إسرائيل للأسد: أبعد سليماني عن سوريا

111-5

في وقت تتحضر إسرائيل لجولة جديدة من المواجهة مع إيران على الساحة السورية، بعد الاشتباك الصاروخي الأول من نوعه بين الطرفين فجر الخميس، ما زالت ردود الفعل تتوالى، حيث عزّزت إسرائيل، الإجراءات الأمنية في سفاراتها والمؤسسات اليهودية حول العالم، خشية تعرضها لـ«هجمات إيرانية انتقامية». وأرجعت صحيفة يديعوت أحرونوت ذلك إلى «الخوف من إيران المحبطة من الفشل في إطلاق صواريخ على مرتفعات الجولان، ستحاول الانتقام من خلال تنفيذ هجمات في الخارج».
إلى ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي، أمس، صوراً وخرائط، قال إنها لأهداف إيرانية استهدفها في الأراضي السورية. جاء ذلك في تغريدة نشرها الناطق باسم الجيش، أفيخادي أدرعي، عبر «تويتر»، تضمّنت عبارات توضيحية باللغة العربية. وتظهر الخرائط 4 مواقع، قال الجيش إنها «استخبارية إيرانية في كل من تل القليب وتل غربة وتل مقداد وتل النبي يوشع (جنوب سوريا)». ونشر صوراً أيضاً لموقعين، أحدهما للخدمات اللوجستية شمال دمشق، وآخر تابع لـ«فيلق القدس» الإيراني في الكسوة بريف دمشق، شمل مباني تخزين وسيارات.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن الجيش الإسرائيلي قوله إن «الأهداف شملت أيضاً مواقع لميليشيات موالية لإيران (لم يحددها) قرب الحدود السورية الجنوبية، تشمل مواقع للمراقبة وجمع المعلومات».
وذكر الجيش أن العملية التي نفذها أمس، سميت «بيت الورق»، واستمرت ساعة ونصف الساعة، تم خلالها استهداف 50 موقعاً، «وهي العملية الأوسع ضد سوريا منذ عام 1974»، وهي جزء من عملية أوسع أطلق عليه اسم «الشطرنج».
وقال الجيش الإسرائيلي إن الأهداف «لم تكن تعمل شرقاً وجنوباً وشمالاً ضد مقاتلي المعارضة، الذين يسيطرون على مناطق حدودية، بل غرباً باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان.
وأقر الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى، أمس، بمسؤوليته عن مهاجمة قاعدة «تي فور»، الشهر الماضي، التي أسفرت عن مقتل 7 إيرانيين، وبرر مهاجمة القاعدة بقيام إيران بنقل صواريخ أرض ــ جو بمدى 110 كيلومترات إليها، بحسب صحيفة هآرتس.

إبعاد سليماني
في سياق متصل، توالت الرسائل الإسرائيلية إلى نظام الرئيس بشار الاسد، فبعد أن قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه مرر رسالة واضحة للأسد أن عمليات إسرائيل موجهة ضد أهداف إيرانية، ولكن إذا تحرك الجيش السوري ضدها، ستتحرك ضده، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، الرئيس السوري بإبعاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من سوريا.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ليبرمان، خلال جولة قام بها في هضبة الجولان، قوله: «ندعو الرئيس الأسد إلى إبعاد القوات الإيرانية، وتحديداً فيلق القدس وقائده قاسم سليماني، عن سوريا».
وأضاف ليبرمان «أن تواجد هذه القوات لا يساعد نظام الأسد، وإنما يسبب له مشاكل وأضراراً.
ورداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي قال فيها إنه لا يريد التصعيد في المنطقة، قال ليبرمان: «آمل أن تترجم هذه الأقوال إلى الأفعال وألا تكون مجرد كلام».
وكان روحاني قال خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من دون التطرق إلى الضربات الإسرائيلية في سوريا، أن إيران لا تريد «توترات جديدة» في الشرق الأوسط.
من جهته، وجه رجل الدين الإيراني البارز أحمد خاتمي تحذيرات لإسرائيل خلال خطبة الجمعة في طهران، وقال «سنطور قدراتنا الصاروخية رغم الضغوط الغربية.. لتعرف إسرائيل أنها إذا تصرفت بحماقة فسيتم تدمير تل أبيب وحيفا بالكامل»، فيما ترددت هتافات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل».

لا «إس ــ 300» للأسد
في مقابل ذلك، أثمرت الضربات الإسرائيلية على سوريا وزيارة نتانياهو إلى موسكو نتائجها، حيث نقلت صحيفة إزفيستيا الروسية عن فلاديمير كوجين، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يشرف على المساعدات العسكرية للدول الأخرى، قوله أمس إن روسيا لا تجري محادثات مع النظام السوري لإمداده بصواريخ إس ــ 300 أرض جو المتطورة، ولا تعتقد أنها ضرورية، في تحول في موقف موسكو على ما يبدو.
وكان نتانياهو مارس ضغوطاً كبيرة على بوتين، كي لا يمد سوريا بالصواريخ، غير ان الكرملين قلل من فكرة تراجعه عن المسألة أو أن أي قرار مرتبط بزيارة نتانياهو.

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.