كشف مسؤول أميركي عن وجود اتفاق «مبدئي» بين واشنطن وموسكو لإخراج إيران والقوات التابعة لها من سورية، في حين قدّمت السعودية مساهمة تبلغ 100 مليون دولار لدعم مشاريع التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في المناطق المحرّرة شمال شرقي سورية.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي جون بولتون سيبحث مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، في جنيف الأسبوع المقبل، المعاهدات الخاصة بالحد من التسلح ودور إيران في سورية، في اجتماع يأتي متابعة لقمة ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي التي جرت في يوليو الماضي. ومنذ انعقاد القمة التي أثارت جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة، لم يكشف البيت الأبيض عن تفاصيل كثيرة بشأنها، لكن المسؤول الأميركي ذكر قائمة بنود جرى بحثها في لقاء ترامب وبوتين.
وقال في تصريحات أوردتها وكالة «رويترز»، ليل أول من أمس، إن القضية الرئيسية في محادثاتهما كانت الحرب في سورية، بما في ذلك دور إيران هناك والوضع الإنساني.
وأضاف «انهما اتفقا من حيث المبدأ على ضرورة خروج الإيرانيين من سورية، وإنْ رأت روسيا أن ذلك سيكون مهمة شاقة».
كما بحث ترامب وبوتين الحد من التسلح، بما في ذلك معاهدة ستارت الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية ومعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تعود لحقبة الحرب الباردة، التي حظرت استخدام الصواريخ البالستية وصواريخ «كروز» النووية والتقليدية التي تطلق من الأرض ويتراوح مداها بين 500 إلى 5500 كيلومتر.
وقال المسؤول إن الزعيمين لم يتفقا على سبيل للمضي قدماً بشأن الحد من التسلح.
واللافت أن موسكو لم تنفِ صحة الاتفاق مع واشنطن على خروج قوات «حليفتها» إيران من سورية، إذ قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، تعليقاً على ما ذكره المسؤول الأميركي، «لقد تحدثنا عن القمة الروسية الأميركية التي عقدت في هلسنكي الشهر الماضي بما يكفي وليس لدينا ما نضيفه».
في سياق متصل، نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر روسي مطلع تأكيده، أمس، استعداد موسكو لحضور قمة رباعية تحضّر لها أنقرة، ستجمع قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا لبحث الأزمة السورية وقضية اللاجئين.
وليس بعيداً، ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مع نظيره التركي خلوصي أكار في موسكو، أمس، القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، والوضع في سورية، والتعاون الثنائي بين الوزارتين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن «الاجتماع بين الوزيرين كان بناء. وتم خلاله إيلاء اهتمام خاص لمناقشة قضايا تسوية الوضع الإنساني في سورية بأسرع وقت، بما في ذلك عملية (عودة) اللاجئين» السوريين إلى بلدهم.
وأشارت إلى أن المحادثات تطرقت كذلك إلى «مسائل التعاون الثنائي بين الهيئات الدفاعية في روسيا وتركيا».
من جهة أخرى، أعلنت السعودية، أمس، أنها قدمت مساهمة تبلغ 100 مليون دولار لصالح «مشاريع استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية» ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في مناطق شمال شرقي سورية التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش».
وتعدّ هذه المساهمة الأكبر حتى الآن لصالح هذه المناطق التي تسيطر عليها حالياً قوات تدعمها الولايات المتحدة والتحالف الدولي، حسب ما جاء في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية.
وأشار البيان إلى أن المساهمة هي امتداد لعهد قطعته السعودية خلال المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي الذي عُقد في بروكسيل في 12 يوليو الماضي.
وأضاف أن «هذه المساهمة الكبيرة تهدف إلى دعم جهود التحالف لإعادة تنشيط المجتمعات المحلية مثل مدينة الرقة التي دمرها إرهابيو داعش»، وذلك «في مجالات الصحة والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والنقل (الطرق والجسور الرئيسية) وإزالة الأنقاض».
وشدّد البيان على أهمية «شراكة المملكة الوثيقة مع الولايات المتحدة والتحالف العالمي».
من جهتها، أشادت الولايات المتحدة بمساهمة السعودية، مؤكدة أنها «تعد حاسمة في جهود تحقيق اعادة الاستقرار بالمناطق المحررة من قبضة (داعش) وتأتي في وقت مهم بعد تراجع سيطرة التنظيم الاقليمية».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، تراجعها عن تخصيص 230 مليون دولار لتمويل برامج إعادة الاستقرار في سورية، وتحويلها «لدعم أولويات أخرى للسياسة الخارجية».
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن «هذا القرار لا يعني تراجع الولايات المتحدة عن التمسك بأهدافها الاستراتيجية في سورية»، مشيرة إلى أن الشركاء في التحالف الدولي تعهدوا بتقديم ما مجموعه 300 مليون دولار لإعادة الإعمار في المناطق المحررة من تنظيم «داعش» شمال شرقي سورية.
ولفتت إلى أن السعودية خصصت 100 مليون دولار، كما تعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم 50 مليون دولار لتمويل برامج الإعمار.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …