافسا قويا في الحفظ والإتقان فصار اسم الكويت يتردد في آفاق الأرض وعنان السماء كدولة راعية للقرآن معتنية بأهله مكبرة من شأن ما يحتويه من قيم أخلاقية رائدة ومشتركات إنسانية فاضلة وتشريعات حكيمة رائدة وذلكم هو هدف المسابقة : بث روح التسابق في الخيرات على ثرى هذه البلاد المباركة حرسها الله وزادها أمنا وأمانا واطمئنانا ورخاء والتي عرف أهلها منذ القدم بالاعتناء بحفظ القرآن ومدارسته حتى غدا القرآن بوسطيته واعتداله مكونا أساسيا من مكونات الهوية الكويتية المتضلعة بمعاني الوسطية والاعتدال وغدت السماحة المجتمعية وقبول الآخر والتعايش بين الأطياف بسلام وأمن طابعا عاما وقاسما مشتركا وسمة أساسية تغطي كل مظاهر الحياة في الجماعة الكويتية القديمة والحديثة ساعد على ذلك تعامل الإنسان الكويتي القديم مع شعوب مختلفة المشارب واللغات والعادات والحضارات نقل اليها وأخذ منها وتفاعل معها وزود مجتمعه بخير ما تحمله هذه الشعوب من أفكار وعادات وسبل حياة لا تعارض مع أحكام الدين والخصوصية الكويتية.
الحفل الكريم إن مما تنعم به الكويت من أمن وأمان وازدهار واستقرار وتسامح وتعايش بين أهلها لهو بفضل الله ثم بفضل تمسك قيادتها الكريمة وعلى رأسها حضرة صاحب السمو أمير البلاد بالقرآن باعتباره أهم مكون من مكونات الشخصية الكويتية التي عرفت بحبها للخير وتسامحها مع الآخر وتسلحها بقيم الوحدة الوطنية والتعايش السلمي والحوار الحضاري وإرساء قواعد العدل والقيم الإنسانية والحضارية النبيلة التي عززها القرآن وأكدها وشارك في تشكيلها ورسم معالمها.
وقد قامت الوزارة في سبيل إنجاح هذه الجائزة القيمة بوضع تصور متكامل لإقامة هذه المسابقة وكونت فرقا ولجانا ووضعت الأسلوب الأمثل في كيفية تحكيمها واختيار مجموعة أهل العلم والاختصاص والخبرة في القرآن وحفظه وتجويده من شتى أقطار العالم الإسلامي كما تم وضع منهج للتحكيم يتميز بالدقة والعدالة والموضوعية حتى تخرج هذه الجائزة بالصورة اللائقة بالقرآن العظيم.
الحفل الكريم وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل والثناء المقدر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على عنايته الأبوية الحانية واهتمامه البالغ بجائزة الكويت الدولية ولولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ولسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح حفظه الله كما أتوجه بالشكر لكل من شارك وساهم في إنجاح هذه الجائزة.
وإني أسأل الله تعالى أن يحفظ الكويت أميرا وحكومة وشعبا وأن يديم عليها الامن والأمان وأن يجعلها سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
ثم تم عرض فلم بعنوان “الدورة التاسعة” بعدها تفضل سموه رعاه الله بتكريم لجان التحكيم وتقديم الجوائز على الفائزين والجهات الفائزة بمسابقة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته.
كما تم تقديم هدية تذكارية إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بهذه المناسبة.
وقد غادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.