يمكن للغربان ابتكار أدوات بناء على الذاكرة، وباستطاعتها تطوير مهاراتها عبر إنشاء صورة ذهنية لإحدى المسائل وإعادة تطبيقها، وهو أمر عادة ما يميز البشر فقط.
ووضع باحثون غربانا ضمن اختبار يهدف لتدريبها على بناء أشكال من الكرتون، بحث تتلقى مكافأة عند نجاحها في المهمة. واكتشفوا تحسنا واضحا في التصاميم الخاصة، حيث أعادت الغربان تشكيل الأنماط التي دُربت عليها للحصول على المكافأة.
وقام باحثان من جامعتي، كامبريدج وأوكلاند، بتدريب 8 غربان “Caledonian” على إسقاط قطع ورقية مختلفة الحجم في آلة تقديم المكافآت، حيث تختلف المكافأة تبعا لحجم قصاصة الورق.
وبمجرد تدريب الغربان على التعرف على الأحجام المطلوبة للحصول على المكافأة، وجد فريق البحث أن الغربان مزقت القطع الكرتونية لتشكيل قصاصات متشابهة في الحجم مع قطع الورق التي أدت إلى حصولها على المكافأة سابقا.
ويدل هذا الأمر على أن الغربان كانت قادرة على تشكيل صورة ذهنية للتصاميم.
وكتب معدو الورقة البحثية في النتائج: “عند البشر، يُعتقد أن التطور الثقافي التراكمي يعتمد على مجموعة فريدة من القدرات المعرفية، بما في ذلك التدريس واللغة. وتُظهر الدراسة الحديثة بعض العلامات المميزة للثقافة التراكمية لدى الغربان، ولكن هذا الادعاء مثير للجدل، لأن هذه الطيور لا يبدو أنها تقلد. وإحدى الفرضيات البديلة تتمثل في أن الأداة المتبعة من قبل الغربان يمكن أن تنتقل ثقافيا من خلال عملية مطابقة القالب العقلي”.
وأضاف الباحثون: “هذا يعني، أنه يمكن للغربان استخدام أو مراقبة أدوات الغربان الأخرى، وتشكيل قالب عقلي لتصميم أداة معينة، ومن ثم إعادة تشكيلها، وهي عملية مشابهة لتعلم العصافير”.
وعلى الرغم من أن غربان “Caledonian” لا يبدو أنها تلاحظ أو تقلد عن كثب عملية تصنيع الأدوات في البرية، إلا أن تصاميم الأدوات الخاصة بالغربان في مناطق مختلفة امتدت لعدة عقود على الأقل، وتحسنت مع مرور الوقت.
ونُشرت النتائج الكاملة في مجلة “التقارير العلمية”.