السؤال: انتشرت إشاعة عبر الرسائل الهاتفية، تزعم حدوث تضاعف في نسبة إصابة السيدات بسرطان الغدة الدرقية، وتنسب ذلك إلى خضوعهن لفحص أشعة الثدي (الماموغرام). فهل هذا الامر صحيح؟ وهل على السيدة لبس واقي الأشعة المصنوع من المعدن لتغطية منطقة الغدة الدرقية خلال هذا الفحص؟
الإجابة: لا يتعدى هذا الامر كونه اشاعة. فالسجلات الطبية لا تشير إلى تضاعف عدد الاصابة بهذا النوع من السرطان من بعد الاورام السرطانية الاخرى، فلا يزال سرطان الثدي هو الاكثر انتشارا بين النساء ومن بعده سرطان القولون والمستقيم. كما أن سبب تكون السرطان يعزى إلى عوامل لم يتمكن العلم من تحديدها بدقة ولا يزال هناك جدل كبير حولها، وتعرض الجسم للاشعة المفرطة من بينها. لذا، قبل ان تقلق السيدة من الخضوع لفحص تصوير الثدي خوفاً من تعريض جسمها للأشعة، عليها أن تعرف الحقائق التالية:
– تم تصميم جهاز تصوير الثدي حتى تخرج منه موجات الأشعة بشكل مركز وموجه بشكل دقيق لتصوير منطقة الثدي فقط. وبذلك تقل نسبة وصول هذه الاشعة إلى مناطق الجسم القريبة للثدي مثل الصدر والرقبة والوجه. لذا، فليس هناك داعٍ لتغطية منطقة الرقبة او الوجه من الاشعة.
– يتم تكرار فحص اشعة الثدي كل سنتين لغالبية السيدات اللاتي تعدين سن الاربعين. بينما تخضع بعض السيدات اللاتي لديهن عوامل خطر لهذا الفحص كل سنة او 6 ستة اشهر. ورغم ان ذلك يزيد تعريض ثديهن للأشعة السينية لكنه خطر لا بد منه حتى يتم اكتشاف سرطان الثدي القاتل مبكراً وقبل ان يصل إلى مرحلة متأخرة. ولم تثبت الدراسات ان هذا الامر يزيد من نسبة اصابتهن بسرطان الغدد.
– من الطبيعي ان تتضاعف فرصة اصابة النساء باعتلالات الغدة الدرقية (سواء اعتلال وظيفي أو فسيولوجي) خلال سنوات الاربعين وبعدها. وهي السن ذاتها التي تبدأ فيها النساء بالخضوع لفحص الثدي. لذا، قد تعتقد المرأة بأن فحص الثدي هو سبب اصابتها باعتلال في الغدة الدرقية، بينما لا يكون هناك رابط بين الاثنين غير عامل العمر.
– من أهم مسببات الاصابة بالسرطان هو تقدم العمر (خاصة بعد سن الاربعين) واتباع اسلوب تغذية وحياة غير صح، السمنة، التدخين ووجود عامل وراثي. لذا، فان اياً من هذه العوامل يزيد فرصة الاصابة بالاورام الخبيثة ومنها سرطان الغدة الدرقية وليس لذلك علاقة مع تعريض الثدي للاشعة السينية.
وعليه، فلا مبرر لامتناع السيدة عن الخضوع لفحص تصوير الاشعة بالثدي بشكل دوري. فهو فحص مهم جدا ويسهم في انقاذ حياة مئات النساء عالميا. حيث يقوم باكتشاف هذا السرطان الشائع والقاتل خلال مرحلة مبكرة مما يسهل علاجه ويزيد فرصة شفاء المصابة.
شاهد أيضاً
في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟
على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …