أكدت الجمعية الكويتية لحماية البيئة على أهمية تعيين مناطق شاطئية إلى (جيوبارك) على أنها تقدم نهجًا طبيعيًا للإدارة البيئية بالمنطقة كما للعديد من المواقع الطبيعية، ويمكن أن تضيف للمجموعة الواسعة من المحميات الطبيعية مواقع مميزة للسياحة البيئية والطبيعية والعلمية والتعليمية، لافتة الى مقترحها بتحويل شاطئ ومنطقة انجفة الى محمية جيوبارك.
وقالت جنان بهزاد أمين عام الجمعية “ان مطالبة جمعية البيئة بتعيين شاطئ ومنطقة انجفة كمحمية ينطلق من سمات المنطقة المتعددة حيث التميز بشكل منطقة المد والجزر بمعنى انها رملية تقطعها بعض المناطق الصخرية وهذا النوع من الشواطئ يميز ما نسبه قليلة فقط من الشريط الساحلي في الكويت والذي يبلغ حوالي 500 كيلومترا. وكذلك منطقة الجليعة الشاطئية المستغلة من رواد الشاليهات في جنوب دولة الكويت فهي تحتوي على تكوين صخري ساحلي مميز تحفظ فيه مجموعة من الأحافير الساحلية من أصداف وقواقع وبقايا كائنات حية مهمة جداً لدراسة حالة السواحل في الماضي ولقياس الأعمار الحقيقة للصخور في المنطقة وهي تعتبر مظهرا ساحليا مميزا بنوعية الرواسب الكربونية التي تفيد أيضاً لدراسة حالة المناخ والتغير المناخي على مدى العصور الماضية، ودراسة حالة الترسيب والظروف الترسيبية للبحار”.
وحول حالة الأمواج في المواقع المقترحة افادت بهزاد: “التيارات الشاطئية عالية واتجاهها من الشمال الى الجنوب ويظهر واضحا تأثير المياه والامواج على الطبقات الصخرية والمياه الناتجة عن انكسار الامواج جارفة حبات الرمل ما يؤدي الى كشط فعال لها وتظهر المسطحات غير متساوية بسبب ذلك، ولتلك الصخور وعلامات التعرية والتجوية عليها أهمية عالية في دراسة الطبيعة الترسيبية للمنطقة”.
وبينت ان حالة المنطقة الساحلية لأنجفة يتزايد عليها النشاط البشري لكونها ساحلا ترفيهيا مزودا بوسائل استقبال جيدة لمحبي الشواطئ ”
ولفتت الى ان “هذه المنطقة تأثرت بالكثير من العوامل الترسيبية والتعرية الطبيعية والغير طبيعية وحطمت بقايا ثروة تاريخية وجيولوجية في المنطقة تظهر هناك شواطئ قديمة ممتدة على مساحات كبيرة من الكويت فنجد لمثل هذه الطبقات امتدادا الى منطقة الخيران جنوبا والتي لا تظهر بهذا الشكل وهي أيضاً معرضة لعمليات البناء في المناطق الحديثة جنوب دولة الكويت”.
واضافت أمين عام جمعية حماية البيئة: “تعد المناطق المحمية نصبا تذكاريا طبيعيا ومحددا، ويمكن أن تكون نموذجًا أرضيًا ، أو كهفًا ، وقد تكون ميزة جيولوجية قديمة كصخور منطقتي أنجفة والجليعة. وهي عمومًا مناطق قريبةو صغيرة جدًا وغالبًا ما تكون ذات قيمة عالية للزائرين”.
واكدت جنان بهزاد ان عملية تخصيص منطقة وشاطئ أنجفة إلى منطقة محمية إلى حماية الخصائص الطبيعية البارزة المحددة والتنوع البيولوجي والموائل المرتبطة بها، وحمايتها لكونها مهمة للأبحاث العلمية المرتبطة في عمر الصخور والطبيعة الترسيبية لها ودراسة حالة المناخ والتغيرات المناخية في العالم وارتباطها بشكل كبير في تذبذب منسوب مياه البحر وحالة الطقس ودرجة حموضة المحيطات.
وقالت إن عملية تخصيص شاطئ أنجفة كمنطقة “جيوبارك” تهدف إلى مجموعة من الأهداف المتنوعة، ومنها توفير حماية التنوع البيولوجي في المناظر الطبيعية أو المناظر البحرية التي خضعت لتغييرات رئيسية بخلاف ذلك، وحماية الموقع حماية طبيعية محددة ذات قيم روحية أو ثقافية لما لها من قيم التنوع البيولوجي، بالاضافة الى الحفاظ على القيم التاريخية والآثرية والثقافية التقليدية للموقع، والاستخدامات العلمية والبحثية والتعليمية، والرواج للسياحة البيئية في المنطقة.
وذكرت أمين عام جمعية البيئة الآثار المتعددة للمحمية (جيوبارك أنجفة) مبينة “تهدف حماية المنطقة إلى توفير مكونات منطقية في نهج واسع النطاق بحيث يكون دوره في استراتيجيات المناظر الطبيعية أو الإيكولوجية إلى العديد من الآثار المترتبة على تحويل الشاطئ إلى جيوبارك، ويمكن أن توفر المعالم الطبيعية المهمة للشاطئ في بعض الأحيان حافزًا للحماية وأقل من أي مجال للتثقيف البيئي / الثقافي خاصة عند حفظ العينات من الموائل الطبيعية في المناظر الطبيعية الثقافية، كما انه بفعل التصورات القيمة في المناظر الطبيعية أو المناظر البحرية بالمنطقة بدلاً من أي تقييم كمي للقيمة. وهذا أقل قابلية للتطبيق في المنطقة المحمية والمخصصة للسمات الجيولوجية ، حيث يمكن التعرف المنهجي عليها”.
وأكدت جنان بهزاد أن منطقة أنجفة تحتوي على نصب تذكاري طبيعي هام على الرغم من كونها واحدة من أشهر المعالم الطبيعية والجيولوجية في الكويت ، لأنها أيضًا منطقة كبيرة ومتنوعة مع أنشطة ترفيهية مرتبطة بها مما يجعلها أكثر ملاءمةً لنموذج منطقة محمية (جيوبارك).
وأشارت إلى انه يمكن اعتماد هذا النمط المتطور والهام باعتبارها مقصدا سياحيا يحقق العديد من الأهداف والغايات المترتبة على ذلك، مضيفة: “تتحقق الكثير من العائدات الاقتصادية حال اعتماد وتخصيص المنطقة لجيوبارك تستقطب العديد من الرواد، وتفيد كافة القطاعات التعليمية والبحثية المتخصصة والمعنية بالجيولوجيا والموائل الطبيعية”.