فيما تواصلت التحقيقات المكثّفة في قضية تزوير الشهادات الجامعية والتلاعب في معادلتها، أدلى المتهم المصري «م.ص» باعترافات خطيرة أمس، أبرزها أنه تمكن من تزييف شهادات بكالوريوس وماجستير تحمل اسم جامعات مصرية حكومية وخاصة، وتم التزوير بطريقة احترافية، حيث تعمل معه منظومة متكاملة لختم الشهادات، ومن ثم التصديق عليها أمام الجهات المعنية في القاهرة.
وأبلغت مصادر صحفية أن التحقيقات أمام المباحث كشفت عن أن الكثير من الموظفين، ومن بينهم مسؤولون في جهات حيوية، تورطوا في شراء شهادات مزوّرة، وتم تعيينهم بها في وزارات ومؤسسات.
وذكرت المصادر أن وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي أنهى خدمات المتهم، وأوقف راتبه ومستحقاته المالية، مشيرة إلى أن «الباسورد» الذي أدخل من خلاله المتهم المعاملات تبين إنجاز 9 آلاف شهادة من خلاله، ويجري حالياً العمل على حصر المعاملات المزوّرة من السليمة.
وتوقعت المصادر أن يصل عدد الشهادات المزيفة التي تورط فيها المتهم إلى نحو ألف شهادة.
وذكرت أنه تم اكتشاف 37 مواطناً شهاداتهم مزوّرة، وكانت المفاجأة أن من بين المتورطين في شراء شهادات مزورة ضباط تحقيق ومحققين في وزارة الداخلية ومحامين ومهندسين وممرضين ومسؤولين في وظائف إشرافية.
ولفتت المصادر إلى أنه تم تشكيل لجنة من وزارة التعليم العالي بأمر من وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي لفحص جميع الشهادات التي أُدخلت عبر النظام الآلي لوزارة التعليم العالي منذ تعيين الوافد في عام 2007، فضلاً عن اتخاذ إجراءات مكثّفة بالتنسيق مع المكتب الثقافي الكويتي في القاهرة، وذلك لفحص الشهادات عن طريق الجامعات المصرية.
وتابعت المصادر إن المكتب الثقافي الكويتي في القاهرة بصدد التقدم ببلاغ إلى النيابة ضد ثلاثة وافدين مناديب يعملون لديه لوجود شبهة تواطؤ من قبلهم مع المتهم.
وأوضحت أن القضية تم اكتشافها من قبل رجال المباحث في أبريل الماضي، وتوصلوا إلى الجاني منذ شهر تقريباً، وتم ضبطه لدى خروجه يوم الإثنين الماضي من وزارة التعليم العالي.
وأكدت المصادر أن المتهم سيخضع للتحقيق لمدة شهر كامل بسبب كثرة القضايا.
قرار النيابة
فتحت النيابة العامة، امس، تحقيقاً موسعاً في قضية الشهادات المزورة، وقررت حجز المتهم المصري إلى الأحد لاستكمال التحقيقات معه في القضية.
وقال مصدر مطلع لـ القبس، ان إحالة المتهم تمت بناء على قضيتين فقط، ومن المحتمل ان تتم إحالات أخرى في الأيام المقبلة.