رغم التصريحات الأخيرة التي أطلقها العاهل الاردني عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع مسؤولين مدنيين وعسكريين بمجلس السياسات الوطني، التي قال فيها أنه «ليس من العدل أن يتحمل المواطن وحده تداعيات الإصلاحات المالية»، في إشارة منه لمشروع قانون ضريبة الدخل الذي فجر الأزمة، إلا أن موجة الاحتجاجات امتدت لمناطق واسعة بعد ساعات من إعلان فشل لقاء حكومي نقابي برعاية نيابية لنزع فتيل الاحتجاجات، جراء تعنت رئيس الوزراء هاني الملقي، بعدم سحب مشروع القانون باعتباره من اشتراطات صندوق النقد الدولي لمنح المملكة القروض.
وفيما غصت مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية على تصريحات الملقي بعد اللقاء، معتبرين أنهم موظفون في «حكومة صندوق النقد» وليس عند «الحكومة الأردنية». وقال معلقون «نحن نعمل تحت إمرة النقد الدولي ولا ولاية لحكومة الملقي علينا.. فليذهب الملقي وحكومته للجحيم»، دعا الملك جميع الفعاليات الوطنية إلى حوار وطني شامل وعقلاني حول «الضريبة»، مشيرا إلى أن الظروف الاقتصادية التي تعصف بالمملكة سببها الظرف الإقليمي الصعب.
وفي تطور جديد قال وزير المالية عمر ملحس، إن الحكومة من شأنها أن تصبح عاجزة عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين خلال الشهر الجاري، ما يتوقع أن يفاقم الأوضاع في البلاد، إذ يعمل في الجهاز الحكومي والعسكري أكثر من نصف مليون مواطن.
وتزيد فاتورة الرواتب السنوية لموظفي القطاعين المدني والعسكري في المملكة عن أربعة مليارات دينار.
ليلة صاخبة
وعاش الأردن ليلة جديدة من الاحتجاجات الصاخبة لليوم الثالث على التوالي نادت بإقالة الحكومة وحل مجلس النواب والتراجع عن القرارات الاقتصادية التي بحسبهم أدت إلى مزيد من إذلال الشعب الأردني. وواصل المعتصمون اطلاق هتافات تجاوزت «الخطوط الحمراء».
وفي محيط الدوار الرابع قرب مبنى رئاسة الوزراء تجمهر أكثر من ستة آلاف شخص وسط حضور أمني كثيف فرقهم بالقوة بعد استخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع. وقد رددوا هتافات «يلي قاعد عالرصيف بكرا تشحد الرغيف» و«شعب الاردن ياجبار رفعوا عليك الاسعار» و«هذا الاردن اردنا والملقي يرحل عنا»، في اشارة الى رئيس الوزراء. كما هتفوا «اللي بيرفع بالاسعار بدّو البلد تولع نار» و«اهتف اهتف لا تتذمر نحنا الشعب الخط الاحمر».
ورفع بعض المحتجين لافتات كتب عليها «لن نركع» و«معناش» باللون الاحمر و«نحن الشعب السيد في الوطن السيد» الى جانب اعلام اردنية.
وفي محافظات إربد والزرقاء والسلط وذيبان والرمثا والعقبة والكرك احتشد المئات من المواطنين في الساحات العامة مطالبين برحيل الحكومة والعودة عن السياسات الحكومية التي أضرت بالاقتصاد، ورددوا هتافات «بالدولار بالدولار باعوا الأردن» و«عليهم عليهم.. هالحرامية عليهم».
وأحرق المتظاهرون الإطارات واغلقوا الطرقات بالحجارة والحواجز الإسمنية وأحرقوا الشجر وهاجموا الدوائر الحكومية.
وقال محللون لـ القبس إن أخطر ما في المظاهرات ويقلق السلطات هو الخروج العفوي للمواطنين دون وجود غطاء حزبي أو حراكي لهم، مشيرين إلى أن موقف الشارع تقدم كثيرا على موقف النقابات المهنية التي نفذت الأسبوع الماضي أضرابا واسعا شل حركة البلاد.
وفي سياق متصل، قال حزب الوحدة الشعبية المعارض إن كل الإجراءات الحكومية من قمع وتقييد للحريات ورفع للأسعار، إضافة إلى مشروع قانون ضريبة الدخل، لا يمكن أن تقرأ بشكل منفصل عن التحضيرات لتمرير صفقة القرن التي تطرحها واشنطن للسلام مع اسرائيل. وطالب الحزب بإسقاط النهج السياسي والاقتصادي القائم، والشروع بإصلاح سياسي حقيقي يقوم على مبدأ أن «الشعب مصدر السلطات».
لقطات من الحراك
● منعت القوات الامنية بعض المحتجين الغاضبين من الاقتراب من مبنى رئاسة الوزراء.
● قام بعض افراد الشرطة بتوزيع المياه على المحتجين.
● أصيب بعض المحتجين بإغماء من شدة الزحام والتدافع، تم إسعافهم على وجه السرعة.
● جلب بعض المحتجين «اركيلته»، في حين أخذ شاب يضرب على العود ويغنّي، وهو جالس على الرصيف.
● ألغت نقابة الصحافيين حفلها غداً (الثلاثاء)، بعد تنامي حملات المقاطعة الصحافية للحفل، بسبب حضور رئيس الوزراء هاني الملقي.
● دعا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز المجلس الى «اجتماع تشاوري».