تشعرين بالتعب والارهاق ولكنك لا تقوين على النوم لأنّ مولودك لا يدعك تغفين لحظة.
إن لم ينم طفلك قرير العين تدخلين معه في دوامةٍ من التعب والضغط النفسي.
إليك أهم الخطوات البسيطة لمواجهة هذا الوضع.
ليس النوم عملية سهلة للأطفال.
ينقسم النوم إلى مراحل متعددة. بالنسبة إلى طفلك يكون النوم مرادفاً للانفصال عن محيط الوالدين الهانئ والآمن وعن جميع الوجوه المألوفة له.
النوم بالنسبة الى طفلك هو بأن يغادر عالماً مشرقاً حيث الناس يضحكون ويغنّون، كي يدخل عالماً قاتماً وغامضاً في غرفة النوم، حيث يجد نفسه في مواجهة مخاوفه وأحلامه وكوابيسه.
لا يدرك طفلك طبعاً أنه بحاجةٍ إلى النوم كي يحافظ على صحته النفسية والجسدية. لا تهمّه في تلك اللحظة إلا حزنه لاضطراره للبقاء وحيداً.
لا تغضبي من ردّة فعله ولا تظهري له أبداً أنك حانقة لأنّ ذلك قد يزيد من تعقيد المشكلة ويؤخر موعد نومه بشكلٍ مضاعف لأنه سيشعر بالتوتر السائد بينكما.
سهّلي انتقاله من اليقظة إلى النوم
لأنّ طفلك يواجه صعوبةً في الانتقال من عالم اليقظة إلى عالم النوم، عليك أن تحضّريه لهذه الفترة مسبقاً. حاولي أولاً تسهيل مسار انتقاله من اليقظة إلى النوم.
كلما كانت هذه العملية الانتقالية متناغمة وعفوية، يصبح الطفل أكثر ميلاً إلى النوم مساءً ثم معاودة النوم فجراً.
لتحقيق هذا الهدف،
احرصي على ترسيخ بعض العادات بخصوص موعد النوم وكرّريها كل مساء بالترتيب نفسه وفي الساعة عينها إذا أمكن (فرك رأسه وجسمه، تقبيله ومعانقته اعطائه لعبته القماشية المفضلة، تلاوة قصة قصيرة…).
لكلّ شخص منا عاداته الصغيرة التي تحضّره للنوم. يكفي أن نفوّت بعض الخطوات التي اعتدناها كي يضطرب مسار نومنا.
مسار الأمور هي نفسها مع طفلك! حين يقترب موعد نومه، أخبريه بأنّه سينام بعد فترة قصيرة، ثم تخلّصي من مصادر الإلهاء من حوله: خفّضي صوتك حين تتكلمين معه وخففي أضواء الغرفة وأوقفي أيّ نشاط جسدي يقوم به واطلبي منه أن الاسترخاء وحاولي أن تقرئي له كتاباً، أو اختاري اي نشاط آخر مهدئ كالاستماع الى الموسيقى معاً.
انتبهي. إن كنت عصبية أو قلقة، سيشعر طفلك بحالتك فيجد صعوبةً في الخلود الى النوم. ارسمي له الحدود بأسلوبٍ صارم ولكن هادئ.
احرصي كذلك الى اطفاء الألعاب الصاخبة والشاشات الساطعة قبل ساعة على الأقل من موعد نومه لأنّ ضوء الشاشات كلها من تلفزيون، الى حاسوب لوحي، الى الهاتف يعوق إفراز هرمون الميلاتونين المسهّل للنوم.
لا تدعيه يبكي
لا يتفق الخبراء على أساليب تربوية فاعلة تساعد على نوم الأطفال وما من نموذجٍ مثالي للتعاطي مع الأطفال. الأسلوب الذي تعتمدينه مع طفلك في موعد نومه رهن بطفولتك وثقافتك.
لكن الأمر المؤكد هو هو ضرورة ان تتمتعي في مطلق الأحوال بأعصابٍ هادئة وأن تكوني واثقة من نفسك.
كان الأهل في الماضي يوصون بترك الطفل يبكي إلى أن ينام من تلقاء نفسه. لكن التوجيهات هذه تغيّرت اليوم. فالدراسات في مجال علم الأعصاب وعلم النفس التطوري، تؤكد لنا اليوم بما لا يرقى الى شكّ بأن تجدّد نوبات البكاء والضغط النفسي يؤثران في نضج بعض الأجزاء الدماغية العاطفية لدى طفلك.
إذا لم تسمحي له بالبكاء كثيراً قبل الشهر الثاني عشر، ستزداد ثقته بنفسه فتتراجع نوبات بكائه لاحقاً. إذا استيقظ طفلك خلال الليل، حاولي تهدئته من دون تنشيطه بشكلٍ مفرط. ضعي يدك على صدره بهدوء. لا تكلميه ولا تحمليه. إذا استمر بكاؤه، يمكنك تهدئته بين ذراعيك ثم ضعيه مجدداً في مهده بعدما يهدأ حتى لو بقي مستيقظاً.
ما لم يكن طفلك مريضاً بسبب الحمى أو اضطراب جهازه الهضمي مثلاً، لا تقترحي عليه تناول زجاجة حليب خلال الليل. حتى لو كانت عملية الهضم تسهّل عليه النوم، سيؤدي استهلاك السوائل إلى استيقاظه ليلاً فيؤثر في دورة الأكل نهاراً.
إذا كنت تواجهين هذا النوع من المشاكل أصلاً، حاولي تغيير عادات طفلك واعلمي أنّ المرحلة الانتقالية لن تكون سهلة.
على صعيد آخر، لا يُعتبر النوم إلى جانب طفلك عادة سيئة بل هو جزء من العادات في المجتمعات التقليدية، مع أن بعض الخبراء لا يحبذه.
كابوس أم رعب ليلي؟
يصيب الرعب الليلي بين 3 و10% من الأولاد بين الثالثة والخامسة من العمر، أو حتى حين يبلغ عاماً ونصف أحياناً، ويستهدف الصبيان بشكلٍ أساسي.
يبدأ الكابوس في الجزء الثاني من الليل بينما يظهر الرعب الليلي في الجزء الأول.
في هذه الحالة، يفتح طفلك عينيه وكأنّه مرعوب ويصرخ ولا يتقبّل أي احتكاك جسدي.
إذا أصيب طفلك بهذه الأعراض، لا تحاولي إيقاظه لكن ابقي قريبة منه في حال احتاج إليك.
في اليوم التالي، ينسى عدد كبير من الأولاد هذا النوع من النوبات.
تتركينه ينام إلى جانبك؟
اعرفي بأنّ النوم إلى جانب الطفل يزيد خطر وفاته المفاجئة بخمسة أضعاف! قبل أن تقرري النوم إلى جانبه، اتبعي بعض التدابير الوقائية وعدّلي سريرك لتلبية حاجات طفلك والحفاظ على سلامته. في النهاية، ستكون هذه الفترة مؤقّتة. في مرحلة النمو، يتغيّر إيقاع نوم طفلك على مرّ الأيام وقد تتّخذ هذه المرحلة منحىً معاكساً في بعض الأوقات. حاولي التحلّي بالصبر حتى لو كنت مرهقة بانتظار بدء المرحلة المقبلة إذ سرعان ما يتحسّن الوضع تلقائياً.
نصائح مفيدة
تتزامن تجربة الأمومة مع اضطرابات كثيرة. في ما يلي إجابات عن أسئلة كثيرة قد تتبادر الى ذهنك في فترة الحمل أو بعد الانجاب مع اقتراحاتٍ عملية.
توسّع الأوردة
تتوسع الأوردة حين تضعف صماماتها الداخلية، ما يؤدي إلى تدفّق رجعي للدم وتورّم الأوردة. تظهر هذه المشكلة خلال الحمل بسبب التقلبات الهرمونية، وتدفّق كمية زائدة من الدم، فضلاً عن زيادة الثقل على الأوردة في الأطراف السفلية نتيجة لنمو الطفل والرحم.
تتوسّع الأوردة في الساقين والفرج أحياناً أو تتخذ شكل بواسير. يمكن تجنب المشكلة أو تخفيف حدتها عبر الامتناع عن الوقوف لفترات طويلة، أو تحريك ساقيك أثناء الوقوف. ارفعيهما مرة يومياً على الأقل واستعملي جوربين ضاغطين لدعم الأوردة. كذلك مارسي السباحة أو التمارين المائية المناسبة للحوامل.
اختلال بسبب الحمل
حين تصابين بخلل في ارتفاق العانة، ترتخي الأربطة تحت تأثير من هرمونات الحمل، ما يسمح بزيادة الحركة في مفاصل الحوض الكبرى فتصبح نتيجةً لذلك أكثر عرضة للالتهاب والألم الذي يمكن أن يتخذ درجات متفاوتة. لكن تتعدد الخطوات التي يمكن اتخاذها للتحكم باختلال ارتفاق العانة: تجنبي أي حركة تنقل وزنك من جهة إلى أخرى، ولا تحركي حوضك وأبقي ركبتيك مضمومتَين أثناء النهوض والتقلّب في السرير، كذلك مارسي تمارين خفيفة مثل السباحة.
قد يقدم المعالج الفيزيائي بدوره خيارات فاعلة مثل كمادات الثلج، أو تمارين خاصة لتقوية العضلات التي تدعم ثبات حوضك، ويمكنك استعمال مشدّات أو أحزمة ضاغضة.
شديد التعلّق بك
يتعلّم الطفل منذ البداية أن يثق بأمه ويعتبرها الشخص الوحيد الذي يعتني به. إنه جزء طبيعي من نموه. حين يشكّ بالناس والمواقف، لا مفر من أن يلجأ إليك وحدك. لكن كلما أمضى وقتاً إضافياً مع أشخاص آخرين سيتعلّم أن يثق بهم. لاحقاً، سيختبر مشاعر القلق نتيجة للانفصال عنك بين الشهرين الخامس والسادس. لا تقلقي ان لم يغادر حضنك الى شخص آخر فسرعان ما يتحكّم بمشاعره مع مرور الوقت.
لا تتجاهلي الحمى لدى مولودك
الحمى التي تصيب الرضع قبل الشهر الثالث مثيرة للقلق.
لذا راقبيها ولا تتجاهليها أبداً. إليك بعض النصائح الأطباء.
تشير الحمى لدى الأطفال قبل الشهر الثالث في العمر إلى التهاب جرثومي حاد أحياناً وتتطلب الحالة علاجاً طبياً عاجلاً.
اكتشفت إحدى الدراسات التهاباً جرثومياً حاداً لدى 10% من الأطفال الرضع المصابين بالحمى بين عمر يوم وشهرين.
لا داعي للتحقق من حرارة الطفل الذي يبدو سليماً، لكن يجب أن تقيسي حرارة طفلك إذا برزت مؤشرات على مرضه أو ظننتِ أنه مصاب بالحمى.
مؤشرات على المرض
ابحثي عن المؤشرات التي تؤكد أنّ مولودك مريض وتشمل على سبيل المثال لا الحصر:
بشرته باهتة أو صفراء.
يبكي ويتعكّر مزاجه رغم محاولة تهدئته.
يجد صعوبة في الاستيقاظ أو يبدو ضعيفاً أو متعباً أكثر من العادة.
لا يأكل كثيراً.
يكون دافئاً عند لمسه.
يصاب بطفح جلدي جديد.
يسعل باستمرار.
يتنفس بوتيرة أسرع أو أصعب من العادة.
يتقيأ بما يفوق البصق الطبيعي.
ما معنى الحمى؟
الحمى هي حين تبلغ حرارة الجسم 38 درجة مئوية وما فوق. لكن ثمة وسائل غير دقيقة لقياس حرارة طفلك الرضيع. لا يُعتبر الميزان الذي يقيس الحرارة عبر الفم أو الصدغ دقيقاً للأطفال الرضع قبل الشهر الثالث، ولا يوصى باستعمال ميزان الأذن قبل الشهر السادس. يوصي أطباء الأطفال عموماً بالتحقّق من حرارة الطفل عبر الشرج قبل الشهر الثالث.
قياس حرارته عبر الشرج
قياس الحرارة عبر الشرج طريقة سريعة وسهلة ودقيقة لمعرفة حرارة طفلك الرضيع. لأخذ الحرارة تحتاجين إلى ميزان رقمي متعدّد الاستعمالات ومياه باردة ومادة زلقة مثل الفازلين.
نظّفي أولاً طرف ميزان الحرارة بماء باردة. لا تستعملي مياه دافئةً لأي سبب لأنها تؤثر في عملية القياس.
بعد ذلك ضعي كمية صغيرة من المادة الزلقة على طرف الميزان.
مدّدي طفلك على معدته وضعي يدك فوق مؤخرته مباشرةً، أو مددي طفلك على ظهره وارفعي ساقيه نحو صدره.
أدخلي طرف الميزان إلى فتحة الشرج وأمسكيه بإصبعين. أبقي الميزان في مكانه إلى أن يصدر صوت صفير ثم أخرجي الجهاز.
إذا ذكر الميزان 38 درجة وما فوق، فذلك يعني أنّ طفلك مصاب بالحمى.
عند الإصابة بالحمى
إذا كان طفلك مصاباً بالحمى، خذيه إلى أقرب قسم طوارئ. في حال كانت الحمى مرتبطة بمرضٍ حاد، قد يتعافى طفلك في أسرع وقت عند تشخيص حالته ومعالجتها بسرعة.
في قسم الطوارئ يفحص الأطباء طفلك ويجرون سلسلة من الاختبارات لتحديد ما سبب الحمى لديه. تكون الفحوص كالتالي:
فحوص بول بحثاً عن أي التهابات في البول أو الكلى.
فحوص دم بحثاً عن أي التهابات في الدم أو مؤشرات التهابية في مكان آخر.
تصوير الصدر بالأشعة السينية بحثاً عن أي التهابات في الرئة.
البزل القطني لرصد التهاب السحايا.