هدّد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، محمد التليلي المنصري، بإسقاط كل لائحة “متورطة” في التأثير على السير العادي لعملية الاقتراع، مهما كان الحزب الذي تتبعه، أو الجهة التي تقف وراءها.
وجاء ذلك، ردًّا على انتقادات طالت الهيئة في تعاملها “غير العادل” مع الأحزاب، حيث تواجه حركة النهضة الإسلامية تهم استخدام المال السياسي وحصانة النواب لشراء الأصوات والتأثير على الناخبين.
وتفاعلاً مع مناشدة رئيس الحكومة يوسف الشاهد للهيئة بالتدخل لملاحقة المتورطين في ارتكاب خروقات وأعمال مشبوهة يوم الاقتراع، أمام جهاز القضاء، قال التليلي إنّ هيئته مستقلة بنص الدستور وهي ماضية في تطبيق القانون على المعنيين بالقضية.
وأوضح التليلي أن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الأحد، قد بلغ مليون و796 ألف و154 ناخب، بنسبة تصويت أولية بلغت 34.7 بالمئة من مجموع الأصوات المُعبّر عنها.
واعتبر النسبة “عادية والمهم عندنا هو تنظيم الانتخابات البلدية لاستكمال مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد”، بينما رأى محللون أنّ نسبة المشاركة ضعيفة وتؤشّر على فشل الساسة والأحزاب في استقطاب الناخبين.
وأكد رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، أنّ الانتخابات البلدية سجلت نسبة هي الأضعف من كل المحطات السابقة (الانتخابات الرئاسية والتشريعية) والتي جرت بعد الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في يناير2014.
وطالب الشاهد قادة الأحزاب والمرشحين للانتخابات البلدية بـ”ـفهم رسالة التونسيين من خلال نسب المشاركة الضعيفة، والعمل على تطوير خطابهم، واستعادة ثقة المواطنين، والاهتمام بانشغالات الشعب والقيام بإصلاحات تستجيب لتطلعاتهم”.
ولم تكترث حركة النهضة بسيل الانتقادات وتجاوزت نتيجة الانتخابات إلى التخطيط لحبك تحالفات مع حركة نداء تونس العلمانية، حيث أبرز الناطق باسم الحزب الإسلامي أنّ “نتائج انتخابات 2014 ستتواصل وتظل قائمة وموجودة”.
وشدد أنّ البلديات “تحتاج إلى حوار بين الأطراف الفائزة كما تحتاج إلى تشكيل تحالفات داخل المجالس المنتخبة، ولكن المؤشرات المتوفرة تشير على فوز النهضة والنداء وبالتالي تحالفهما أكيد”.
وأعلن رئيس مجلس شورى الحركة، عبد الكريم الهاروني، رفض حزبه “التشكيك في مصداقية الانتخابات والطعن في الهيئة المستقلة”، موضّحًا أنها “تحتاج الدعم لأنها أنهت مهمتها بنجاح، والاختلالات التي وقعت طفيفة ولا يمكنها التأثير على النتائج”.
وهاجم رئيس شورى “النهضة” الأحزاب المنددة بسيطرتها على غالبية مقاعد البلديات، مبرزًا أن “من ينهزم في الانتخابات لا يجب أن عليه أن يبحث عن مبررات لدى الآخرين، وأن من يواصل تبرير فشله بالآخرين سيتراجع وسيجد نفسه في انتخابات 2019 بوضعٍ أسوء”.