كويت تايمز: يعد الاستيطان الفارسي ومصادرة أراضي الشعوب العربية في إيران أحد أبرز أسلحة النظام في طهران، لتكريس، ما تعتبره الحركات الأحوازية، الاحتلال الفارسي “للدولة العربية الأحوازية”.
والنهج الاستيطاني، الذي يتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مستمر في المناطق العربية بإيران، على غرار الاستيطان الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية وغزة بفلسطين.
وقبل أيام قليلة، أعلن موقع “أحوازنا” الإلكتروني عن اتخاذ النظام الإيراني قرارا ببناء “نحو 2000 وحدة استيطانية ضمن مشروع مهر الاستيطاني في الأحواز”، عاصمة محافظة خوزستان.
وخوزستان التي كانت تعرف في السابق بعربستان، قبل تغيير اسمها تحت حكم الشاه الإيراني رضا بهلوي، كانت تشكل، بالإضافة إلى محافظتي هرمزكان وبوشهر، ما كان يعرف بإمارة المحمرة أو عربستان.
والمحافظات الثلاث، التي يطلق عليها سكانها العرب “منطقة الأحواز”، تقع جنوب إيران على الساحل الشرقي للخليج العربي، وتتعرض منذ الاحتلال الفارسي عام 1925 لمحاولات إحداث تغيير ديمغرافي.
ونظام المرشد، الذي أطاح بالشاه عام 1979، استمر في انتهاج سياسة القمع والاضطهاد، ومحاولة طمس الهوية العربية، بالإضافة إلى تهجير سكان المحافظات العربية وغيرها من الشعوب غير الفارسية.
وعن القرار الاستيطاني الأخير، قال الموقع التابع لـ”حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، إنه يهدف إلى “توطين آلاف المستوطنين الذين جلبهم من المناطق الفارسية ووظفهم في شركات النفط”.
وأضاف موقع “أحوازنا” أن الـ”2000 وحدة استيطانية” ستبنى “في حي واحد وتنقسم على 100 عمارة”، وذلك في”زاوية عامري (حي الشعب) شمالي مدينة الأحواز العاصمة”، أي مركز محافظة خوزستان.
وعلى غرار إسرائيل، التي ضربت بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية، يستمر النظام الإيراني بانتهاج سياسة الاستيطان لتغيير التركيبة السكانية في مناطق الشعوب غير الفارسية، كالمحافظات العربية.
وتفضح هذه الممارسات كذب النظام الإيراني الذي يدعي حماية الأقليات خارج إيران بينما يستمر باضطهاد الشعوب غير الفارسية، التي تشكل نحو 40 في المئة من سكان إيران.