تحث التوصيات الصحية على الاعتدال في شرب القهوة وعدم الإكثار منها، لضمان الحصول على فوائدها للقلب وللوقاية من السكري ومرض الشلل الرعاش، لكن ماذا عن عشاق القهوة الذين يشربون عدة فناجين وأكواب منها كل يوم؟ هل توجد أضرار للإفراط في شربها غير الكافيين؟
سبب إعادة طرح هذا السؤال القديم نسبياً هو شعبية القهوة، فهي بين أكثر المشروبات انتشاراً في العالم. وقد توصلت الأبحاث الجديدة إلى أنه حتى عند الإفراط في شرب القهوة إلى حد يبلغ 8 أكواب في اليوم تظل الفائدة الأساسية للقهوة قائمة، وهي: إطالة العمر وتقليل مخاطر الوفاة، وتأخير مظاهر الشيخوخة.
وقد أجرى الأبحاث الجديدة فريق مشترك من عدة مراكز بحثية في الولايات المتحدة بعضها متخصص في الصحة العامة والآخر في السرطان، ونُشرت النتائج في مجلة “جاما إنترناشيونال ميديسن”، وتبين أن فائدة القهوة في مقاومة الشيخوخة وإطالة العمر لا تتأثر بنوع القهوة ولا بعدد الأكواب التي يتم شربها في اليوم حتى لو تجاوز 8.
ويرجع ذلك إلى أن القهوة تحتوي على عشرات من المركبات الكيميائية الطبيعية والتي يصعب تتبع تأثير كل منها على حدة، لكن ما تؤكده الأدلة أن لتركيبة القهوة فوائد عديدة تطيل العمر وتبطئ الشيخوخة، وينطبق ذلك على جميع أنواعها بما في ذلك القهوة المفلترة ومنزوعة الكافيين.
وقد خلصت نتائج هذه الأبحاث إلى أن شرب القهوة من العادات الصحية، وأن دمجها ضمن النظام الغذائي الصحي يعزّزه، وأن شرب الكثير من القهوة لا يضر إلا من ناحية محتوى الكافيين لكن بعض الناس لديهم جينات تجعل عملية التمثيل الغذائي للكافيين تتم بطريقة تحمي من أضراره، وهم من يمكنهم شرب 8 أكواب من القهوة أو أكثر.