أبلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد التي زارته أمس أن المجلس النيابي بصدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيعها للاستعمالات الطبية على غرار العديد من الدول الأوروبية وبعض الولايات الاميركية.
على صعيد اخر، ومع انقضاء 57 يوماً على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة، تدخل هذه العملية وسط دوامة عقد تحول دون تجاوزها الى مرحلة توزيع الحقائب والأسماء، بينما تحول السجالات والاتهامات بين أهل الحكم والسياسة دون البحث عن حلول تكفل فكّها.
وفي غياب اي تطور على مسرح التشكيل، ووسط تأكيد القوى السياسية المعنية بالعقد المشار اليها ان الامور على حالها وستبقى كذلك اذا لم يحصل ما يكسر التصلب في المواقف.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب في لقاء الأربعاء النيابي امس انه «حتى الآن لم يطرأ أي تغيير او جديد على موضوع تشكيل الحكومة، فمنذ شهرين ننتظر ولم يحصل اي تقدم». ونقل عنه النواب قوله «إننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة الى حكومة فاعلة لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلد، ولإخراجه من هذا الجمود وهذه المراوحة واستعادة ثقة الناس وتفعيل عجلة العمل في المؤسسات». وجدد القول انه من الآن الى أسبوع اذا لم يحصل جديد في شأن الحكومة، فإنه سيدعو الى جلسة تشاورية للمجلس حول الوضع القائم.
القوات في عين التينة
وليس بعيداً، سُجل مزيد من التقارب بين القوات اللبنانية والرئيس بري. فقد زارته عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ستريدا جعجع في منزله في عين التينة في بيروت وقالت في المناسبة «أبلغت الرئيس بري انه لو اختلفنا في السياسة أحيانا إلا اننا نكنّ لك ولهذا المقام كامل الاحترام ونحن نتفق على أمور عديدة». وتطرقت في المناسبة الى مسألة العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر، فأشارت الى «اننا نعول على حكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في معالجة مشكلة التمثيل القواتي في الحكومة»، مضيفة «نقول لأخينا الكبير: خذ أخاك الصغير في عين الاعتبار فهو الذي سيدوم لك»، مؤكدة «أننا حريصون على تفاهم معراب وعلى العهد».
وسجل اجتماع لافت شكلا ومضمونا ضم قائد الجيش العماد جوزيف عون الى وفد قواتي في وزارة الدفاع. ويتخذ اللقاء طابعا مهما اذ يأتي بعد مرحلة فتور شابت العلاقة بين الطرفين على خلفية معلومات نقلها سفير لبنان في واشنطن غابي عيسي، مفادها ان «مسؤول القوات في أميركا يعمل لثني الولايات المتحدة عن ارسال المساعدات الى المؤسسة العسكرية كونها مقربة من حزب الله». وبعد الاجتماع قال امين سر تكتل «الجمهورية القوية» فادي كرم ردا على سؤال ان «المياه دائما على ما يرام بين اهم مؤسسة سيادية في البلاد واهم حزب سيادي في البلاد، وهَمّ القوات دعم المؤسسة العسكرية التي تحفظ سيادة الدولة»، مضيفا «قائد الجيش أكد لنا انه لم يتأثر بما قيل عن القوات وأنه لا يشكك في دعمها للجيش»، كاشفا «اننا طلبنا من الخارجية التحقيق في ما قاله السفير عيسى عن القوات»، ومؤكدا ان لا رابط بين هذه الزيارة والمعلومات التي تتردد عن احتمال تولي القوات حقيبة الدفاع في الحكومة العتيدة، ومشيرا الى ان الزيارات القواتية لقيادة الجيش ستصبح دورية.
في الاثناء، واصل رئيس الجمهورية اتصالاته لمتابعة التطورات السياسية المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة. واستقبل وفدا من كتلة حزب الله.
في غضون ذلك، وبينما يستعر الخلاف بين حركة امل والنائب جميل السيد، دخل حزب الله على خط المعالجة الهادئة بعيدا من الاضواء