قالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن «عددا من المسؤولين الأمريكيين، يرجحون أن يكون زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، لا يزال على قيد الحياة، وهو ما ينفي شائعات عن اعتقاله أو مقتله في غارات ضد المتطرفين في سوريا أو العراق.
وبحسب المصادر، فإن زعيم «داعش» لم يوقف نشاطه الإرهابي ويمضي قدما في مشروع إرهابي خطير، حتى وإن كان قد مني بخسارة ميدانية واسعة.
وفقد «داعش» أغلب المدن التي سيطر عليها منذ إعلانه ما سمي بدولة الخلافة من فوق منبر جامع النوري في الموصل سنة 2014، وتزعمت واشنطن تحالفا دوليا للقضاء على التنظيم المتطرف.
وفي العام الماضي، مثلا، وبينما كان «داعش على وشك السقوط في سوريا والعراق، لكن مع ذلك، ظل البغدادي منشغلا بمسألة التدريس ومناهجه، فنادى على عدد من كبار معاونيه حتى يرسم استراتيجية تضمن «استقطاب الجيل الجديد وبث الأفكار المتشددة في عقوله».
وقال قيادي سابق في «داعش»، أوقف في عملية عراقية أمريكية مشتركة، إن البغدادي نادى على مساعدين له في تلك الظروف «العصيبة» حتى يطمئن على المستقبل الأيديولوجي للتنظيم.
وأضاف القيادي المتشدد الملقب بأبي زيد العراقي، في تصريح بُثَ على التلفزيون العراقي، أن «عددا من القادة الكبار حضروا اللقاء، وهو ما يظهر أن لداعش رهانا بعيد المدى لا يتأثر بخسائر طارئة على الأرض».
ويعتقد مسؤولون من مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، أن أبا بكر البغدادي، يرتب استراتيجية بعيدة المدى، حتى يتجاوز التراجع الكبير لمقاتلي التنظيم في الوقت الحالي داخل سوريا، بعدما كانت لداعش جاذبية كبرى خلال السنوات الماضية، بالنظر إلى المكاسب التي يغنمها المنضوون تحت لواء التنظيم المتطرف.
ويستند المسؤولون الأمريكيون، في هذا السيناريو إلى معلومات مخابراتية فضلا عن تحقيقات أجريت مع معتقلين من التنظيم المتشدد، بحسب «واشنطن بوست».
وتضيف الصحيفة أن «البغدادي يرى في الإيديولوجيا المتشددة إنقاذا للتنظيم في ظل التراجع الميداني، كما أنه يعتزم أيضا الانتقال من حالة «الخلافة» التي تبسط سيطرتها على أراض معروفة، إلى جماعة من المتشددين تشن عمليات مباغتة وتواصل نشاطها في الاستقطاب».
ويرى نيكولاس راسموسن، وهو مدير سابق لمركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، أن داعش يتجه إلى العمل في شكل منظمة سرية، فبعدما تم دحره من معاقله، غادر المتشددون على شكل خلايا.
وذكر عنصر كبير في داعش، تواصل مع «واشنطن بوست» شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، ذكر أن البغدادي وكبار معاونيه قرروا إعطاء الأولوية لغسيل دماغ الأطفال، سواء في العراق وسوريا أو في الخارج عن طريق الإنترنت الذي بات ساحة للاستمالة، وسط ضغوط متزايدة من حكومات غربية على شركات التقنية الكبرى.
وقال المصدر إن «قيادة داعش تدرك أنه حتى في حال اختفاء ما سميت دولة «الخلافة»، يظل المجال مفتوحا للتأثير على الجيل المقبل، على اعتبار أن الأفكار لا تفنى، حتى إن تراوحت السيطرة الميدانية بين المد والجزر.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …