تسمع الأمهات منذ زمن بعيد أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لكن تجربة صغيرة أشارت إلى أن بعض المزايا ربما لا تكون لها أي صلة بحليب الأم ذاته.
ويوصي أطباء الأطفال الأمهات بالاعتماد فقط على الرضاعة الطبيعية على الأقل حتى يبلغ الطفل ستة أشهر لأنها تعزز جهازه المناعي وتخفض مخاطر الإصابة بعدوى الأذن والجهاز التنفسي وتحد من حالات وفاة الأطفال المفاجئة والحساسية والسمنة والسكري.
وأفاد باحثون في طب الأطفال بأن العديد من الدراسات وثقت بالفعل هذه المزايا لكن لا يعرف الكثير عن كيف تحسن الرضاعة الطبيعية الحالة الصحية للأطفال بهذا الشكل.
وفي هذه التجربة درس الباحثون مستويات هرمون كورتيزول المسؤول عن التوتر عند 21 طفلاً اعتمدوا على الرضاعة الطبيعة فقط في الأشهر الخمسة الأولى من حياتهم ومستواه لدى 21 طفلاً لم يرضعوا طبيعياً.
وعندما تعرض المواليد لضغط -مثل تجاهل الأم لهم- رصد الباحثون أدلة أقل على وضع الجسم في حالة القتال أو الهرب الدفاعية لدى من اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية.
وقال الطبيب باري ليستر مدير مركز دراسات الأطفال بكلية طب وارن ألبرت بجامعة براون في رود أيلاند: «سلوك التغذية يتحكم في جين وراثي بعينه ينظم الاستجابة النفسية للطفل تجاه التوتر».
وقال ليستر: «إن التجربة استلهمت من تجارب سابقة على الفئران ربطت بين رعاية الأم أو سلوكيات التغذية وبين التغيرات في الاستجابة النفسية للفئران في مواجهة التوتر».
وأضاف: «سلوك التغذية يسهل على الفأر الاسترخاء بعد التوتر.. ليس هذا فقط بل إن التأثير دائم – يستمر في مرحلة البلوغ وهناك أدلة على أنه ينقل للأجيال التالية».
والتجربة الراهنة على البشر صغيرة ولا تمتد لأجيال لكن نتائجها تشير بالفعل إلى أن سلوك التغذية للأمهات قد يجعل الأطفال أقل انفعالاً في مواجهة التوتر.
ولتقييم ذلك فحص الباحثون التغيرات في لعاب الأطفال لرصد التغيرات في الشفرة الوراثية التي قد ترتبط باستجابتهم للتوتر وتتبع الأدلة على إنتاج هرمون الكورتيزول في مواجهة التوتر.
وقال ليستر: «الكورتيزول جزء من استجابة وضع الجسم في حالة القتال أو الهرب الدفاعية وزيادته أو نقصانه قد يكون مضراً وهو مرتبط بنطاق واسع من الاضطرابات العقلية والبدنية لدى الأطفال والكبار». وقال الطبيب روبرت رايت الذي كتب افتتاحية الدراسة وهو أستاذ طب الأطفال والطب البيئي بكلية طب إيكهان في نيويورك: «إن الدراسة ليست مصممة لتثبت أن سلوك الأم المتمثل في حمل رضيعها واحتضانه قد يفيده حتى لو كان يرضع صناعياً».
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني: «أغلب العمل الذي تركز على الرضاعة ينصب على أبعاد التغذية. ما يعني أن لبن الأم له خواص مختلفة عن اللبن الصناعي- في ما يتعلق بالأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والأملاح المعدنية.. هذا قد يكون له دور في النتائج لكن هذه الدراسة أعتقد تعالج شيئاً آخر في ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية».
وقال رايت: «الصلة بين الرضيع وأمه التي توجدها الرضاعة الطبيعية قد تكون تجربة مختلفة عما يحصل عليه الأطفال من الرضاعة عن طريق زجاجة».
وتابع: «إن من المحتمل أن تكون تقوية هذه الرابطة عن طريق الرضاعة الطبيعية تغير استجابة الأطفال للتوتر وتجعلهم أكثر قدرة على التحمل عندما يواجهون الضغوط».
شاهد أيضاً
في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟
على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …