فيما ثمن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبكل التقدير عطاءات كوكبة القيادات والرجال الأوائل الذين ساهموا بعطائهم المتميز في فترات تاريخية مهمة مرت على الوطن، استذكر سموه بكل الاعتزاز دور وزارة الخارجية، الكيان السياسي العريق، كأحد مراكز تخريج شخصيات متميزة من سفراء ورجال دولة وشهداء.
وقام صاحب السمو مساء أول امس، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، بزيارة الى مبنى وزارة الخارجية، حيث شهد سموه حفل تطوير وتوسعة مقر ديوان وزارة الخارجية، وافتتاح القاعة الكبرى متعددة الاغراض في الوزارة.
وكان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله، وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية. وشهد الحفل رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وكبار الشيوخ وكبار مسؤولي الدولة.
وحيا صاحب السمو في كلمة ألقاها خلال الزيارة الجهود المتميزة للديبلوماسية الكويتية، أخيرا ولا تزال، عبر دورها الفعال في مجلس الأمن، مستعيداً أدوارها التاريخية، التي ارتبطت بتاريخ الكويت، في مراحله المختلفة من أحداث سارة أو مؤلمة، مذكراً بالمبادئ الراسخة لتلك الديبلوماسية، من عدم التدخل في شؤون الآخرين، والحفاظ على حسن الجوار، والتمسك بقواعد الشرعية الدولية وأسس القانون الدولي، وصولاً إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ومد يد العون للدول وتقديم المساعدات الإنسانية لكل محتاج.
واعتبر صاحب السمو أن الكويت استحقت بكل جدارة، أن تسمى مركز العمل الإنساني، بعد أن استلهمت ديبلوماسيتها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والإرث الكبير للأجيال السابقة من أهلها والقيم العربية السامية، الداعية إلى التآلف والمحبة وتبادل المنافع.
كما خص صاحب السمو في كلمته بالذكر، أسماء من الرعيل الديبلوماسي الأول والحالي، الذين ساهموا بعطائهم المتميز في فترات تاريخية مهمة مرت على وطننا العزيز، لاسيما فجر الاستقلال وانضمام الكويت إلى منظمة الأمم المتحدة. وفي مايلي نص كلمة سمو الأمير:
«بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة
أبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنا أن نهنئكم بشهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلى وطننا العزيز والأمتين العربية والإسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.
كما يسعدني وأخي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأخي معالي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مشاركتكم احتفال تطوير وتوسعة مقر ديوان وزارة الخارجية، وافتتاح القاعة الكبرى متعددة الأغراض في الوزارة.
ولا يسعني في هذه المناسبة السعيدة إلا أن استذكر بالفخر والاعتزاز دور هذا الكيان السياسي العريق، الذي كان ولا يزال أحد مراكز تخريج شخصيات متميزة من سفراء ورجال دولة وشهداء، ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن خدموا البلاد والعباد، متمسكين بإيمانهم العميق بوطنهم وتراثهم وأرضهم التي نشأوا عليها.
كما أشيد بكل الاعتزاز والكبرياء بالأدوار التاريخية التي قام بها هذا الكيان، والتي ارتبطت بتاريخ بلدنا العزيز في مراحله المختلفة سواء على صعيد أحداث سارة أو أحداث مؤلمة فكان دور الديبلوماسية الكويتية فيها ظاهرا ومؤثرا ارتكزت فيه على عقيدة آمن بها أهلها منذ زمن بعيد بمد جسور السلام والتعاون بين دول وشعوب العالم، لبناء مصالح مشتركة قائمة على مبادئ لا تحيد عنها، هي عدم التدخل في شؤون الآخرين والحفاظ على حسن الجوار والتمسك بقواعد الشرعية الدولية وأسس القانون الدولي، وصولا إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والسعي دوما لمد يد العون للدول، وتقديم المساعدات الإنسانية لكل محتاج في مختلف بقاع الأرض عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذراع الرئيسي للديبلوماسية الكويتية، فضلا عن المؤسسات الخيرية الكويتية الأخرى، مستلهمة بذلك مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف والإرث الكبير للأجيال السابقة من أهل الكويت وقيمنا العربية السامية، الداعية إلى التآلف والمحبة وتبادل المنافع. واستحق بذلك بلدنا وبكل جدارة تسميته مركزا للعمل الإنساني.
إنني على ثقة تامة بأنكم أبنائي وبناتي تفخرون بانتمائكم لهذا الكيان الشامخ، وستواصلون السير على نهج من سبقوكم، لتكونوا امتدادا في مواصلة العمل الدؤوب، للحفاظ على مصالح الوطن العزيز ورعايتها والدفاع عنها، مستلهمين خبراتهم الديبلوماسية ومسترشدين بتوجيهات رؤسائكم.
وأخيرا فإنه لا يفوتني الإشادة بالجهود المتميزة، التي قامت بها الديبلوماسية الكويتية مؤخرا ولا تزال تقوم بها، عبر دورها الفعال في مجلس الأمن في مواجهة العديد من القضايا، والتي كانت وما زالت محل الإشادة والتقدير، ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى الدولي أيضا. كما أشيد وبكل التقدير بتلك الكوكبة من القيادات والرجال الأوائل الذين ساهموا بعطائهم المتميز في فترات تاريخية هامة مرت على وطننا العزيز، لاسيما فجر الاستقلال وانضمام دولة الكويت إلى منظمة الأمم المتحدة.
وأشير بالذكر إلى سمو أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، كأول وزير للخارجية، وإلى سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، والمغفور له الشيخ سالم صباح السالم الصباح والشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، وإلى ممثل دولة الكويت في الأمم المتحدة آنذاك معالي راشد عبدالعزيز الراشد كما أشير بالتقدير أيضا لمعالي سليمان ماجد الشاهين، وسعود محمد العصيمي، كما أذكر بالتقدير والعرفان اخوة عملوا في أوقات وظروف تاريخية مشهودة هم أصحاب المعالي عبدالله يعقوب بشارة ومحمد عبدالله أبوالحسن، والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعود الناصر السعود الصباح، وإلى كل من عمل في مراكز مختلفة، قد لا يتسع المجال لذكر اسمائهم. كما أخص بالتقدير الجهود والدور الكبير الذي يقوم به معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ومعالي نائب وزير الخارجية خالد سليمان الجارالله، وسعادة مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك منصور عياد العتيبي، وزملاؤه في الوفد، وكذلك كافة منتسبي وزارة الخارجية.
متمنين للجميع دوام التوفيق والسداد لخدمة الوطن العزيز ورفع رايته في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وأعرب الشيخ صباح الخالد، عن الشرف العظيم بلقاء سمو الأمير «لتشاركونا احتفالنا بتطوير وتوسعة مقر ديوان وزارة الخارجية وافتتاح القاعة الكبرى متعددة الأغراض فيها».
وقال الخالد في كلمته «كلنا يستذكر بكل الفخر والاعتزاز تلك الأيام التي مضت، وكنا نسعد فيها باللقاء بكم والقرب من فكركم والتبصر بتوجيهاتكم، وها أنتم اليوم تشرفون هذا المكان لتطفئوا شوقا اشتعل في نفوس أبنائكم إلى هذا اللقاء، بكل ما يحمله من معاني المودة والمحبة لشخص سموكم الكريم، كما أن هذا المبنى الذي يتشرف بلقائكم، وإن تغيرت معالمه، فإنه سيبقى شاهدا على جهودكم وعطائكم، وأنتم يا صاحب السمو تبنون مجد قواعد الديبلوماسية الكويتية، لسنوات مضت».
وأضاف «عبر مسيرة عملنا الديبلوماسي الطويلة، ونحن نتعامل مع قضايا عديدة، منها ما هو معقد يحار الفكر في بلورة رأي صائب حياله، وقد اعتدنا إزاءه اللجوء لسموكم نستنير برأيكم ونستعين بتوجيهاتكم، لتوصلنا بذلك الرأي وتلك التوجيهات إلى موقف يحقق المعالجة الصحيحة، ويجسد نظرة بعيدة ثاقبة، وإلماما بأبعاد لم تخطر لنا على بال».
ورأى «أننا نعيش في منطقة ملتهبة، فخلاف أشقائنا يؤلمنا، والتصعيد وتدهور أوضاع دول شقيقة من حولنا يقلقنا، ولكن ما يشفع لنا أننا نبحر في سفينة ربانها سموكم تضيئون لنا ظلمة الطريق وتبحرون بنا إلى بر الأمان دائما».
واعتبر أن «ما تحقق من إنجازات للديبلوماسية الكويتية، ما كان له أن يتحقق لولا رعايتكم ومتابعتكم، فالكويت اليوم تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع كما أنها تتمتع بمصداقية في المحافل الدولية وعلى كل المستويات، فالديبلوماسية التي أرسى قواعدها سموكم، دفعت بالعالم إلى اعتبار دولة الكويت مركزا دوليا للعمل الإنساني، وسموكم قائدا لذلك العمل الإنساني، كما أن منطلقات هذه الديبلوماسية والتمسك بها عامل ضاعف من هذه المصداقية».
وعاهد وزير الخارجية سمو الأمير بـ«اننا سنواصل المسيرة والعطاء، مستلهمين توجيهاتكم السامية في إبراز دور الديبلوماسية الكويتية الرائد، والذي يسعى إلى الدفاع عن مصالح وطننا العزيز وأبنائه الكرام والحفاظ عليها، باعتبار الديبلوماسية تمثل خط الدفاع الأول عن هذا الوطن الغالي وأبنائه، وباعتبار الديبلوماسيين الذين ضحوا بحياتهم، جنودا أوفياء في الصفوف الأولى لهذا الخط الدفاعي».
افتتاح القاعة الكبرى
تفضل صاحب السمو أمير البلاد بإزاحة الستار إيذانا بافتتاح القاعة الكبرى في الوزارة.
كما تفضل سموه وسمو ولي العهد بالتوقيع على سجل الشرف.
كوكبة القيادات والرجال الأوائل
خص سمو الأمير بالذكر، من قيادات ورجال الديبلوماسية الكويتية الأوائل والحاليين، كلاً من:
الأمير الراحل الشيخ صباح السالم
الشيخ ناصر المحمد
المغفور له الشيخ سالم صباح
الشيخ الدكتور محمد الصباح
راشد عبدالعزيز الراشد
سليمان ماجد الشاهين
سعود محمد العصيمي
عبدالله يعقوب بشارة
محمد عبدالله أبوالحسن
الراحل الشيخ سعود الناصر الصباح
الشيخ صباح الخالد
خالد الجارالله
منصور العتيبي
منتسبو وزارة الخارجية
مبادئ لا تحيد عنها الديبلوماسية الكويتية:
– عدم التدخل في شؤون الآخرين
– الحفاظ على حسن الجوار
– التمسك بقواعد الشرعية الدولية وأسس القانون الدولي
– الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين
– مد يد العون للدول وتقديم المساعدات الإنسانية لكل محتاج