هل يؤثّر الجفاف في سلامة حملك؟

shutterstock_388605196

الجفاف أكثر شيوعاً أثناء الحمل مقارنةً بأوقات أخرى نتيجة معاناة الحامل غثيان الصباح وحالات مسببة للقيء المفرط. لحسن الحظ، غالباً ما تكون حالات الجفاف الأمومي خفيفةً. في المقابل، قد يشكّل الجفاف الشديد خطراً على الأم والطفل. في هذه المقالة نتحدّث عن الجفاف الأمومي وتأثيره على طفلك وسلامة حملك، وعن كيفية تجنّبه او منع حدوثه.

يُعتبر الشعور الدائم بالعطش أول علامة على الإصابة بالجفاف. ويزداد احتمال الإصابة بالجفاف لدى من يشعرن بالعطش الشديد بعد التعرق أو بعد قضاء فترات طويلة في أماكن حارة أو لدى من يمتنعن عن شرب الماء لفترات طويلة. وقد تتضمن علامات الجفاف الأخرى ما يلي:

– شعور بجفاف في الحلق أو الفم
– شفاه جافة ومتشقّقة
– بشرة جافة
– فقدان مرونة الجلد الذي يبدو رقيقاً
– قلّة التبوّل
– بول ذو لون داكن
– عدم التعرّق، حتى في الطقس الحار
– شعور بالضعف أو الإرهاق
– إمساك وبراز صلب وبواسير
– شعور بالدوار
– إصابة بانقباضات براكستون هيكس (وهي إنقباضات تحدث قبل المخاض الحقيقي).

قد يختفي الشعور بالعطش عندما يزداد الجفاف سوءاً. وتشمل علامات الجفاف الشديد خلال فترة الحمل ما يلي:

– شعور بالدوار والارتباك
– تسارع في ضربات القلب
– تغييرات في نمط حركة الطفل
– انخفاض في ضغط الدم، ما يسبّب دوخة أو إغماء

كما قد يؤدي الجفاف الشديد إلى فشل الأعضاء الحيوية وإلحاق الضرر بالجنين.

أسباب الجفاف

ثمة سببان رئيسيّان للجفاف وهما: عدم شرب ما يكفي من الماء وعدم تمكن الجسم من امتصاص كمية الماء التي يحتاجها.

عدم شرب ما يكفي من الماء

على مدار السنين، قدّم العلماء توصيات مختلفة حول كميّة الماء الواجب استهلاكها يومياً، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن الاحتياجات تختلف من شخص إلى آخر.
يضع الحمل متطلبات إضافية على جسم الأم، ما يحتّم عليك شرب كميات أكبر من الماء مقارنة بما كانت تشربينه قبل الحمل. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على المرأة النشيطة أو التي تعيش في مناخٍ] حار لأنّها تتعرّق أكثر من غيرها.

كما تحتاج الحامل التي غيّرت مستوى نشاطها فجأة أو انتقلت إلى منطقة ذي مناخ أكثر دفئاً إلى كميات أكبر من الماء مقارنة بما كانت تستهلكه سابقاً، لأن امتناعها عن زيادة كمية الماء المستهلكة يرفع احتمال إصابتها بالجفاف.

كما تُعتبر المرأة الحامل التي تعاني اضطرابات الأكل (ولا سيما الشره المرضي) أكثر عرضة للإصابة بالجفاف.
غالباً ما يكون الحلّ المناسب لمشكلة الجفاف الناتج عن عدم شرب كمية كافية من الماء (خاصة في مراحله المبكرة) استهلاك مزيد من الماء.

عجز الجسم عن امتصاص كمية الماء التي يحتاجها 

قد يزيد بعض الحالات الطبية (وخاصة تلك المسبّبة للقيء والإسهال) من صعوبة امتصاص الجسم لكمية الماء التي يحتاجها.
الغثيان والقيء (يحدث في 3 ٪ من حالات الحمل) أكثر شيوعًا أثناء الحمل مقارنةً بأوقات أخرى، وقد يسبّب تقيؤاً شديداً يؤدي إلى فقدان الوزن والجفاف.
ثمة مشكلات صحيّة أخرى (لا سيما تلك التي تؤثر في الأيض) قد تسبّب الجفاف ايضاً، ومنها:
الفشل الكلوي
بعض الاضطرابات الأيضية النادرة
الاضطرابات المعوية مثل داء كرون أو مرض الاضطرابات الهضمية التي تزيد من صعوبة امتصاص العناصر الغذائية

وتجدر الإشارة هنا إلى أن معاناة الحامل حالة طبية كامنة يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالجفاف في الطقس الحار، أو بعد ممارسة تمارين مكثفة، أو عند امتناعها عن شرب كميات كافية من الماء.

المضاعفات

لا يشكّل الجفاف الخفيف خطراً على الحمل في حال أُعطيت المرأة كميات كافية من السوائل بسرعة.
في المقابل، قد يكون الجفاف الشديد خطراً على صحة الأم والطفل، لأنه قد يسبّب انخفاضاً في مستويات السائل الأمنيوسي، ما قد يؤثّر في نمو الطفل ويؤدّي إلى الولادة المبكرة ويخفّض إنتاج حليب الثدي. كما قد ينتج عن الجفاف نقص في المغذيات الضرورية للحفاظ على صحة الحامل والطفل النامي.
ولكن الجفاف ليس السبب الرئيس للولادة المبكرة. فقد وجدت دراسة أجريت في العام 2016 أن من يظهرن علامات المخاض قبل الأوان لسن أكثر عرضة للإصابة بالجفاف من اللواتي ينجبن أطفالهن في الموعد المتوقع.
من ناحية أخرى، نادراً ما يؤدي الجفاف إلى الغيبوبة أو الموت.

تجنّب الجفاف

لتجنّب الجفاف، زيدي استهلاكك من السوائل حتى يصبح لون البول فاتحاً أو أصفر شاحباً. إحملي زجاجة ماء بشكل دائم أو خذي استراحات متكررة لشرب الماء.
إن كنت ممن يمارسن التمارين الرياضية أو يقضين كثيراً من الوقت في الخارج في الحر الشديد، تناولي كميات أكبر من السوائل. قد تجعل بعض الأطعمة (مثل الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين) الحامل أكثر عرضة للجفاف. لذا، إشربي كميات كبيرة من الماء عند استهلاكها.
تؤدي الرعاية السابقة للولادة دوراً أساسياً في تجنّب حالات الجفاف أثناء الحمل، والتي غالباً ما تنتج عن حالة كامنة مثل مشكلة التمثيل الغذائي أو التقيء الحملي. أطلبي مساعدة الطبيب لمنع الحالات الكامنة هذه من التسبب بالجفاف. إذا كان لدى الحامل تاريخ مرضي مع الجفاف أو كانت مصابة بحالة مسبّبة للجفاف، فمن الضروري التحدث إلى الطبيب حول الطرق الواجب اتباعها لتجنّب الإصابة بالجفاف أثناء الحمل.

شاهد أيضاً

في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟

على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.