شيع آلاف الفلسطينيين، اليوم السبت، جثمان المسعفة الفلسطينية الشهيدة رزان النجار، التى قتلت على أيدى قوات الاحتلال أثناء محاولتها مساعدة أحد المتظاهرين الجرحى على حدود غزة، أمس الجمعة.
وخرجت جنازة الشهيدة الفلسطينية وسط حشود هائلة من المواطنين الذين حرصوا رجال ونساء على المشاركة فى تشييع جثمان “رزان” إلى مثواها الأخير، فى جنازة مهيبة فى خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما سيطر حزن هائل على أسرة الشهيدة وجميع المشاركين فى تشييع جثمانها، كما حرص الأطفال فى المناطق القريبة من مرور الجنازة على متابعة سيرها فى حزن وآسى.
وعقب انتهاء تشييع جثمان “رزان النجار”، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلى، أدت إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح فى شرق خان يونس، كما ذكر شهود عيان وأشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة، وانطلق المواكب الجنائزى للمسعفة الفلسطينية رزان النجار التى لف جثمانها بالعلم الفلسطينى ووضعت فوقه سترتها الملطخة بالدماء، تتقدمه سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من مستشفى الأوروبى جنوب خان يونس إلى بلدة خزاعة شرق المدينة، حيث كان الآلاف فى وداعها، وردد المشيعون هتافات من بينها “بالروح بالدم نفديك يا رزان” و”الانتقام الانتقام”، كما طالبوا فى هتافاتهم حركة حماس بالثأر لدماء النجار، مؤكدين انهم سيواصلون المشاركة فى تحرك مسيرات العودة على حدود القطاع.
ومن جهته، قال رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة خالد البطش، فى كلمة قبيل أداء الصلاة على جثمان النجار، إن “المنظومة الدولية أمام اختبار بعد اغتيال المسعفة رزان”، مشيرًا إلى أن “دماء الشهيدة رزان شاهدة على عنجهية الاحتلال وآلة بطشه بحق الفلسطينى”، وأكد “استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية”، مؤكدًا أنها “تُعبر عن إرادة شعبنا وكلمته الرافضة لكافة مخططات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومحاولة دفعه للوطن البديل بعيدًا عن أرضنا ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية”.
وكانت رزان النجار قتلت وأصيب نحو 100 شخص برصاص وقنابل غاز أطلقها الجيش الإسرائيلى، فى الجمعة العاشرة للاحتجاجات ضمن “مسيرات العودة” قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وقال الناطق باسم الوزارة لوكالة “فرانس برس”، إن “رزان النجار التى كانت تبلغ من العمر 21 عامًا أصيبت برصاصة فى الصدر أثناء قيامها بدورها الإنسانى فى إسعاف المصابين مرتدية معطفها الأبيض المميز للمسعفين”، مؤكدًا أنها “لم تغادر ميدان العمل الإنسانى والإسعاف التطوعى منذ بداية مسيرات العودة فى 30 مارس الماضى بمناسبة “يوم الأرض”.
وكان وزير العدل الفلسطينى على أبو دياك، قال إن الشهيدة المسعفة المتطوعة رزان النجار، شهيدة اليوم وشاهدة الأمس على جرائم الاحتلال الإسرائيلى، وأضاف أبو دياك – فى بيان الجمعة – أن جيش الاحتلال الإسرائيلى أضاف إلى سجله الإجرامى بحق الشعب الفلسطينى جريمة قتل جديدة مع سبق الإصرار والترصد بإطلاق الرصاص على المسعفة رزان النجار ضمن سياسة الإرهاب المنظم الذى تمارسه إسرائيل.
وطالب أبو دياك، المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة القادة والمسؤولين والضباط والجنود الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأشار الى أن جريمة قنص وقتل المسعفة المبتدئة رزان النجار يضيف صفعة أخرى للقانون الدولى والمواثيق والاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات الدولية، ويضيف أيضا وصمة عار لكل الصامتين عن الحق وكل من يجاملون الاحتلال على حساب دم الشعب الفلسطينى.
ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة وإنهاء الانقسام والوقوف صفا واحدا فى ظل قيادة رئيس دولة فلسطين فى معركة الثبات على الحق والشرعية والمشروع الوطنى ومواجهة العدوان، ومواجهة الجريمة المتواصلة فى تهويد القدس وطمس هويتها وتاريخها العربى الفلسطينى، مؤكدًا أن فلسطين لن تقبل بأية صفقة مشبوهة أو حل بديل عن جلاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية الواحدة وعاصمتها القدس الشريف.