جاء حديث المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في جلسة مجلس الأمن الأسبوع الماضي حول اليمن، مؤكداً وكاشفاً للعالم وممثلي الدول الأعضاء عن الدور التاريخي لسمو الأمير في الانحياز الى الانسانية وحل النزاعات والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في اكثر من دولة.
«لا أستطيع أن أتذكر شخصاً آخر غيره نجح في مواجهة تحديات الحرب ليحقق السلام، فإن حياته يجب أن تكون مصدر إلهام لنا جميعاً»، هذا ما قاله المبعوث الأممي حرفياً أمام أعضاء مجلس الأمن وبقراءة متأنية في المسيرة الدبلوماسية لسمو الأمير يتأكد ما قاله غريفيث بالوقائع وليس حديثاً دبلوماسياً عابراً.
سمو الأمير منذ كان وزيراً للخارجية وهو يدرك التحديات التي تواجه الكويت كدولة صغيرة المساحة وعدد السكان وسط محيط دول كبيرة مساحةً وسكاناً، لذا انطلق سموه الى افاق العالم الخارجي بقوة الكويت الناعمة في اطارها الدبلوماسي من خلال مدرسة كويتية دبلوماسية واضحة المعالم ترتكز على: حل الازمات والمشاكل بين الدول العربية، الابتعاد عن الاستقطابات العالمية وابقاء الدبلوماسية الكويتية في وضع مستقر وفق قواعد السلوك الدولي، إضافة إلى الشراكة بفاعلية داخل الجامعة العربية والعالم الاسلامي والدول النامية.
وكان سموه ولا يزال صاحب السبق في السعي لحل الخلافات العربية الناشئة بسبب الخلافات السياسية وتحمل هذا العبء الكبير لترسيخ الاستقرار العربي، وهو الهدف الاسمى للدبلوماسية الكويتية التي لاتزال مستمرة حتى اليوم رغم ما أصاب الكويت من مشاكل وصعوبات كان اقساها الغزو العراقي الغاشم.
كما استطاع سمو الأمير بفضل جهوده الدبلوماسية وحكمة القيادة نزع فتيل الأزمات العربية.
مشاورات اليمن
وعندما قال المبعوث الاممي في مجلس الامن ايضا «انه يسترشد بمشاورات المئة يوم في الكويت لإعادة الامل وحل الصراع في اليمن» ورغم ان تصريحاته في 2018 فإن سمو الامير حمل على عاتقه مشاكل اليمن منذ ستينات القرن الماضي وحمل هموم اليمن بعد مشاكل الشمال والجنوب عام 1972.
وجاءت استضافة الكويت لطرفي الأزمة اليمنية الحالية التي تحدث عنها المبعوث الاممي انطلاقاً من قناعة الكويت الراسخة باهمية الحوار السياسي بين فرقاء الوطن الواحد وهي تمتد الى عمق المدرسة الدبلوماسية الكويتية منذ ستينات القرن الماضي.
وأكد ذلك الشيخ صباح الخالد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عندما قال في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات في ابريل 2014 «ان الكويت ستوفر جميع متطلبات نجاح المشاورات اليمنية وهي تشكل فرصة تاريخية سانحة لانهاء الصراع وحقن دماء اهل اليمن»، وقد استقبل سمو الامير الوفدَين أكثر من مرة لتقريب وجهات النظر كما عقد الشيخ صباح الخالد ونائب الوزير خالد الجارالله لقاءات مكثَّفة طوال الفترة للغرض نفسه.